رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : رد الاعتبار لجيل الوسط

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

أنا مع الشباب، أتحمس له وأبشر به، وأسعد برؤاه، مؤمنا أنهم عماد النهضة وأساس التطور وماكينة التجديد اللازمة لجميع نواحى الحياة لتستمر فى العطاء. وتُدرك الدولة المصرية أهمية الشباب، وتفتح لهم النوافذ وتُتيح لهم المنابر للإطلال والمشاركة.

فى الوقت ذاته، يُقدر الجميع جهود الشيوخ، أصحاب الخبرات المتراكمة، والتجارب الحياتية المتنوعة، والذين صاروا بمثابة مرجعيات للعلم والعمل، وهم محل تقدير عظيم من المجتمع ككل.

لكن فى المنتصف يتناسى كثيرون جيل الوسط، الذين يقفون بين بين، فلا هُم شباب مُتحمس مبتدئ، ولا هم شيوخ كبار، رغم أنهم فى الغالب مَن يقودون ويتولون كافة المناصب التنفيذية فى معظم المحافل الدولية والبلدان المتقدمة.

لقد ظل هؤلاء لسنوات طويلة خارج الحسبان فى بلادنا، فلم يكن محل نظر من أحد، وظلوا طويلا بعيدين عن خطاب دعم الشباب المكرر، ومُستبعدين من نظرة الثقة لصناع القرار الباحثين عن قيادات مناسبة لهيئات وقطاعات اقتصادية وتنفيذية مهمة.

كان ذلك إحدى سمات حكومات عديدة عرفتها مصر منذ الستينيات، حتى أن البعض كان يستبعد اختيار وزراء لوزارات حيوية لأن أعمارهم كانت تقل عن الستين عاما. ولقد كتبت من قبل مطالبا بافساح الطريق لجيل الوسط، ومُذكرا لمزايا هذا الجيل الذى يجمع بين الخبرة والذكاء ومواكبة العصر.

أتذكر يوما أن أحد أطراف قضية تحكيم سابقة اعترض على تعيين أحد الخبراء رئيسا لهيئة التحكيم لأنه اعتبره صغير السن، واعتبر أن صغر سنه لا يمنحه الحكمة المطلوبة لإدارة جلسات التحكيم. والمُثير فى الأمر أن ذلك الشخص الموصوم بصغر السن كان يبلغ من العمر ستة وخمسين عاما! ويعنى ذلك أن نظرة المجتمع أفرادا وحكومة ظلت لفترات طويلة تستبعد جيل الوسط من أى موقع، فهم أصغر من أصحاب الخبرة المفترضة وأكبر من الشباب اليافع.

لكن الوضع تغير فى السنوات الأخيرة بما يؤكد أن كل شيء فى مصر يتحول للأفضل، فبدت الدولة أكثر إلتفاتا لجيل الوسط، حتى أننا شهدنا رئيسا للحكومة يقل عمره عن خمس وخمسين عاما، هو الدكتور مصطفى مدبولي، كما صار لدينا ممثل لمصر والدول العربية فى صندوق النقد فى السن نفسه تقريبا وهو الدكتور محمود مُحيى الدين.

وصار لدينا فى مواقع عدة فى كثير من الوزارات، وهيئات الحكومة المختلفة والمحافظات عقول متميزة تنتمى لجيل الوسط، وهو ما يبشر باستفادة كبيرة من هذا الجيل ويرد اعتبار له بعد أزمنة طالت كان فيها نسيا منسيا.

لقد بدأت الحكومة طريق الإصلاح برد الاعتبار لجيل الوسط، وهو ما سينتقل رويدا إلى باقى المجتمع المصري.

إننا ننظر شرقا وغربا نحو الأمم المتقدمة لنلحظ كيف بنى جيل الوسط مشروعات التنمية وصروح العمران. رأيتهم فى دُبى وفرنسا وإنجلترا يُديرون مؤسسات عُظمى تُقارب ميزانياتها ميزانيات دول صغيرة، وشاهدت كيف يجمعون بين الخبرة والذكاء والموهبة.

إننا نمضى فى طريق التنمية والتطور، نُخاصم السياسات الماضية التى أخرتنا وأضعفتنا، وننفتح على العالم الجديد فكرا وتخطيطا وعملا فى سبيل التنمية الاقتصادية المستدامة.

وسلامُ على الأمة المصرية.