أكد خبراء في الشأن السياسي أن بيان قمة " العلا" التي عقدت بالمملكة العربية السعودية بشأن إتمام المصالحة مع قطر تأتي بهدف توحيد الصفوف وطي الخلافات والازمات وبدء مرحلة جديدة للتعاون بين دول الرباعي العربي وقطر، وتوحيد الصف العربي لمواجهة التحديات الدولية والاقليمية.

 

وأشار الخبراء إلى أن الاوضاع الراهنة في المنطقة العربية تتطلب توحيد الجهود والعمل بشكل جماعي وشامل، مشيرين إلى أن توقيع مصر على بيان قمة " العلا" يأتي في إطار الثوابت المصرية بشأن دعم الجهود والتي تقوم على حسن النوايا وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الاخرى، مؤكدين أن الكرة الان في ملعب قطر للالتزام بما جاء في اتفاق القمة، على حد قولهم.

 

وبالامس، وقعت دول الرباعي العربي مصر والامارات والبحرين والسعودية على بيان قمة " العلا"لاتمام المصالحة مع قطر بعد مقاطعة دامت نحو ثلاثة سنوات والذي نص  على الأهداف السامية لمجلس التعاون، التي نص عليها النظام الأساسي، بتحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.

 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بيان العلا الذي صُدر عن القمة الخليجية الـ41 التي عقدت بالمملكة العربية السعودية بالامس لاتمام المصالحة العربية مع قطر يهدف إلى وحدة الصف العربي ومواجهة التحديات المشتركة في منطقة الخليج والمنطقة العربية.

قمة العلا  بالسعودية

وأشار بدر الدين، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن توقيع مصر على بيان قمة العلا يأتي في إطار أن مصر دولة  لا تريد مقاطعة الدول الشقيقة ولا أن يكون هناك خلاف مع أي دولة، وتسعى للاستقرار بالمنطقة ولا يوجد عداء مع أي دولة ولكن الامر يرتبط بقضايا سياسية منها عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

جهود الكويت

وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، أن توقيع اتفاق قمة العلا ليس وليد اللحظة ولكنه جاء نتيجة مشاورات ووساطات من قبل دولة الكويت لاتمام المصالحة ورأب الصدع وإزالة أي خلافات، مشيرًا إلى أن هناك تطورات وتهديدات تحدث في منطقة الخليج عجلت بمثل هذا القرار حيث أعلنت إيران حالة التأهب القصوى وزودت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% مما سيكون له تداعياته الفترة المقبلة، مؤكدًا أن كل هذه التطورات تحتاج إلى وحدة الصف العربي، على حد قوله.

 

وأوضح السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية السابق، إن بيان العلا الذي صُدر عن القمة الخليجية الـ41 التي عقدت بالمملكة العربية السعودية بالامس لاتمام المصالحة العربية مع قطر يأتي بهدف توحيد الصفوف لمواجهة التحديات والاوضاع الراهنة على المسرح الدولي والاقليمي.

الظروف الاقليمية والدولية

وتابع الحفني، في تصريحات خاصةلـ"بوابة الوفد"، أن الظروف الاقليمية والدولية حتمت على دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ مثل هذا القرار بأن يكون هناك مصالحة مع قطر وعودة للمسار الطبيعي وطي للخلافات والازمات، ولاسيما أن هناك ضبابية وعلامات استفهام للادارة الامريكية الجديدة بعد وصول الديمقراطيين للبيت الابيض تجاه قضايا المنطقة، فضًلا عن أن جائحة كورونا كان لها تداعيات خطيرة على المستوى الدولي.

الوضع في المنطقة العربية

وأشار نائب وزير الخارجية السابق، أن الوضع في المنطقة العربية ولاسيما في ليبيا والعراق وسوريا واليمن ولبنان متأزم وملتهب لذلك الامر  يدعو لتوحيد الصفوف والعمل بشكل جماعي في ظل هذه الظروف الدولية، فضًلا عن موقف القوى الاقليمية الطامعة مثل تركياو إيران ومحاولة بسط نفوذها في المنطقة في تزايد بشكل مستفز، مشيرًا إلى أن قمة " العلا" تتحسب للمستقبل وترتب أوراقها لتوحيد الصفوف.

الدور المصري

وذكر  الحفني، أن دور مصر مهم ليس فقط لانها من دول الرباعي العربي ولكن باعتبارها أحد مراكز الثقل والقوى في المنطقة العربية وأن توقيعها على بيان العلا بمشاركة سامح شكري وزير الخارجية يأتي في إطار سياستها بدعم أي جهد من شأنه توحيد الصف العربي، ويعيد اللحمة بين الدول العربية وتعزيز العلاقات الدولية دون التدخل في الشأن الداخلي للدول، قائًلا" علينا أن ننتظر ما سوف تقوم به قطر خلال الفترة المقبلة".

 

ونوه الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن بيان العلا الذي صُدر عن القمة الخليجية الـ41 التي عقدت بالمملكة العربية السعودية بالامس لاتمام المصالحة العربية مع قطر يأتي بهدف طي صفحة الخلافات والازمات وبدء مرحلة جديدة للتعاون بين دول الرباعي العربي وقطر والعودة مرة أخرى لاسس العلاقات التي تقوم على مبدأ حسن الجوار، والاحترام المتبادل.

دعم أسس الامن القومي

وأضاف سمير، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن بيان قمة " العلا" يهدف إلى عدم التدخل في شئون الدول الاخرى ودعم أسس الامن القومي العربي والبحث عن المصالح المشتركة وعدم تحول أي دولة لموطأ قدم للتدخلات الاقليمية، مشيدًا بجهود دولة الكويت وأيضًا الولايات المتحدة الامريكية بشأن اتمام المصالحة مع قطر.

الثوابت المصرية

ورأى خبير العلاقات الدولية، أن مصر وقعت على بيان قمة " العلا" من منطلق الثوابت المصرية حيث أن مصر تدعم أي اتفاق يقوم على حسن النوايا، وعدم الانتقائية في تنفيذ كل ما يتفق عليه، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لاي دولة أخرى ، مشيرًا إلى أن تدخل قطر في الشئون الداخلية للدول الاخرى كان سبب رئيسي في الازمة بين قطر والرباعي العربي، قائًلا" الكرة الان في ملعب قطر بأن تلتزم بما جاء في بيان القمة.