عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصرية لحقوق الإنسان تُصدر تقريرًا عن أبرز إنجازات حافظ أبو سعدة

حافظ أبو سعدة
حافظ أبو سعدة

نعت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، رئيسها الراحل الدكتور حافظ أبوسعدة، أحد أبرز المؤسسين للمنظمة، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والذي وافته المنية، الخميس الماضي عن عمرًا ناهز الـ 55 عامًا.

 

إقرأ أيضًا: حافظ أبو سعدة من الحركة الطلابية لرئاسة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان

 

وأصدرت المنظمة تقريرًا بعنوان، "رحل حافظ أبوسعدة"، تضمن أبرز إنجازات الراحل في العمل العام.

 

أبرز إنجازات حافظ أبو سعدة

وأكد التقرير  أنه على مدار أكثر من 25 عامًا، قام حافظ أبوسعدة خلالها بتكريس كل حياته في تعزيز الديمقراطية والمساهمة في نشرها، وكذلك قدم روحه في سبيل حماية الحقوق الإنسانية والدفاع عنها، وبرحيله فقدت مصر أحد الحقوقيين المتميزين الذين ناضلوا طويلًا من أجل حرية بلده وحقوق مواطنيه.

 

إقرأ أيضًا: وداعاً صديقى حافظ أبوسعدة

 

وقال التقرير: "رحل حافظ أبوسعدة الرجل الذي لم يُدِر ظهره أبدًا لنداء الأمة وهي تطالب بالعيش والحرية والعدالة على مدار عقود؛ حتى لبَّى نداء ربه، مضيفًا "رحل حافظ أبوسعدة الرجل الذي ضحى بنفسه من أجل زملائه وفي سبيل قضيته العادلة ودفع الثمن أن مكث في السجن وسط حيطانة المظلمة في قضية "الكشح" وأزمة الطائفية.

 

وتابع التقرير "رحل حافظ أبوسعدة الرجل النبيل والحقوقي البارز، رحل من كان جديرًا بالاحترام لموقفه الوطني، من كان جديرًا بالحب من أجل رِفعة أخلاقة، من كان جديرًا أن يكون واحدًا من أبناء مصر؛ البلد الذي دائمًا ما كان ينجب رجالًا ثابتين في الدفاع عنه أرضًا وشعبًا وجيشًا".

 

ولفت التقرير إلى أن أبوسعدة انخرط في المجتمع المدني مدافعًا عن حقوق الإنسان منذ منتصف الثمانينيات، وتدرج في العمل بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان؛ إحدى أعرق الجهات الحقوقية في مصر، حتى وصل إلى رئاستها بجانب عضويته في المجلس القومي لحقوق الإنسان

، الذي كان أحد أعمدته ورموزه المخلصة؛ التي عملت بكل جد وإخلاص حتى تبوأ المجلس مكانته، بجانب شراكته مع عدة جهات حقوقية دولية.

 

وأوضح التقرير أن الراحل قام بدورٍ متميزٍ وبناءٍ في رئاسة لجان المجلس القومي لحقوق الإنسان

، وتمثيله في العديد من المحافل الدولية والمحلية، وكذلك المشاركة بخبرته وعلمه في إعداد العديد من الدراسات والبحوث والتقارير، التي قام بها المجلس منذ إنشائه وحتى وافته المنية.

 

وتطرق التقرير إلى مواقف أبوسعدة ودفاعه عن الكثير من القضايا الحقوقية والإنسانية، وخصوصًا فيما يتعلق بمعاملة المحبوسين وتوفير ضمانات المحاكمة العادلة، وهو ما تسبّب له بالعديد من المشكلات في فترات متعددة، دفع الراحل الكثير من جهده وعمره في سبيلها.

 

وذكر التقري أن حاقظ أبو سعدة وُلِد عام 1965 بالقاهرة، وتخرج من جامعة القاهرة عام 1990 حاصلًا على الليسانس في الحقوق، ثم حصل على الماجستير في "المعاملات الدولية القانونية التجارية واللوجستية" عام 2009 من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وأخيرًا حصل أبوسعدة على الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة الإسكندرية عام 2011.

 

شارك "أبوسعدة"، منذ الصبا في الحركة الطلابية في الثمانينات ضد حكومة الرئيس السابق مبارك، واُعتقل عدة مرات بسبب أنشطته المعارضة، فقد كان من بين الشباب الذين تبنوا المشروع القومي العربي ودافعوا عنه وآمنوا به.

 

وكانت جهوده المتميزة، ودوره الرائد، وموقفه الوطني سببًا في اختياره أمينًا عامًا للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وذلك منذ العام 1998، ورئيسًا لها عام 2009، وظل يتحمل مسؤولية قيادتها حتى وفاته، قاد خلالها دفة المنظمة في خضم عشرات العواصف الهوجاء التي مرت بها مصر منذ نهاية التسعينيات.

 

كما قاد "أبوسعدة"، المنظمة المصرية بحكمة واقتدار كبيرين في ظل الإعصار الذي عاشته البلاد وعاشه العالم العربي بين 2011 و2014، وقد نجح في التوفيق بين الانتصار لمعايير حقوق الإنسان وبين غايتها الجوهرية في حماية السلم الاجتماعي وبين المصالح الوطنية.

