رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسرار حمام مرجوش.. التحفة المنسية بشارع النحاسين

حمام مرجوش
حمام مرجوش

حمام مرجوش أو الملاطيلي، يقع في منتصف حارة "أمير الجيوش الجواني"، بشارع النحاسين، مُتفرع من شارع المُعز لدين الله الفاطمي، البناء من الخارج محتفظ بعظمته التاريخية كتحفة أثرية منذ العصر الفاطمي، جدرانه الخارجية خَط عليها الزمن بأنامله ليبدو أكثر روعة رغم باقي المباني المحيطة به، صامداً كالجبل يتحدى الجميع، يحيط بالباب الرئيسي من اليمين واليسار شبابيك على طراز المشربية المصنوعة من الخشب لم يمسهم سوء، مُغلقين بلوح خشبي من الداخل لمزيد من الخصوصية لزبائن الحمام، مدخل الباب الرئيسي للحمام وضعت أعلاه لوحة كُتب عليها "حمام بخار بلدي رجال وسيدات مرجوش" ثم أسفلهم مواعيد الحمام للجنسين، وبجوار اللوحة رقم البناء ( 40 ).

 

اقرأ أيضاً : (صور) أصحاب المحلات لـ الوفد: رمضان رزق والوباء خرب بيوتنا

 

حمام مرجوش.. مزيج بين الماضي والحاضر 

4 سلالم وخطوتين قبل بدء الرحلة داخل الحمام التاريخي الذي يسبقه باب آخر للوصول إلى صحن المبنى الذي يتسم بوسع شديد، وسقفه يحتوي على قباب مفتوحة تبرز منها ضوء الشمس، وسلالم توصل إلى غرف تحيط بالصحن من الأعلى، ليبدو وكأنه مشهد من داخل فيلم تاريخي في عصر المماليك.

 

"الحاجة" مصدر الثقة في حمام مرجوش للنساء

يتوسط الصحن منضدة تجلس أمامها سيدة مسنة تدعى "الحَاجة"، أمامها قطع من الصابون المختلفة الألوان، وبجوارهم "كَراسة" وحولها عدد من السيدات العاملات الذين يقدمون الخدمات للزبائن في الحمام، وخلفها أبواب بالدور الأرضي توصل إلى الـ" مغطس" مُخصص لـ حمامات البُخار وهناك أماكن للحمام المغربي، بالإضافة لأماكن أخرى لتلبية احتياجات النساء الراغبين في الاعتناء بأنفسهن على الطريقة القديمة.

قالت "الحاجة"، إن الأسعار تختلف حسب احتياجات السيدات، وتابعت : "للعروسة قبل الفرح التي ترغب في حمام وجلسة البُخار تبدأ الأسعار من 200 جنيهاً، ويزيد السعر في حالة إزالة الشعر إلى 500 جنيه، أما الأسعار بالنسبة للحمام العادي و"التكييس" فأقل من ذلك تتراوح ما بين 50 إلى 70 جنيه ".

الجميع يعرفها ويتفقون معها على الموعد والأسعار، وتسجل جميع البيانات في الـ"كراسة" لتنظيم المواعيد بين الزبائن، أغلب زبائنها من سكان المنطقة؛ وذلك لثقتهم فيها ومعرفتهم بها التي وصلت لسنوات بعمر الحاجة.

 

حمام السيدات صباحاً والرجال مساءاً

أضافت الحَاجة، مواعيد الحمام للسيدات تبدأ من الساعة 9 صباحاً وحتى 5 مساءاً، بينما مواعيد الزبائن من الرجال تبدأ من 7 مساءاً إلى الساعة 5 صباحاً، وبين الموعدين ساعتين لتنظيف الحمام، لافتة إلى أن في موعد حمام النساء جميع العاملين في الحمام يكونوا من النساء، والعكس في موعد حمام الرجال.

 

تاريخ حمام مرجوش أو الملاطيلي

عمره أكثر من 700 عام منذ عصر السلاطين والملوك، واستمر في وظيفته حتى اليوم، يبدأ تاريخه منذ العصر الفاطمي في عهد السلطان الحاكم بأمر الله، الذي كان يملك العديد من الحمامات كل حمام له اسم حسب أيام الأسبوع، ولكنه منح حمام مرجوش لبدر الدين الجمالي

قائد الجيوش في ذلك الوقت، لذلك سمي باسم حمام مرجوش على اسم أمير الجيوش "الجواني" اختصاراً لأمير الجيوش لذلك سمي الحمام باسم "مرجوش".

 

سر الحفاظ على جدران الحمام بدون عازل

جدران الـ"مغطس" مُصممة بطريقة لم يبتكرها مُهندس حتى اليوم، إذ معروف أن صناعة الجدران المعزولة تحتاج إلى فِل أو سور زجاجي، لتفادي الرطوبة التي تؤدي في النهاية لسقوط الجدران، ولكن جدران هذا الحمام مصنوعة بشكل طبيعي وهو جدار داخلي وجدار خارجي وفراغ في الوسط، هذا الفراغ ساعد في إخراج السخونة الداخلية للحمام واستقبال الهواء البارد من الخارج، وبهذا الشكل صَمدت الجدران حتى يومنا منذ العصر الفاطمي أمام الرطوبة.

 

سر تفاؤل السيدات بالحمام

سماح، سيدة اعتادت كل فترة الاستحمام في حمام مرجوش، وهي من سكان المنطقة، قالت : "كل شهر أجي مرة الحمام الأول بحجز عند الحجة وبعدين أجي، اهتم بنفسي شوية وسواء حمام بخار أو حمام مغربي أو تنظيف جسم"، مشيرة إلى أن والدتها قديماً كانت تأتي دائماً للحمام فهو بالنسبة لهم مثل مراكز التجميل الشهيرة ولكن الفرق أن أسعار حمام المرجوش على "أد الأيد"، وله نفس النتيجة.

وأضافت سماح، زبائن الحمام ليسوا من المنطقة فقط بل هناك العديد من الفتيات والسيدات من المناطق الراقية تأتي للحمام، موضحة، أن الشكل التاريخي للحمام فضلاً عن الخدمات الجيدة التي تقدم فيه جعلته المفضل لدى العديد من السيدات، ولكن للأسف أن هناك العديد من الناس التي لا تعلم عنه شيء.

ولفتت، أن الفتيات الغير متزوجات تستبشرن بهذا الحمام، متابعة "هناك قصة عن إحدى الشابات التي جاءت للاستحمام في الحمام، وبعد أيام طرق عريساً بابها وتقدم لخطبتها، وعندما أخبرت صديقتها، قررت إحدى صديقاتها أن تفعل المثل ربما الحظ يحالفها مثلها، وبالفعل بعد أسبوعين من الاستحمام بالحمام، تقدم لخطبتها شاب كانت تُحبه، ومن هنا انطلقت فكرة تفاؤل الفتيات من الاستحمام في مرجوش".