رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سفير فرنسا بالقاهرة لـ الوفد: مصر شريك لا غنى عنه لفرنسا لتحقيق الأمن والاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط

السفير الفرنسى بالقاهرة
السفير الفرنسى بالقاهرة ستيفان روماتيه

تحتضن سفارة فرنسا بالقاهرة يوم 14 يوليو من كل عام العديد من الزوار، والذين يصل عددهم مرات إلى ألف زائر وأكثر، للاحتفال باليوم الوطنى الفرنسى، أو كما يسميه الفرنسيون "يوم الباستيل"، ولكن بسبب الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم بسبب جائحة كورونا، تم إلغاء الاحتفال لعامين على التوالى، فكان عام 2020 الأصعب فى ظروفه على العالم أجمع، وقيدت فيه الحركة بشكل كبير، أما عام 2021 فبدأت القيود تنحصر مع ظهوراللقاحات، لذلك قررت بوابة الوفد الإلكترونية الاحتفال بالعيد الفرنسى عبر إجراء حوار مع السفير الفرنسى بالقاهرة، ستيفان روماتيه، خاصة وأن السفير قارب على انتهاء مدة خدمته بالقاهرة.

وتحدث السفير روماتيه، خلال حواره عن مدى التقارب المصرى - الفرنسى مؤخرًا، وأيضا عن التعاون فى شتى المجالات وبعض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وإلى نص الحوار..

-زار وفد فرنسى مكون من 18 شركة مصر مطلع الشهر الماضى.. هل ستشهد الفترة المقبلة استثمارات فرنسية جديدة؟

الجانب الاقتصادى يشغل مساحة كبيرة فى علاقتنا الثنائية، وفى هذا الصدد، أعتقد أنه يتعين علينا تحقيق مزيد من التقدم فى هذا المجال، بحيث يكون هناك مزيد من التواجد للشركات الفرنسية فى مصر، ومزيد من الاستثمارات الفرنسية فى مصر، وأن نستفيد من الإمكانات الهائلة التى تمثلها مصر اليوم.

ما هو تقييمك للعلاقات المصرية الفرنسية مؤخرًا؟

لقد شهدت العلاقات الفرنسية - المصرية تطورًا كبيرًا مؤخرًا، ففرنسا تعتبر أن مصر الشريك الكبير لها فى العالم العربى وفى منطقة المتوسط وفى إفريقيا أيضاً، لأننا نعلم جيدًا أنه لا يمكن تسوية أى من الأزمات الإقليمية الكبرى من دون مساهمة مصر فيها.

وبالتالى، قمنا خلال السنوات القليلة الماضية بتعزيز حوارنا السياسى، وخير شاهد على ذلك الاتصالات الدائمة بين الرئيسين ماكرون والسيسى.


 وماذا عن التعاون فى مجال التعليم.. هل يتم العمل على تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين؟

هناك تعاون فى مجال التعليم، على مستوى المدارس والجامعات، والذى شهد إنجازات مهمة على مدى السنوات القليلة الماضية، ويحضرنى فى هذا المقام إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية فى مصر.

وعلى مستوى المدارس، قمنا بالعديد من الإنجازات، ويتعين علينا تطويرعروض التدريس باللغة الفرنسية فى المدارس المصرية، وزيادة عدد المدارس التى تدرس المناهج الفرنسية، مع هدف مضاعفة القدرة الاستيعابية بالمدارس التى تدرس المناهج الفرنسية.

وهناك أيضاً العديد من المشروعات التى تشعل قلب العلاقات الثنائية القائمة بيننا فى مجال الآثار والثقافة، ولا سيما "العام الثقافى فرنسا - مصر" الذى تم تنظيمه بالبلدين فى 2019، بمناسبة مرور 150 عامًا على افتتاح قناة السويس، التى هى أحد أهم أدوات البنية التحتية فى مصر، والتى تعد رمزاً قوياً لما تمكنت فرنسا ومصر من إنجازه سوياً.

 

هل هناك خطط مرتقبة للتعاون فى 2022؟

هناك العديد من الخطط المتوقعة، وحتى فى حال عدم وجودى فى مصر فى هذا الحين، فسأتابعها باهتمام كبير، فعام 2022 سيكون عامًا ثريًا للغاية، فعلى المستوى الثقافى سيشهد هذا العام مرور 200 عام على فك رموز اللغة الهيروغليفية القديمة بواسطة شامبليون، من خلال عدد من التظاهرات الثقافية.

وسيكون هذا العام مهماً جداً لمصر من منظورالافتتاح المتوقع للمتحف المصرى الكبير، وكذلك الانطلاق الرسمى للعاصمة الإدارية الجديدة، وهى كلها مشروعات كبيرة ستجذب أنظار العالم أجمع باتجاه مصر، وستسمح بعودة معدلات السياحة.

 ومتى تتوقع أن تعود الأعداد إلى ما قبل جائحة كورونا؟

نتمنى أن يشهد عالم 2022 عودة السياحة الفرنسية فى مصر، عقب انقضاء أزمة كوفيد 19.

