عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(الانفلونسر) كلمة السر | هوس الربح من (اليوتيوب) يخترق جدران المنازل

بوابة الوفد الإلكترونية

"ونبي محتاجة اشتراك ودعم عندي يتامه بجري عليهم ونفسي احقق الشروط واكسب من اليوتيوب، فاضلي ١٠٠ مشترك وأحقق الشرط الأول من شروط الربح في اليوتيوب، اعمل اشتراك في قناتي وسيتم التبادل وردها لقناتك، بنقدم معلومات طبية وتعليمية قناتنا شاملة".. بمجرد دخولك على جروبات موقع الفيديوهات "اليوتيوب" على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ستجد هذه الجُمل أمام مرمى عينك، لتتسائل كيف أصبح الأمر هكذا.. أين الرقابة على المحتوى المُقدم على اليوتيوب.. أم أن الأمر أصبح مُجرد تجارة سهلة للربح؟!.

 

عالم اليوتيوب "بحر" لا أول ولا أخر له، فبمجرد سماعك لكلمة "يوتيوب" يتبادر إلى ذهنك على الفور الربح والمال، فقد انتشر هذا الموقع خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير جدًا، ما دفع إدارة اليوتيوب إلى وضع شروط أكثر تعقيدًا لتحقيق الربح، بعدما وجدت أن الأمر أصبح مبالغًا فيه مع وجود عدد من القنوات لا حصر لها.

 

بالفيديو .. خبير: الاقتصاد العالمي خسر مليار في 30 دقيقة بسبب عطل يوتيوب

 

كان الربح من اليوتيوب في بادئ الأمر سهل جدًا، فبمجرد عمل جيميل يُصبح لديك قناة على اليوتيوب ومن ثم مع رفع أي فيديو تربح المال، لكن تفاجأ العالم أجمع أن اليوتيوب عدل من سياسته وحدد عددا معينا من المشتركين، بالإضافة إلى عدد معين من ساعات المشاهدة؛ لتحقيق الربح، وبالتالي ضيق الخناق على الكثيرين، لتقليل عدد القنوات التي تحصل على أموال من خلال هذا الموقع.

 

الأمر الأكثر استغرابا والذي اَثار الدهشة أن هذا الموقع بات مصدر رزق أساسي للكثيرين، ليس هذا فحسب بل أن البعض تركوا وظائفهم من أجل التفرغ لعمل فيديوهات على اليوتيوب والكسب من ورائها بالكاد بعد تحقيق الشروط المحددة سواء بمجهود الشخص الفردي أو وجود وسيط يُطلق عليه "الانفلونسر" ودوره تنشيط القناة وتحقيق الشروط المراده مقابل مبلغ معين أو من خلال الإعلانات المُمولة.

 

ربات المنازل لم تسلم من هذا الأمر أيضًا، فكل ما تحتاجه مجرد كاميرا وتكون مُتاحه في الهاتف المحمول، ومن ثم تقوم بعمل فيديوهات من منزلها سواء عن الطبخ وهو المنتشر بين ربات البيوت أو نصائح مختلفة.. إلخ، لكن المُلفت للنظر في هذا الأمر على وجه الخصوص هو حالة الإلحاح بشكل مُنفر من أجل الاشتراك في القناة ومشاهدة المحتوى المقدم عليها والتي أصبحت أقرب لطرق الإذلال.

 

 الـ"يوتيوبرز" انتشرت هذه الوظيفة في الفترة الأخيرة بين الكثير من الشباب بشكل فج على وسائل السوشيال ميديا، وأطلقوا على أنفسهم "صُناع المحتوى"، حيث كسرت هذه الفيديوهات في كثيرٍ منها العادات والتقاليد المصرية؛ لجني آلاف بل ملايين الجنيهات، وبات شغلهم الشاغل ليلًا ونهارًا كيفية زيادة المعجبين والمشتركين على قنواتهم.

 

وبحديثنا مع "ك.م"، يوتيوبر، أوضح أن عالم اليوتيوب "بحر" كبير لا يمكن أن يتحكم فيه أحد، قائلًا "وظيفة عمل فيديوهات على هذا الموقع أمر سهل جدا وغير مكلف ومش هتحتاج غير كاميرا ودي موجودة في الهاتف الخاص بك، وأنك تقدم محتوى باستمرار، الموقع ده بيدر دخل كبير جدا لو حققت الشروط". 

