رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الطباخ ومشالي.. تسارعا في الخيرات فنالا رضى الجميع

بوابة الوفد الإلكترونية

أطباء الغلابة ملائكة على الأرض سخرهم الله لخدمة المرضي الفقراء، لم يكن المال غايتهم بل كان كل ما طمحوا إليه هو الدعوة الحلوة ورضا الله عليهم، بعضهم عُرف بعد وفاته وآخرين على قيد الحياة ولا نعلم عنهم شيء ولكنهم يؤدون رسالتهم في صمت، قد نجدهم أطباء قرروا أن يكون ثمن الكشف بضع جنيهات أو بدون مقابل لمن ليس لديه القدرة، وقد يصل الأمر أن يقدمون العلاج مجاناً أو يجرون جراحة طبية بلا مقابل في الوقت الذي يطلب فيه أطباء الآخرين آلاف الجنيهات وقد يصل ثمن الكشف لديهم بالدولار.

 

"الدنيا بخير" الجملة التي اعتاد المرضي أن يقولونها بعد أن يلتقون بمثل هذه الفئة النادرة من الأطباء، فوجودهم هو نعمة لا يشعر بها إلا الفقير الذي يعاني من علة ويبحث عن الحل، ومثال على ذلك الدكتور "محمد مشالي" الذي أطلق عليه لقب طبيب الغلابة، ولكن في قرية سيدي جامع التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ كان يوجد طبيب آخر للغلابة وهو طبيب العيون "بشير الطباخ"، في العقد الرابع من عمره، عمل رئيساً لقسم الرمد بمستشفى دسوق العام، تمكن من أن يرى مرضاه النور بعد أن عاشوا عمر طويل في الظلام، وأكثر ما كان يسعده أن يقدم يد العون لغير القادرين، لم يقف عند هذا الحد بل ساعد في كثير من أعمال الخير التي لم يتم الكشف عنها إلا بعد وفاته اليوم الجمعة متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، وكان قد تم نقله إلى مستشفى العزل الصحي بمدينة بلطيم منذ عدة أيام، بعد تدهور حالته الصحية، حيث تم وضعه على جهاز التنفس الصناعي قبل يومين، ليلفظ أنفاسه الأخيرة داخل العناية المُركزة بالمستشفى صباح اليوم الجمعة.

 

إقرأ أيضا: عاجل.. اغتيال محسن فخري زادة المدير الأول للبرنامج النووى الإيرانى

 

 

"أبصر على يديه المرضى"

روح واحدة في جسدين قالها أحد أصدقاء الدكتور الطباخ الذي نعاه بكلمات مؤثرة، موضحاً أنه كان الرفيق الدائم لطبيب العيون حيث اعتادوا الذهاب معاً إلى المسجد في كل فرض والتجول والضحك والحزن معاً الأمر الذي كان بمثابة الصاعقة التي أصابته بعد علمه بوفاة رفيقه.

كان يؤدي العمليات الجراحية مجاناً للفقراء، وأبصر على يده العديد من مرضى العيون الذين يأسوا في الشفاء، كلمات قالتها السيدة بدرية وكانت إحدى مرضى الدكتور الطباخ، مؤكدة أن هذا الطبيب لن يُعوض لأنه قليلا أن نجد أطباء تهتم بالفقراء ولا تهتم بالأموال التي سيتلقونها مقابل مهنتهم، وتابعت "محدش

قصده في حاجة ورده أبداً".

"عالج المرضى بالمجان"

لم تكن السيدة بدرية الوحيدة التي نعت طبيب العيون "الطباخ"، بل نعاه أبناء قرية سيدي جامع بأكملهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبكت عليه عيون جميع مرضاه، وكشف أحد محبيه أن الطباخ كان أول المشاركين في مشروع أقيم لمساعدة الفقراء، كما كان رحيما مع الجميع ولم يسأل مريض عن المال.

 

"لم يحرج يوماً مريض فقير"

تولى أحد الأشخاص من قريته إرسال الحالات له التي عجزت عن الكشف عند أطباء آخرين بسبب تعذرهم سداد الفاتورة أو العمليات الجراحية، بل وامتد الأمر إلى خارج محافظة كفر الشيخ وأصبح مرضاه الفقراء يأتون إليه خصيصا من محافظات أخرى لثقتهم أنه لن يردهم خاليين الوفاض.

قال محمد أحد أبناء القرية "مستحيل كان يحرج الحالات دي بالعكس كان بيتعامل معاهم بأسلوب راقي جدا، والكل كان بيحبه، ووفاته فاجعة كبيرة".

 

"مشالي طبيب الغلابة"

الجدير بالذكر أن الدكتور محمد مشالي الذي عُرف بطبيب الغلابة توفي في شهر يوليه بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمه الفقراء، ورفض جميع التكريمات أو التبرعات بل وأوصى بتقديمها لغير القادرين، والأطفال بلا مأوى، أو الأطفال الأيتام، وقبل وفاة مشالي قال "من يريد التبرع لى قدموا هذه التبرعات إلى محافظ الغربية لصرفها على المحتاجين.

وأثارت وفاته عن عمر ناهز ال77 عاماً، حالة من الحزن اجتاحت محافظة الغربية لما عُرف عنه بالبساطة والتواضع وكان ثمن الكشف الخاص به لا يتعدى الـ 5 جنيهات، الأمر الذي جعله معروفاً لدى المرضى الفقراء الذين تعذروا سداد ثمن الكشف لدى الأطباء الآخرين، فضلا عن براعته في علاج المرضى وتشخيص حالاتهم.