رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فكرية أحمد : الوعى والحرية والشفافية مثلث مواجهة الحروب الجديدة

المؤتمر التثقيفى
المؤتمر التثقيفى بنقابة التجاريين

رصد لفيف من خبراء الأمن والسياسة والأعلام، أثر نتائج الانتخابات الأمريكية على المنطقة العربية عامة ومصر خاصة، خصوصًا في ظل حروب الجيل الرابع، وأجمع الخبراء على أن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستعمل على إثارة مشكلات في البلدان العربية تحت ستار ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية، وسيعمل من خلالها على إعادة تصنيف العلاقات الأمريكية مع البلدان العربية ودول الخليج ومع إيران، وسيجعل من هذه الملفات أسبابًا لفرض عقوبات على دول في المنطقة، أوالضغط عليها للاستجابة لفروض سياستها بما يصب فى مصلحة أميركا، وعلى الدول العربية التنبه لما سيحدث، والتكاتف في قوة سياسية واقتصادية وثقافية لمواجهة هذه المخططات وعلى رأسها حرب الجيل الرابع التي تهدف إلى تفكيك الدول العربية وتشتيت شعوبها وأضعافها ليسهل الهيمنة عليها.

 

 جاء ذلك في المؤتمر التثقيفي الأول الذى عقد بنقابة التجاريين مساء الأحد، تحت عنوان "الانتخابات الأمريكية وأثرها على المنطقة العربية وحروب الجيل الرابع "صالون الهام عفيفي".

 

وقال اللواء الدكتور إبراهيم الغزاوي أستاذ القانون في كلية الحرب في بنسلفانيا والمحاضر بجامعة المستقبل بمصر، أن الدول الاستعمارية القديمة وأجهزة الاستخبارات بها استبدلت الحروب العسكرية التقليدية بحروب الجيل الرابع وكل الحروب الجديدة التي تعمل على إثارة النعرات العرقية ، حتى تقتتل الشعوب وتصفى نفسها من الداخل، والإيقاع بين الشعوب وحكوماتهم، وهى حرب باتت أخطر لأن العدو يصبح من الداخل وليس من الخارج على الجبهة، وهو ما يجب أن تتنبه له الأنظمة والشعوب بقوة حماية لوحدة الدولة وعدم السماح بتنفيذ مخططات التقسيم الاستعمارية.

 

وقال اللواء محمود الرشيدى مساعد وزير الداخلية لمعلومات الإتصالات سابقًا، أن المعلومة صارت أغلى شيء فى الوجود حاليًا، وبات استخدام المعلومة وتوجيهها يشكل خطرًا هائلًا، وأصبحت الشخصية العربية الآن مستهدفة لتفريغها من مضمونها، وشحنها بأفكار أخرى، ومن هنا يتم احتلال الشخصية العربية، الحرب الآن حرب معلومات، فيما حذر الدكتور طارق منصور أستاذ الجامعة والكاتب الصحفى من خطورة أجهزة الموبايل ولعبها دور كبير في حرب المعلومات وغز الفكر والثقافة، مشيرًا إلى أن كبريات الشركات تبيع المعلومات للاستخبارات والجيوش الغربية، وبكل هاتف ذكى تقريبًا جهاز تجسس، مطالبًا المصريين بإغلاق شبكات الإنترنت بهواتفهم بمجرد دخولهم منازلهم، حتى لا يكتشفوا أن أسرارهم تفضح ويتم التجسس حتى على غرف نومهم.

 

وقالت الكاتب والمؤرخ محمد الشافعي أن اميركافى عهد جو بايدن ستسعى الى فتح ملفات الديموقراطية وحقوق الإنسان ، للضغط على دول ومعاقبة دول أخرى ، كما ستسير بخطوات حثيثة للاتفاق النووي مع إيران، وأن خطر إيران على المنطقة العربية لا يقل عن خطر إسرائيل، لافتًا إلى أن الديمقراطيين الذين ينتمى إليهم بايدن يسعون دائمًا في عهود رئاستهم لأميركا  إلى حروب الوكالة عنهم، من خلال خلق جماعات وتنظيمات بالدول العربية والإسلامية، وإثارة النعرات العرقية، الديمقراطيين هم من صنعوا داعش، والجماعات المتطرفة  والإخوان، ويجب الحذر تمامًا من سياسة بايدن على المنطقة العربية، مطالبًا بمشروعات عربية اقتصادية وثقافية

كبرى للتصدى لمحاولات الهيمنة الأمريكية ولحروب الجيل الجديدة.

 

وقالت الناقدة الشاعرة الهام عفيفي أنه آن الأوان للمثقفين أن يقوموا بدورهم في الوطن العربي الذى يعيش في مفترق الطرق، وبين خياري الوجود وأللا وجود، ومن الضروري إعادة الثقافة العربية إلى مكانة الصدارة، لأن ضياعها هو ضياع للدول وللأمة.

 

ولخصت الكاتبة الصحفية فكرية أحمد أن مصر أو أية دولة عربية يمكنها مواجهة حروب الجيل الرابع وكل أجيال الحروب غير العسكرية التقليدية بنجاح وقوة، عبر مثلث تتمثل أضلاعه في الوعى، الحرية والشفافية، موضحة أن الحرية تشمل  الديمقراطية الحقيقيةوحرية الرأي والتعبير عنه، وحرية الحصول على المعلومات دون تعتيم لتبصير الشعوب بالحقائق دون تزييف أو رتوش، فالتعتيم يطلق الفرصة للشائعات ولتزييف الحقائق، وخلق الفجوات بين الشعب والنظام، مما يؤدى إلى اهتزاز الثقة او فقدانهالدى الشعوب فى حكوماتهم، ومن هذه الفجوات تنفذ كتائب الجيل الرابع من الحروب، لتشتيت فئات الشعب وتفريقها، وتمزيق وحدتها ، مما يهدد بإنهيار الدولة، والوعى هو دور الإعلام والمثقفين والنقابات النوعية، وكافة مؤسسات الدولة المعنية بهذا الإطار، فرفع درجة الوعي لدى المواطنين، وعدم ترك فراغات معرفية لدى الجمهور ، لا يجعل أبناء الشعب يلجأون إلى وسائل أخرى معلوماتية لاستقاء معلوماتهم أو معرفة أخبار بلدهم وكواليس هذه الأخبار، وهو مرتبط بالضلع الثالث ، الشفافية ، يجب أن تلتزم الدولة بكل أجهزتها بالشفافية في قول الحقيقة وطرح القضايا دون تهويل أو تهوين ، فوقوف الشعب خلف النظام بدولته وتضامنه معه هو الركيزة الأساسية وصمام الأمان الذى يقهر أى نوع من الحروب الجديدة غير التقليدية.

عقد المؤتمر تحت إشراف الناقدة والشاعرة الهام عفيفى، والدكتور محمد القحطانى، والدكتور رمضان الحضرى الناقد الأدبى، وشارك فى المداخلات نخبة من خبراء الأمن والسياسة والإعلام بينهم عضو مجلس النواب الحالى صلاح عبدالله، والأساتذة محمود الشناوى رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وأحمد الشواف الأستاذ بجامعة حلوان، ومحمد صابر رئيس قناة الأئمة.