 

كان أبوسعدة مؤيدًا للثورة المصرية ضد نظام مبارك، وشارك في الاحتجاجات التي أطاحت بحسني مبارك في 11 فبراير 2011، كما عارض بشدة نظام الإخوان المسلمين وشارك في مظاهرات 30 يونيو 2013 التي أدت في نهاية المطاف إلى خلع الرئيس مرسي في 3 يوليو 2013.

 

شغل "أبوسعدة"، عدة مناصب في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ابتداءً بكونه رئيس وحدة العمل الميداني عام 1993 وحتى 1994، ثم تقلده لمنصب المدير التنفيذي عام 1994 وحتى 1996، وبعد ذلك أصبح الأمين العام عام 1998 وحتى 2009، إلى أن أصبح رئيس مجلس إدارة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان منذ عام 2009 وحتى رحيله.

 

تقلد "أبوسعدة"، العديد من المناصب في الجهات الحقوقية المحلية والدولية؛ حيثُ أنه كان عضوًا في المجلس القومي لحقوق الإنسان

منذ عام 2003، ومبعوثًا للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان إلى جامعة الدول العربية بين 2004 وحتى 200، ورئيسًا للجنة الشكاوى في المجلس القومي لحقوق الإنسان
بين 2003 وحتى 2004، ونائبًا لرئيس منظمة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان بين 2001 وحتى 2004، ومستشارًا في المركز المصري لحقوق المرأة عام 1997، والمدير التنفيذي للشبكة العربية للتنمية الديمقراطية منذ 1997.

 

ترأس الراحل العديد من المناصب خلال فترة شغله لمنصب أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أبرزها: عضوية لجنة مجلس الإدارة في "تعزيز الإطار القانوني للجمعيات في العالم العربي من خلال الحوار الوطني وتمكين المجتمع المدني" (2007-2009) بتمويل من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة فريدريش ناومان، كما قام بالإشراف على مشروع "منتدى الإصلاح التشريعي المصري" (2007-2008) الذي نفذته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وبتمويل من المبادرة الأوروبية للديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

كما أشرف "أبو سعدة"، على مشروع "مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان" (2007-2008) الذي نفذته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وبتمويل من المبادرة الأوروبية للديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

كان للراحل أبوسعدة دورًا بارزًا في إصدار العديد من التقارير الحقوقية التي أصدرتها المنظمة المصرية خلال فترة شغله منصب الأمين؛ حيث رصد ووثق العديد من الانتهاكات التي حدثت من الشرطة إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، بينما عمل بالعديد من الملفات والقضايا المرتبطة بدعم الوضع الحقوقي خلال السنوات الأخيرة.

 

وقام "أبوسعدة"، بالمشاركة في عشرات المؤتمرات الدولية لحقوق الإنسان، وكذلك حضر جلسات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بانتظام؛ كممثل للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

 

كما قام بكتابة العديد من التقارير والمؤلفات التي ساهمت في إرساء مبادئ حقوق الإنسان في مصر وركزت على حرية التعبير والرأي، كما ساهم في توثيق العديد من الانتهاكات؛ ففي عام 2000 ساهمت كتابات أبوسعدة في إلغاء عقوبة الجلد في السجون المصرية.

 

وقام بكتابة العديد من التقارير والمقالات القانونية الخاصة بقوانين العمل الأهلي في مصر، كما خاض العديد من المعارك الدفاعية أمام المحاكم للمطالبة بتعديلات قانونية أو الدفاع عن بعض المنظمات التي تتعرض إلى مضايقات حكومية.

 

صدرت للراحل الكثير من المؤلفات الخاصة به التي تناول خلالها العديد من القضايا الحقوقية؛ كحرية التعبير، والاختفاء القسري، وحقوق المسجونين، والمحاكم العسكرية، ومراقبة الانتخابات، والمشاركة السياسية؛ ومن أبرز مؤلفاته: "حرية الرأي والتعبير الواقع وآفاق المستقبل" عام 2009، و"مصر: نحو قانون جديد للأحزاب السياسية" عام 2008.

 

إضافة إلى وانتخابات 2005 والتغيير المؤجل عام 2005، و"أفخاخ قبل تعديل الدستور" في 21 سبتمبر 2005، و"قرارات الهيئة الرئاسية وشرعية الرئيس المنتخب" في 8 سبتمبر 2005، و"هل نحتاج حقًا إلى مراقبة دولية على الانتخابات" في 24 يوليو 2005، و"الفتوى بين الدين والسياسة" في 23 يوليو 2005.

 

واختتم التقرير "برحيل الدكتور حافظ أبوسعدة فقدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ركنًا من أركانها الأساسية، ورمزًا من رموزها المخلصين، الذي كان مدافعًا مستميتًا عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية والعدالة في مصر، كما فقدت الحركة الحقوقية المصرية برحيله أحد أهم قادتها الشجعان ومناضليها الشرفاء".