رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صور.. الوفد ترصد مأساة عمال التراحيل مع البرد والوباء.. والمسئولين ودن طين وأخرى عجين

عمال التراحيل
عمال التراحيل

"على باب الله"، بجلباب فضفاض ينفذ من خلاله البرد إلى أجسادهم الهزيلة، وصقيع الشتاء ينفذ عبر حجر اتخذوه مقعداً لهم، وأمامهم أدواتهم المختلفة من فأس أو مقطف أو أزميل، ينتظرون الرزق الذي لا يتعدى 100 جنية في اليوم إذا حالفهم الحظ ووجدوا أحد يرغب في بناء حائط أو هدمه، أو حمل حجارة أو أكياس رمال أو أسمنت أو غيرها من أعمال ثقيلة تحتاج "للصحة"، هي وظيفة "عمال التراحيل"، رجال جاءوا من أماكن متفرقة بصعيد مصر إلى القاهرة قاصدين المولى لجني بضعة جنيهات ليعودوا في آخر الليل إلى أسرتهم بطعام، لا يهمهم مدى قسوة الطقس صيفاً أو شتاءاً، كل ما يهمهم هو الحصول على الزاد، رغم انتظارهم بالساعات على الأرصفة وقد يكون أغلبهم لم يتناولوا وجبة الفطور أو الغداء، مُكتفيين بكوباً من الشاي يُدفئ جسدهم الذي يرتجف تحت أمطار الشتاء القارص، الذي لا يفرق بين غني يسير بعربة تحميه من البرد أو فقير لا يمتلك المال ليحصل على ملابس تحافظ على دفء جسده الهزيل.

 

"الوفد" رصدت هذا المشهد وهو ليس بجديد نراه في أغلب الشوارع الرئيسية في جميع أنحاء القاهرة، وهم جالسون في العراء ينظرون إلى السيارات الفخمة على أمل أن يقف لهم أحد الأشخاص لتكليفهم بمهمة ما، فئة مُهمشة لعمال هُضمت حقوقهم الصحية والإنسانية وأصبحوا تحت خط الفقر، أمر الجميع يعلمه ولكن دون حراك من المسئولين لنجدتهم وتوفير لهم حياة طبيعية كريمة، ولكن الجديد في الأمر والذي يجعله أكثر تأزماً هو أن الوضع أصعب في ظل ظروف يمر بها العالم وهو وباء كورونا، الذي إذا أصاب أحدهم لن يكون لديهم صحة للوقوف على أقدامهم لإطعام أطفالهم الذين ينتظروا كل مساء "لقمة" هم يعلمون أنها قد تكون متوفرة أو لا وذلك حسب الرزق الذي يرسله المولى عز وجل.

 

 

على باب الله تحت المطر

قال لـ "الوفد" وهو يرتجف في جسده الهزيل وعلى جسده ملابس خفيفة لا تحميه من البرد، وبوجه شاحب وكأن البرد سحب منه الدماء، "أسمى عبد الرحمن منصور، أبلغ من العمر 38 عاما من محافظة الدقهلية، شغال على باب الله مستني يجيلي شغلانه أطلع منها بقرشين أروح لعيالي بيهم"، وعن كيفية تحملهم الانتظار طوال الصباح أسفل الأمطار وسط هذا الطقس البارد، أوضح أن عمال التراحيل اعتادوا على مثل هذه الأمور وهو شيء بالنسبة لهم طبيعي.

 

أقراء أيضا : عاش هُنا.. منزل إسماعيل ياسين يفتقد الضحكة

 

لا نملك رفاهية الاحتماء من البرد

وأضاف عبد الرحمن، أنهم لا يملكون رفاهية التواجد في المنزل للاحتماء من أمطار الشتاء، ووجودهم في الشارع هو الذي يكفل لهم حق الطعام والشراب وإيجار المنزل، لافتا إلى أن وظيفتهم عبارة عن "شقى" وهم راضيين بذلك، وكل إنسان لديه خيارين إما الشقاء أو السير في طريق الحرام مثل السرقة أو الأعمال الغير شريفة، وهم أشخاص يبحثون على رضا الله وإطعام أطفالهم بالحلال.

 

 

فقدت وظيفتي بسبب كورونا

أحمد رفاعي من محافظة أسيوط، شاب يبلغ من العمر 19 عام، أكد أنه لجاء لهذا العمل بعدما فقد وظيفته عامل في أحد المطاعم بعد أزمة كورنا، لافتا إلى أنه كان يدرس في مدرسة

الصنايع، ولكنه تركها بعد وفاة والده ليُنفق على أسرته المكونة من أم وشقيقتين وأخ أصغر وهو الذي يعولهم.

 

ولفت الرفاعي، أنه كان يحصل من عمله في المطعم على عائد ليس بكبير ولكنه يكاد يكفي لإطعام أسرته والإنفاق على تعليم أشقائه، إلى أن فقد هذه الوظيفة منذ 9 أشهر، مشيرا إلى أنه بحث عن وظيفة أخرى ولكنه فشل لذلك لجاء إلى هذه الوظيفة لإعالة أسرته التي في رقبته، وعن المقابل قال الرفاعي "هناك أيام أنتظر بالساعات على الرصيف وأمامي أزميلي ولا أجد عمل، وأيام أخرى ربنا يرزقني برزق أسرتي، وأعود لهم ببضعة جنيهات أدفع منها جزء للطعام والآخر مصاريف أشقائي".

 

نجلي أصيب بكورونا نزلت بدلاً منه

بوجه يملئه الحزن وعيون يعلوها اليأس والإحباط، خلف عبد الله من محافظة المنيا، الذي يبلغ من العمر 65 عام، قال إنه قرر النزول والجلوس في الشارع منتظراً عمل، بعدما أصيب نجله بفيروس كورونا، حيث كان يُعينه على الحياة ويخرج ليقتات رزق يومه، ولكن ظروف المرض جعلته راقداً في المنزل بين الحياة والموت، لافتا إلى أنه مُسن ولا يوجد حل أخر لأنه ليس له أبن ذكر غير "فتحي" المصاب بكورونا.

 

 

  وأوضح خلف أنه كان يملك قطعة أرض في المنيا، ولكنه أضطر لبيعها من أجل زواج أبنته الكبرى، الأمر الذي دفعه للاتكال على نجله في عمل التراحيل، أحيانا كان يعمل في حقول أشخاص آخرين لجمع المحصول، ولكن المقابل كان ضعيف جدا لذلك قرر "فتحي" أن ينزل إلى القاهرة بحثاً عن رزق بعائد أفضل، لافتا إلى أنه في بعض الأوقات يحصل على عائد جيد لأنه يعمل من الفجر حتى المساء في حمل الطوب أو البناء، وفي أوقات أخرى العائد لا يتعدى الـ 100 أو لا شيء.

 

نظرة من المسئولين للفواعلية

مناشداً المسئولين أن ينظروا لهم بعين العطف، وإيجاد حلول "للفواعلية" عمال التراحيل  الذين يعتمدون على الله في الرزق، موضحاً أن وضعهم في فترة كورنا بمثابة كارثة لأنه في حالة أن مرض أحدهم لن يكون هناك طعام أو شراب وستجوع الأسر وهذه المأساة لا يرضى بها أحد.