رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المرأة الحديدية بالأقصر.. "زينب" تجمع الخردة من القمامة على تروسيكل لتعيل أسرتها

سائقة التروسيكل
سائقة التروسيكل

"خردة وتروسيكل" هي أشياء تبدو بسيطة لكنها في الأصل هي سلاح قوي لدى السيدة زينب مهدي،  تتحدى بهم ظروف الحياة القاسية التي لم تختارها، بل اختارت مواجهتها لتعكس صورة واضحة لقوة السيدة المصرية الصعيدية في مواجهة ظروف الحياة الصعبة دون استسلام.


في أقصى جنوب محافظة الأقصر، داخل منزل بسيط  بقرية "القرية" بإسنا، يضم أشياءًا وأجهزة أبسط من جدرانه تكاد تكون  بالكاد تكفي حاجة طفلتين تعكف والدتها على تربيتهما، لتخرج باكر كل يوم بتروسيكل – تبرع به أهل الخير لمساعدتها- تجوب بين قرى مدينة إسنا لتجمع الخردة من بين القمامة لتعيل طفلتيها وأسرتها.


رحلتها بدأت منذ خمسة أعوام – بحسب زينب- بعد طلاقها من زوجها لتشق طريقها في تربية نجلتيها، وتعمل بأكثر من مهنة، فلم يكن جمع الخردة هي المهنة الوحيدة التي تمتهنا المرأة الحديدية بالأقصر، بل تؤكد للوفد أنها تعمل في بيع أشياء أخرى لتسد حاجتهم من قوت يومهم، مؤكدة أنها لاتتقاضي أية معاشات ولا معاش مطلقات.


رغم أن قيادة التروسيكل أو العمل بالخردة، هي في الأصل مهنتين حكر على الرجال خاصة في قرى الصعيد، لكن زينب أو أم رحيل كما هي معروفة وسط أبناء القرية، لم تهب الموقف؛ "طالما بشتغل شغل شريف مش هفكر في كلام الناس" هكذا قالت السيدة الثلاثينية.


"بخرج كل يوم بعد الفجر لمقلب القمامة بالجبل، أجمع الخردة، ثم أعود للمنزل وابدأ رحلة أخرى في بيع مقشات من النخيل، ثم ابدأ رحلة البحث عن الخردة في صناديق القمامة بين القرى" مؤكدة

أن يومها ليس ملكها ولاتجد فيه وقتًا للراحة في مقابل البحث عن لقمة العيش.
ورغم ظروف انتشار فيروس كورونا، لكن زينب تصطحب بنتاها يوميًا ليساعداها في تجميع الخردة من صناديق القمامة، دون ارتداء أي واقيات شخصية: " الحافظ هو الله وأكل العيش مر" هكذا علقت زينب على سؤالنا من عدم قلقها من النبش بين القمامة وخاصة أنها قد تحوي مخلفات معدية.


"أنا واثقة إن تعبي مع بناتي هيشكل فارق في مستقبلهم، وبتمنى أعلمهم أحسن تعليم وميحتاجوش لحد أبدًا" مؤكدة أن طموحها أن تعيش حياة آدمية تمارس فيها دور الأم التي تهتم بأبنائها ويعيشون في منزل آدمي وتمتهن مهنة أخرى حتى عندما يكبرن بناتها لاتسبب مهنها لهن إحراجًا من وسط زميلاتهما.


واختتمت السيدة الثلاثينية: نفسي أقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو فقط من سيشعر بحياتي لأنه هو منصف الكادحات في مجتمعنا، كما ناشدت سائقة التروسيكل محافظ الأقصر بقبول أوراق ابنتيها بمدارس إسنا بعد توقف الإجراءات نتيجة لعدم  امتلاكها عقد منزل بحسب قولها.