رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنا.. لمنتصرون فى أزمة السد الأثيوبي

بوابة الوفد الإلكترونية

تحدثت من قبل أننى  مطمئن تماما للمفاوض المصرى الذى يقوم بمهمة وطنية بشأن سد النهضة، وتأثيره على حصة مصر المائية. وقلت إن الذى يجعلنى مطمئنا بشأن المفاوضات المصرية حول سد النهضة الإثيوبى، هو أمران مهمان، الأول: أن المفاوض المصرى وهو يتمتع بذكاء شديد يضع أمامه قاعدة راسخة ومتينة تقضى بعدم تأثير السد على حصة مصر المائية. والثانى: أن المفاوض المصرى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يفرط فى حقوق مصر التاريخية من المياه.

هذان الأمران هما الخلاصة فى عملية السد، بالإضافة إلى أمر ثالث وهو أن إعلان المبادئ الذى وقعته مصر لا يتخلى عن ضرورة عدم تأثير بناء السد على حصة مصر المائية ولا التخلى عن الحقوق التاريخية لمصر فى هذا الشأن.

وبالتالى، فإن المفاوضات والمباحثات التى تجريها مصر حول السد، لا تعنى أبدًا أن تتخلى عن حصة مصر من المياه، ولا يمكن أيضا أن تتخلى عن الحقوق التاريخية، ولذلك فإننى أرفض أى هجوم على المباحثات الجارية، لأن مثل هذه الأمور تحتاج إلى وقت وصبر، كما أن اتفاق المبادئ الذى وقعته مصر، لا يوجد به على الإطلاق، أى تفريط فى حقوق البلاد التاريخية والقانونية، وبالتالى فإن المفاوض المصرى وهو يتمتع بقوة تفاوضية فى مواجهة آثار سلبية حدثت منذ 25 يناير وأثناء فترة حكم الإخوان التى غارت إلى غير رجعة، هذه الفترة التى استغلت فيها إثيوبيا الموقف المضطرب فى مصر، وغيرت من تصاميم السد وزادت من السعة التخزينية له.

كل الآثار السلبية التى حدثت خلال فترة حكم الإخوان التى استمرت اثنى عشر شهرا يأخذها فى الاعتبار المفاوض المصرى.. كما يأخذ فى الاعتبار أيضا أحقية إثيوبيا فى النهضة، مقابل عدم وقوع أى ضرر على المصريين أو التأثير على حصة البلاد المائية.. فإذا كان من حق إثيوبيا أن تقيم نهضة فإن من حق مصر أن تعيش ولا تتضرر أبدا من بناء السد، وهذه هى الأمور التى يضعها المفاوض المصرى فى كل الاجتماعات التى تشهد مفاوضات مكثفة، ولذلك يجب على جميع وسائل الإعلام ألا تقوم بدور سلبى يؤثر في سير المفاوضات، طالما أن المفاوض المصرى حريص كل الحرص على عدم التفريط فى حقوق مصر، ووسائل الإعلام فى الفترة الماضية أثارت جدلًا شديدًا حول جزئيات صغيرة بشأن المفاوضات، وهذا أيضا من حرصها الشديد، لكن يجب أن نعطى الفرصة للمفاوض المصرى الذى يمثل الدولة الجديدة صاحبة المشروع الوطنى الرائع.

وقلت كثيرًا إن الأخطار التى تحاك مازالت قائمة، فلا تزال كل المخططات الإجرامية الشيطانية المدبرة للنيل من البلاد مستمرة، وهذا ما تؤكده كل المؤشرات والدلائل، فالذين يريدون النيل من مصر لا يستسلمون ولديهم مخططات بديلة، بهدف

إضعاف مصر والمنطقة ولابد من التصدى والمواجهة لهذه المخططات بقوة.. والدولة تدرك حجم هذه التحديات، ويجب على المصريين الآن مساندة الدولة وحمايتها حتى يتم إعادة البناء. مصر استمرت على مدار ثلاثين عامًا أشبه بالخرابة وزاد فيها عدد الفاسدين فى كل القطاعات، وتكرشت بطون العملاء والخونة بشكل يدعو إلى الحسرة والألم، وترهل الجهاز الإدارى للدولة بشكل مخيف.

وجاءت ثورة 30 يونية ليستعيد المصريون حريتهم ويتخلصوا من الحكم الغاشم الذى كان أداة فى يد الغرب وأمريكا. مخطئ كل من يظن أن المخططات الغربية ـ الأمريكية قد زالت أخطارها عن مصر، فالدول التى تريد تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، لا يزالون يواصلون ألاعيبهم من أجل تفتيت الأمة العربية وتقسيم المنطقة طبقا لما يسمى اتفاقية سايكس بيكو الثانية، لصالح إسرائيل.. والمصريون يعرفون ذلك ويدركونه، كانت اكبر صدمة للغرب وأمريكا هى ثورة 30 يونية التى أصابت أصحاب هذه المخططات بخيبة أمل كبرى؛ لأنه طبقا لما كان يخططون له يعتقدون ان جماعة الإخوان الإرهابية ومن على شاكلتهم بوسعهم تحقيق الحلم الغربى ـ الأمريكى، ولأن الرئيس السيسى لديه رؤية نافذة وبعد نظر، يدرك تمامًا أن هذه المخططات وتلك الألاعيب من دول لا تريد الخير لمصر ولا للمنطقة العربية، فإنه دائم التحذير والتنبيه بأن الأخطار فى الداخل والخارج مازالت تحاك ضد مصر والأمة العربية جمعا. وإنما الأمر يحتاج من المصريين إلى الإدراك جيدا بأن هذه الإخطار مستمرة حتى ولو تظاهرت الدول المدبرة بأنها تراجعت. الدول الغربية تواصل مخططاتها الإجرامية، لكن بطرق بديلة عن المتعارف عليها وبالتالى يجب ألا نأمن جانبها، وأعتقد أن الأجهزة المصرية تعلم ذلك وتواجهه بشكل عملى.

ولذلك يجب أن ندع الفرصة للدولة المصرية تقوم بواجبها الوطنى  فى  مسألة سد النهضة، وإن شاء الله إنا لمنتصرون.