عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صور.. قصة أصغر ضريح لكبير فتوات عصر المماليك

باب حديدي تعلوه قبة خضراء وهلال ذهبي، وعليه لافتة صغيرة كُتب عليها "ضريح العارف بالله سيدي الذوق"، هو أصغر ضريح شُيد في أحد أركان باب الفتوح، بشارع المُعز بجوار مسجد الحاكم بأمر الله، وسر تواجد الضريح في هذا المكان تحديداً له قصص مختلفة تداولها البعض عن حياة المبروك "سيدي الذوق"، الذي يعود تاريخه إلى عصر المماليك، ورغم اختلاف القصص حول حياته إلا أن جميعها تؤكد أن الذوق كان شخصاً حكيماً تخصص في فض المنازعات بين أهل مصر القديمة، وأنه عشق المنطقة لدرجة لم يتحمل تركها فمات على أبوابها قبل أن يخرج منها.

 

ضريح العارف بالله سيدي الذوق

 

اقرأ أيضاً : أسرار حمام مرجوش.. التحفة المنسية بشارع النحاسين

 

حياة حسن الذوق

مقام العارف بالله سيدي حسن الذوق، في شارع المعز لدين الله الفاطمي، الضريح الذي يجهله سكان المنطقة ولا يعرف عنه أحد شيء، مثله مثل كثير من الشخصيات التي شيدت لهم أضرحة بعد وفاتهم وبمرور الزمن بقيت أضرحتهم ولكن غابت سيرتهم واختفت قصصهم، في عهد الدولة المملوكية كان يعيش رجل عُرف عنه التقوى والصلاح ورجاحة العقل فاختاره رجال مصر ليفض المنازعات ويكون عليهم حاكماً، هذا الرجل كان "حسن الذوق" الذي عاش في القاهرة وتحديداً في منطقة الحسين.

ذات مرة نشبت مشادة كلامية بين فتوات القاهرة وتطورت لتصبح معركة، فارتضوا بحسن الذوق حاكماً، لكنه فشل في الصلح بينهم وقرر أن يخرج من مصر، ولم يكن يعلم إلى أي وجهة يذهب إلى أن وصل إلى باب الفتوح فتوفي وتم دفنه في نفس المكان الذي سقط فيه وهو بجوار باب الفتوح، وبعد وفاته عندما كانت تنشب المشاجرات كان يتم ترديد مقولة "لا يصح النزاع فالذوق لم يخرج من مصر".

 

ضريح سيدي العارف بالله الذوق

 

القصص المتداولة حول وفاة حسن الذوق

على لسان أهل مصر القديمة اختلفت قصص وفاة حسن الذوق،  البعض قال إن الحاكم في ذلك الوقت بسبب تعدد

المشاكل بين الفتوات، التي فشل الذوق في حلها، قرر أن يضعهم في السجون فاستشعر الذوق بالحرج لمكانته بين الأهالي وترك المنطقة ولكنه لم يستطع أن يفارق أهالي الحي، فسقط ميتاً قبل أن يخرج من باب الفتوح، فحزن عليه أهل مصر، وقرروا أن يدفنوه مكان سقوطه.

بينما هناك قصة أخرى تقول إنه كان تاجراً من كبار فتوات المحروسة، اهتم دائما بحل مشاكل أهالي الحي القديم، وبعدما ضاق ذرعاً بسبب المشاجرات المتكررة قرر أن يغادر، ولكن لشدة حزنه على فراق المنطقة لم يستطع استكمال المشوار فسقط ميتاً ودفن في المكان الذي سقط فيه بجوار باب الفتوح قبل أن يخرج منه.

باب الفتوح

وقصة ثالثة فكانت تقول إن صاحب القبر كان مغربي الأصل  جاء إلى مصر وعاش بين أهلها، وعندما مرض قرر أبناءه نقله إلى بلاده ليموت بها لكنه رفض، وعندما أجبروه على الرحيل توفى بجوار باب الفتوح قبل أن يغادر، وهنا قرر الأهالي اعتباره من أولياء الله الصالحين،ورغم اختلاف القصص إلا أن الجميع اتفق أن حسن الذوق كان من الحكماء في ذلك الوقت بل وكان كبير الفتوات الذي كان الجميع يهابه ويحترم كلمته، وعندما قرر الرحيل مات لأنه لم يستطع الفراق عن مصر القديمة وأهلها.

باب الفتوح