على الرغم من انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم خلال عام 2020؛ وأصبح التحدى الأكبر لرؤساء وحكومات الدول كافة، إلا أن السياسة الخارجية المصرية التي انتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسي فيما يُعرف بـ"الدبلوماسية الرئاسية"واضحة في كل المحافل الدولية، والتي تسير على نهج واحد وهو الاحترام المتبادل بين الدول وعدم التبعية، وعدم التدخل في شئون الدول الداخلية، وإقامة علاقات متوازنة مع الدول كافة.

 

وقد أكد عدد من الخبراء أن السياسة الخارجية التي انتهجها الرئيس السيسي خلال هذا العام أسهمت في عودة دور مصر الريادي على المستوى الاقليمي والدولي، فقد اتسمت السياسة الخارجية بالمصداقية والسعي لحل أزمات المنطقة بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدولة الوطنية، والتصدي لكافة التدخلات التي تضر بالامن القومي المصري.

 

وفي هذا الصدد، قال السفير محمد حجازي،  مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن السياسة الخارجية التي انتهجها الرئيس السيسي خلال عام 2020م تتسم بالمصداقية والصراحة والندية في العلاقات والاحترام المتبادل مع الدول الكبرى، وعدم التدخل في شئون الدول الداخلية وذلك من خلال دبلوماسية قمة فاعلة لها احترامها على مستوى الساحة الدولية والتي كان آخرها زيارته لفرنسا يوم 6 ديسمبر الجاري والتي حظيت باهتمام دولي فريد رغم الأوضاع الإقليمية والدولية.

السياسة الخارجية

وأضاف حجازي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن السياسة الخارجية التي يقوم بها الرئيس السيسي سواء من خلال تواصله مباشرة مع رؤساء وقادة الدول او من خلال نهج الاعتدال ومساعي ومبادرات تسوية النزاعات بالطرق السلمية تمثل أحد ركائز الاستقرار في المنطقة، فقد لعبت السياسة الخارجية وتوجهات الرئيس السيسي دورًا فاعلاً في إطلاق عملية سياسية دستورية وأمنية هامة في ليبيا لاستعادة مؤسساتها بعد أن كانت على جفا حرب تتدخل فيها أطراف إقليمية ودولية.

إعلان القاهرة بشأن ليبيا

وأفاد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القاهرة تبنت الاعلان بشأن ليبيا في يونيو الماضي الذي يعد الأهم  من النواحي السياسية الذي وضع الاطراف الليبية أمام مسئولياتها لإعادة بناء مؤسسات الدولة، واستعادة ثرواتها لصالح شعبها، بالإضافة إلى ما حددته مصر بشكل واضح وصارم فيما يخص خط سرت- الجفرة، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية اعتمدت على عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة، واحترام سيادة الدولة الوطنية، والسعي للتصدي للتدخلات الخارجية الضارة بمصالح الأمن القومي على رأسها التدخل التركي والإيراني.

إقامة علاقات استراتيجية

وذكر حجازي، أن مصر نجحت في إقامة علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية والصين وغيرها ودول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى العلاقات العربية العربية المستقرة، والسعي لحل قضايا النزاعات في المنطقة ولاسيما الأوضاع في سوريا واليمن، كما أنها استعادت عمليات السلام في شرق المتوسط تحقيقا للهدف الأسمى وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية من خلال المبادرات المطروحة على الساحة العربية والإقليمية.

مصر ودول المنطقة

ونوه إلى أن مصر تسعى لإقامة علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة والحفاظ على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة وحق مصر في مياه النيل، وحق إثيوبيا في التنمية، مؤكدا ان مصر قدمت مساعدات للسودان شمالا وجنوبا لمواجهة الفيضانات، فضلا عن زيارة الرئيس لجنوب السودان لدعم العلاقات الثنائية ومزيد من الاستقرار الإقليمي وإطلاق مشروعات كبرى منها الربط الكهربائي وربط السكك الحديدية لتحقيق منظومة أمن وتعاون في شرق أفريقيا بالإضافة  إلى تسوية الأوضاع في ليبيا وسوريا عقب اجتماعات عربية لبحث تلك الأوضاع.

السياسة الخارجية والاقتصاد

وأكد حجازي، أن السياسة الخارجية تواصلت على أعلى مستوى مع الجهات المعنية ومؤسسات التمويل الدولية لضمان أفضل الفرص للاقتصاد المصري وتقديمه كفرصة استثمارية واعدة، وخلق شبكات دولية لدعم الاقتصاد، بالاضافة إلى الحضور المصري على كافة المستويات من أجل تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

إقرأ أيضًا....حصاد 2020| سياسيون: الدولة المصرية نجحت في احتواء الأزمات

عودة دور مصر الريادي

ورأى  الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن السياسة الخارجية التي انتهجها الرئيس السيسي خلال عام 2020 أسهمت في عودة دور مصر الريادي حيث تقوم على مجموعة من المباديء التي جعلتها متفردة ومتميزة وتحظى باحترام وتقدير وإشادة من كل القوى الاقليمية العربية والدولية.

