عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. يا محسوب على بني الإنسان| كلمات قاضي أقسى من حكم الإعدام

الطفل أدهم
الطفل أدهم

"لماذا قتلتني وأنا قطعة منك، لماذا وأنا كنت انتظر بفارغ الصبر اليوم الذي أشُب فيه وأصبح رجلًا حتى أحمل عنك المسئولية وأريحك من هموم الدنيا، ألم تتردد عندما أمسكت بالمشرط وغرسته في عنقي، ألم تهُزك صورتي وأنا مذبوح بين يديك التي تُقطر بالدماء، ولم تشفق على جُثماني الذي نهشته الكلاب على الطريق".. أسئلة لم يتمكن أدهم الطفل المذبوح على يد ابيه، من طرحها لأن والده لم يملك الوقت الكافي قبل أن يقتله بعدما خدره وألقى بجسده في منطقة زراعية بالقرب من قرية "ديبو عوام".

 

جريمة هزت القلوب، بعدما تجرد رجل من إنسانيته يدعى محمود حسن عبد العظيم علي، والبالغ من العمر 40 عام، يعمل مدير مبيعات وتسويق بشركة مقاولات، ومقيم بقرية طناح مركز المنصورة، عندما قرر أن يذبح ابنه البالغ من العمر 14 سنة، بواسطة "مشرط طبي"، معللا فعلته أنه بذلك يحرره من معاناته، وهي إصابة "الابن" بمرض الكهرباء الزائدة على المخ.

 

الحكم بالإعدام

ألقى الأب جثمان طفله بكل برود بعد الانتهاء من جريمته على الطريق، ثم ذهب إلى قسم الشرطة وأبلغ عن غياب طفله، ولكن بعد التحقيقات وتفريغ كاميرات المراقبة، تبين أن آخر من تواجد مع الطفل هو والده، وفي النهاية تم إلقاء القبض عليه والحكم عليه بالإعدام.

 

من لا يَرحم لا يرحمه القانون

 

وقبل النطق بالحكم وجه المستشار بهاء الدين المري رئيس محكمة جنايات المنصورة، للمتهم كلمات كانت أقسى من حبل المشنقة، وهي : "يا محسوب على بني الإنسان جئت مالم يأته الوحش والطير والحيوان، فبقلب من حديد، فكرت وقدرت وسعيت ودبرت، وأعددت مشرطًا جراحيًا ماضيًا في حدته، ونومت ولدك بنوم، والتبست به

مكانا قصيا وأضجعته وذبحت، ومن الذي ذبحت فلذة من كبدك وقطعة من روحك، ما الذي كان يجري في عروقك، لو كان دمًا لما ذبحت ثمرة فؤادك، ألم يرق له والمشرط يجري في ودجيه الحجر الذي بين ضلوعك ؟!.. ألم تُصعق للدم المسفوح الذي هو من دمائك، ألم تفقد بعده صوابك ؟!.. كلا لأن الأنسان مات في ذاتك".

 

وتابع، "وإلى الأباء العاقين، توجه المحكمة بمناسبة هذه القضية رسالة، أبنائكم أمانة، هبة ربانية ونعمة عظيمة، أعملوا فيهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم، "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، واحذروا قوله كفى بالمرأ إثما أن يضيع من يعول، ونعود إلى المتهم، أن المحكمة وهي بصدد المداولة لم تجد لك من سبيلاٍ للرأفة ولا متسع للرحمة، فمن لا يرحم الناس لا يرحمه القانون الرادع الزاجر، فما بالنا بمن لم يرحم ابنه ومن هنا كان إجماع أراء أعضاء المحكمة على وجوه القصاص فقد يكون في موتك بهذا القضاء عظة للناس".

 

اقرأ أيضا :

يتسابق عليها أهل الشر.. "عضمة" الموت والمرض في الأضحية كنز "السحرة" (القصة وما فيها)