 

وأضاف أن عدم وجود رقابة حقيقية يُعتبر أحد عيوب هذا الموقع التي تكسر في كثير من الفيديوهات الموجودة عليه قيود المجتمع والعادات والتقاليد الشرقية وتقديم محتوى غير لائق، متابعا "في الاَونة الأخيرة تم القبض على عدد مما يطلقون على أنفسهم صُناع محتوى بسبب كسرهم للعادات والتقاليد المتعارف عليها وتقديمهم لمحتويات غير لائقة".

 

وأكد "أنا بدأت من الصفر وعملت قناة خاصة بيا بعد ما كنت شغال في شركة ميديا محدد ليا فيها الراتب، وبدأت اتوسع واعمل أكثر من قناة، وبصراحة الموقع ده بيدر دخل كبير جدا، وأنا حاليا مش شغال حاجة غير اني بعمل فيديوهات على قناتي

وكل اَخر شهر بقبض من الموقع ده كويس".

 

من جانبه أيضا كشف لنا "أ.ج" أحد مشاهير اليوتيوب، عن الصندوق الأسود لهذا الموقع وكيفية الربح منه، مؤكدًا أنه كان يعمل في بادئ الأمر في أحد المواقع الصحفية ومن ثم ترك عمله بعد تحقيق الشروط المحددة للربح من اليوتيوب.

 

وبسؤالنا له عن مصدر رزقه حال غلق قناته على اليوتيوب؟.. ليجيب بكل أريحية "هعمل قناة تانية".. وبسؤال اَخر.. اليوتيوب من اَن لاَخر يقلص مزايه لتقليل فرص الربح.. ماذا عن اليوتيوبرز حال وقف الموقع الربح نهائيا وأصبح موقع فيديوهات دون ربح؟.. ليجيب "هندور على شغل ونرجع لوظائفنا مرة اَخرى.. ليكشف من خلال هذه الأسئلة وأجوبتها عن وهمية هذا الربح "المؤقت" وأنه لا يمكن أن يتخلى الشخص عن وظيفته الأساسية.

 

من جانبه كشف محمد الليثي، خبير تسويق إلكتروني، عن مدى تأثير الفيديوهات الموجودة على "اليوتيوب" سواء على الفرد نفسه أو المجتمع، قائلا "الموضوع بقي مؤثر بنشوف ناس معندهاش علم ولاثقافة ولا موهبة بيكسبوا ملايين من الفيديوهات وعلى أكثر من تطبيق تاني، للأسف الموضوع بقي في انحدار تام".

وأضاف الليثي في تصريح لـ"الوفد"، أن كل فيديو يختلف عن الاَخر في المحتوي سواء كان رياضي أو فني أو طبخ.. إلخ، مؤكدًا أن المليون مشاهدة يتراوح ربحها من ١٠ لـ ١٥ ألف جنيه على حسب نوع المحتوى المُقدم.

 

وأكد "الناس لجأت للربح السهل ده عشان المال والشهرة بدون أي محتوى هادف، بالإضافة إلى وجود فيديوهات غير أخلاقية، وده اثر على المجتمع طبعا، فمن شوية فيديوهات تقدر تكسب في الشهر اللي بتكسبوا في سنة من خلال عملك".

 

ولفت خبير التسويق الإلكتروني، إلى أن هناك ما يُطلق عليهم "سماسرة اليوتيوب"، قائلا "في ناس بحقق ليك شروط الربح من اليوتيوب مقابل مبلغ مادي تقريبا ٥٠٠ دولار، أو بياخد نسبة من أرباح القناة وبيكون متواصل دايما معاك على تنشيط القناة، لأن قبض اليوتيوب بيبقي كل شهر، والشخص ده بيكون شريك في قناتك، المشكلة أن الفيديوهات دي اخترقت البيوت وبقي في ناس بتصور اي حاجة تحصل في بيتها من أجل المال".

 

واختتم "الناس فعلا عايشة في الخيال وبقي في هوس للمال والشهرة، وده مأثر على سوق التسويق الإلكتروني في مصر؛ لأن الناس اللي بتقدم محتوى حقيقي تراجعت في العائد المادي لها بسبب كثرة الفيديوهات، وفي شركات كبيرة رفعت شغلها من اليوتيوب ووضعته على تطبيقات اخرى بالاشتراكات".