السياسة الخارجية المصرية

وأضاف سمير، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد" أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على أسس وهي  الحلول السلمية لقضايا المنطقة وعلى الأذان المفتوحة والأيدي الممدودة لكل الأطراف في المنطقة وخارجها، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية جعلت لمصر المقبولية المصرية على المستوى الدولي، ويرجع ذلك إلى أن القاهرة تقف على مسافة واحدة من الجميع ولا تسعى لمصلحة خاصة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى.

دور مصر حاضر بالشرق الاوسط

وأفاد خبير العلاقات الدولية، أن مصر تتعامل بإيجابية مع كل القيم التي تخدم الإنسانية وكافة شعوب العالم مثل

قضايا الحفاظ على الأرض ومشاركتها في اتفاقية باريس للمناخ،فضلا عن أنها صاحبة مبادرة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ومن أكثر الدول فاعلية في قضية الهجرة الغير شرعية، لافتا إلى أن دور مصر حاضر وبقوة في كافة قضايا الشرق الأوسط، وكان ذلك جليا في الجهود التي تبذلها لوحدة وسلامة ليبيا من خلال إعلان القاهرة 2020 لحل الأزمة الليبية التي تدعو إلى احترام كافة الجهود المبادرات الدولية والأممية، ووقف إطلاق النار اعتبار من يوم 8 يونيو الماضي، وإلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، ومشاركة مصر في العديد من المؤتمرات الدولية خلال هذا العام مع الدول المختلفة لمواجهة أزمة فيروس كورونا.

إقرأ أيضًا...حصاد 2020| العالم بعد كورونا....كيف سيُغير من أجندة الدول؟ خبراء يجيبون

سياسة خارجية تتسم بالتنوع

ورأى السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، إن السياسة الخارجية انتهجتها القيادة السياسية خلال عام 2020م تأتي اتسمت بالتنوع والتعدد وسعت لاستعادة دور مصر الإقليمي والدولي بالتعاون مع شركاء مصر في المنطقة العربية والأفريقية والدولية من أجل تسوية الأزمات القائمة بالمنطقة وتحقيق الهدف من أجل استعادة الأمن من خلال الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب ومجابهة الفكر التطرف.

الوضع في ليبيا

وأشار الحفني، في تصريحات خاصة لــ"بوابة الوفد"، إلى أن الموقف الذي اتخذته مصر بشأن إعلان القاهرة 2020 فيما يتعلق بالوضع في ليبيا أسهم بشكل كبير في التنسيق القوي الذي تم مع الأطراف الدولية لتحقيق تسوية سلمية للأزمة هناك مع انفتاح مصر مع كافة الفرقاء الليبين آملا في محاصرة الإرهاب ومعالجة الخلل الأمني الذي خيم على ليبيا على مدار عقد كامل.

تعاون ثلاثي مع الاردن والعراق

وتابع نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية الأسبق، أن هناك تعاون ثلاثي بين مصر والأردن والعراق الذي ساهم في تعزيز العلاقات مع تلك الدول، لافتا إلى ان مصر لعبت دور في الوقوف بجانب لبنان والتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية وفرنسا في سبيل دفع القوى السياسية اللبنانية لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها، حيث تجري مصر اتصالات ممتدة ومستمرة مع كافة ممثلي لبنان لإعادة الاستقرار.

القضية الفلسطينية

وذكر الحفني، أن القضية الفلسطينية كانت محور اهتمام مصر لاستعادة الاستقرار بشكل تدريجي في منطقة الشرق الاوسط من خلال عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والتوصل لأقرب وقت ممكن لحل تلك القضية، على حد قوله.

تداعيات كورونا السلبية

ولفت إلى أن رغم جائحة كورونا وما أسفرت عنه من تداعيات سلبية على الصحة العامة للشعوب في مختلف القارات وعلى الأوضاع الاقتصادية للدول إلا أن الإصلاح الاقتصادي الذي اتخذته مصر جعل الاقتصاد المصري محصنا لمواجهة الأزمات، وجعله محل إشادة من مختلف المؤسسات الدولية التمويلية ووكالات التصنيف الائتماني مما حقق معدلات نمو إيجابية، مما ساهم في تعزيز صورة مصر على المسرح الاقليمي والدولي ولديها مصداقية في سياساتها، فضلا عن أنها قدمت مستلزمات طبية لبعض الدول منها الصين والولايات المتحدة، كل ذلك انعكس على سياسة مصر الخارجية، على حد قوله

إقرأ أيضًا...حصاد 2020| اقتصاديون: الدولة المصرية قدمت نموذجًا ناجحًا في إدارة أزمة كورونا