محطات في حياة المستشار هشام البسطويسي أحد فرسان القضاء المصري

قضى عمره مُدافعًا عن الحق ورفعة القضاء وتنفيذ القانون، حيث كانت سمعته وسط أقرانه من القضاء مثلها كمثل الذهب لم يشوبها شائبة، المستشار هشام البسطويسي الذي فارق الحياة منذ قليل، عن عمر يناهز 70 عامًا، تاركًا خلفه تاريخًا من الإخلاص والتفاني في العمل والنزاهة.

اقرأ أيضًا:- وفاة المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض الأسبق

نشأة المستشار هشام البسطويسي

ولد المستشار هشام البسطويسي، نائب رئيس محكمة النقض سابقًا والمرشح الرئاسي السابق، وعضو مجلس أمناء الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، 23 مايو عام 1951 بالقاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1976 في جامعة القاهرة.

عشق القانون وحَلم منذ طفولته أن يعمل به، مثل والده محمد عثمان البسطويسي الذي كانت مهنته محاميًا، وبالفعل حقق رغبته ودرس القانون، ويشاء القدر أن يصبح "هشام" من أهم القضاة الذين ذاع صيتهم بمصر والوطن العربي.

مناصب تولاها المستشار هشام البسطويسي

فور تخرجه من الجامعة، تلقى فترة تدريبه بمكتب المحامي صلاح السهلي والذي تزوج من ابنته ألفت وهي كانت زميلته بالكلية، وسافرا معًا إلى الاسكندرية ليزاول مهام وظيفته كوكيل نيابة بالجمرك، ثم قاضي بالمحكمة الجزئية.

وفي عام 1988، عاد البسطويسي إلى القاهرة، وعمل بنيابة النقض، وسافر للعمل في الإمارات عام 1992 كفترة إعارة، ولحبه لإعلاء الحق ونصرته احتج على وقف قاضيين مصريين عن العمل ونظم إضراب بصحبة باقة من القضاة المصريين، واستمر حتى إعادة القاضيين لعملهم من جديد مع الالتزام بكافة شروط القضاة المصريين.

وفي عام 1994، عاد البسطويسي إلى القاهرة، ليتم اختياره في عام 1998 من قبل الجمعية العمومية لمحكمة النقض ليكون مستشارًا للمحكمة، وعقب عامين من ذلك التاريخ وبالتحديد سنة 2000 تم ترقيته إلى منصب نائب رئيس محكمة النقض.

المستشار هشام البسطويسي والانتخابات البرلمانية

وفي عام 2005، أشرف المستشار هشام البسطويسي على الانتخابات البرلمانية، حيث كان مشرفًا على اللجنة العامة في دائرة مينا البصل بالإسكندرية، ونتيجة التلاعب في نتيجة الاقتراع وعدد الأصوات قرر بصحبة المستشار محمد بيومي درويس إلغاء الانتخابات بتلك الدائرة، فضلًا عن إصداره حكمًا ببطلان نتيجة انتخابات دائرة الزيتون، وذلك بالتعاون مع المستشار حسام الغرياني، وكانت تلك الدائرة هي التابعة للدكتور زكريا عزمي.

المطالبات باستقلال القضاء

كان البسطويسي وبصحبة عدد كبير من القضاة دائمًا يطالبون باستقلال القضاء المصري والقيام بمجموعة من الاصلاحات في الدولة سواء قضائيًا أم سياسيًا أم اقتصاديًا، ونتيجة تلك المطالبات أُحيل المستشارين البسطاويسي وأحمد مكي وكانا نائبا رئيس محكمة النقص إلى المحاكمة التأديبية بتهمة إهانة القضاء.

ترشح المستشار البسطويسي لرئاسة الجمهورية

وبعد ثورة يناير 2011، ترشح المستشار هشام البسطويسي لرئاسة الجمهورية، وكان على رأس أولوياته في حال فوزه بانتخابات الرئاسة هي تشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، ثم إجراء انتخابات جديدة، إذا جاء الدستور الجديد بشروط جديدة تتعلق برئيس الجمهورية وشروط ترشحه ومدة بقائه فى الحكم، فضلًا عن منح القضاء الاستقلالية الكاملة وإعادة هيكلته بطرح أفكار جديدة.