عشت فى مصر 4 سنوات.. فما رأيك فى النمو العمرانى الذى تشهده مصر الآن فى تنفيذ المشروعات القومية والعاصمة الإدارية الجديدة كونك شاهد عيان وترى كل خطوة بخطوة؟

بالفعل لكل أمر جميل نهاية، ففى غضون عدة أسابيع سأقوم بمغادرة مصر واستكمال مسيرتى المهنية فى باريس، ولقد أثرت مصر فى وجدانى تأثيرًا كبيرًا، حيث عشت فيها 4 سنوات مليئة بالأنشطة المكثفة والثرية، وهى فترة شهدت فيها خلال وجودى فى مصر تحولات مهمة وملموسة لا تخطئها العين، ولا سيما التنمية الهائلة فى مجال البنية التحتية.

كيف ترى الدور المصرى فى تعزيز أمن وسلام قارة إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط؟

خلال مدة عملى بمصر آخر 4 سنوات، مرت المنطقة أيضا بالعديد من الأزمات: ليبيا والجوار الجنوبى والأزمات العديدة بالعالم العربى فى غزة وسوريا ومسألة إيران... إلخ، وهى كلها أزمات تعد فيها مصر أكثر من أى وقت مضى شريكًا لا غنى عنه لفرنسا.

 ما هو الدور الفرنسى فى دعم السلطات الانتقالية الليبية؟ وكيف ترى الدور المصرى فى هذا الملف؟

تواجه مصر العديد من الأزمات فى محيطها المباشر، هناك بالطبع الأزمة الليبية وهو موضوع نتعاون بصدده سوياً، لأن انعدام الاستقرار فى ليبيا يشكل خطرًا بالنسبة لفرنسا كما لمصر.. ولذلك فنحن نعمل معاً لمواجهة هذا الخطر من أجل استعادة الحل السياسى بهدف إجراء الانتخابات بحلول نهاية العام، ولقد ساهم الملف الليبى فى مزيد من التقارب بين فرنسا ومصر خلال الأشهر والسنوات الماضية.

 

من الواضح أن إثيوبيا تتعنت عبر تصريحاتها فى إمكانية التفاوض حول سد النهضة.. فكيف تدعم فرنسا مصر فى حقها الشرعى فى مياه النيل؟

فرنسا تتولى حاليا رئاسة مجلس أمن الأمم المتحدة، ونحن نأمل الإسهام على نحو مُجدىِ فى التوصل إلى حل دبلوماسى وسياسى لهذه الأزمة، ونحن مستعدون لمساعدة أصدقائنا وشركائنا المصريين، من أجل أن يتمكن مجلس الأمن من تعظيم فرص مقاربة سياسية ودبلوماسية، حتى يتسنى للدول الثلاثة المعنية، إثيوبيا والسودان ومصر، من الحصول على مقترح اتفاق يفتح المجال نحو تسوية سياسية لمسألة ملء السد وتشغيله.

 ما رأيك فى الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة المصرية فى مواجهة أزمة كورونا؟

إنه وباء عالمى لم تنأى أى دولة منه، بما فى ذلك فرنسا ومصر، ويتعين علينا أن نستمر فى التعايش خلال الأشهر القادمة مع هذا الخطر الدائم الذى يشكله هذا الوباء، بسبب متحور "دلتا" الذى يمكن أن يؤدى إلى موجة رابعة.

ما أريد التأكيد عليه هو أن مصر استطاعت أن تعبر حتى الآن أزمة كوفيد-19 بنجاحها فى الحفاظ على أدائها الاقتصادى الجيد، فالنمو الاقتصادى المصرى ظل قويًا بوجه خاص منذ ربيع 2020، أى منذ الموجة الأولى من الكوفيد.. هذه هى النقطة الأولى.

ثم أتت النتائج الاقتصادية المذهلة للغاية التى حققتها مصر خلال الأشهر الماضية، لتؤكد مجددًا الأداء الجيد للاقتصاد المصرى. هناك نقطة أخرى، ألا وهى أنه يتعين أن ننظر لهذا الوباء من زاوية تدفعنا لتنفيذ الجوانب المتعددة لتعاوننا بصورة مختلفة.

 ما هو الدعم الذى تقدمه فرنسا لمصر خلال جائحة كورونا؟ وهل هناك خطط لمرحلة ما بعد الجائحة؟

لقد بدأنا محادثات مع السلطات المصرية فى هذا المجال، ومن المؤكد أن التعاون الفرنسى - المصرى فى قطاع الصحة، سيحتل حيزًا ستزداد أهميته خلال الفترة القادمة، وهناك طلبات مصرية فى عدد من القطاعات منها عقود شراكة فى مجال المستشفيات، ومساندة استراتيجيات اللقاحات فى مصر، وتدريب العاملين فى القطاع الصحى.

كل هذه الأمور ستدفعنا خلال السنوات المقبلة إلى بذل مزيد من الجهد فى مجال الصحة فى مصر، وهناك أيضاً قطاع آخر لا يقل أهمية، وهو قطاع التأمين الصحى الشامل، وهو مشروع فرنسا منخرطة فيه من الناحية التمويلية بصورة قوية من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية، إذن فالصحة ستصبح أحد القطاعات الهامة فى العلاقات الثنائية "الفرنسية - المصرية" خلال السنوات القادمة.

مع اقتراب انتهاء فترة إقامتك بمصر.. ما هو أكثر شىء ستفتقده بها؟

على المستوى الشخصى، عشت أربع سنوات فى مصر كان لى فيها لقاءات استثنائية، واكتشفت فيها أماكن رائعة أصبحت مرتبط بها بصورة ثابتة، وتركت بصمة كبيرة فى نفسى ستدوم معى طوال حياتى.