رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الهروب" من المنزل و"الزواج" سرًا.. حكايات فتيات تعرضن للعنف والتحرش من اَبائهم

ارشيفية
ارشيفية

الحب والرحمة والسند من صفات الآباء، فهم الحضن الذي يلجأ إليه الأبناء كلما واجهوا أزمة أو صعوبات في الحياة، ويكون له تأثيرًا كبيرًا على الأبناء سواء كانوا ذكرا أو أنثى لدرجة أن أغلب الفتيات يتمنين أن ترزق بزوج وسند شبيه لوالدها في الحنان والعطف، ولكن من الأمور الصادمة عندما نسمع عن حادثة عنف أوتحرش جنسي أو قتل من بعض الأباء تجاه أبنائهم.

 

وهنا نتسائل حول سبب تجرد بعض الاَباء من آدميتهم وعاطفتهم تجاه فلذة كبدهم، الذين يتأثروا من مثل هذه المعاملة الوحشية ويتطور الأمر إلى أن يصبح لدى الأبناء عقدة نفسية تمتد إلى أبناء الآبناء ليتكون لدينا أزمة اجتماعية لم يتم علاجها من البداية أو حصرها.

 

يذكر أن  الأربعاء 25 نوفمبر من كل عام هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث يحتفل العالم أجمع بهذا اليوم من خلال تكريم المرأة ومنحها الاوسمة وشهادات التقدير.

 

 شؤم
جريمة مُخيفة قام بها أب في محافظة قنا منذ أيام، بعد أن انهال ضربًا على طفلته التي لم تتحمل وفارقت الحياة أمامه، دون أن ترمش له عين، وكان عزائه الوحيد أنها "وش شؤم"، وهذا هو المبرر لقتل فلذة كبده عندما سألته الشرطة عن السبب.
لم يشفق عليها عندما تصاعدت صرخاتها وهي تلتمس منه الرحمة بل استمر في ضربها بالشوم، بعد أن كبلها وعذبها 3 أشهر، وفي تحقيقات النيابة رد قائلا : "وشها شؤم على شقيقها التوأم الذي لقى مصرعه في حريق قبل عام".
عقلية إجرامية أو مريضة، حالات وقعت وستتكرر دون النظر إلى السبب الرئيسي الذي وصل إليه هذا الأب أو غيره من أولياء الأمور، وكيف كان في الإمكان منع مثل هذه الجريمة قبل وقوعها.

 

اقترح بعض النشطاء التحدث عن تجاربهم السيئة عن أبائهم عبر صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالكشف عن حالات التحرش والعنف الذي تعرضوا له، ليحكى بعضهم قصص صادمة من أبناء فقدوا معنى الحب والرحمة من أبائهم:


بكره صوت تكة المفتاح
كلمات كتبها شاب عبر صفحته على "فيسبوك" متحدثًا عن مدى كرهه لوالده لدرجة أنه يُصاب بالرعب لمجرد سماعة لصوت مفتاح والده وهو يفتح الباب ليلاً، وكانت التعليقات التي توالت من هذه الكلامات البسيطة للشاب صادمة، إذ وافقه الرأي بعض المعلقين وأعربوا عن معاناتهم لمثل هذه الأزمة، وأنه ليس الوحيد الذي يتعرض لمثل هذا الضغط، بينما تمنى له آخرين أن يصبره الله ويقويه على هذه الحياة القاسية التي يعانيها.

 

ربنا يخلصنا من إلى احنا فيه
قصة قصيرة تبرز حياة فتاة كرهت والدها وقالت عبر منشور لها: "خبطة الباب كل يوم الساعة 6 بالنسبالي أنا وأمي واختى هي خبطة النكد والقرف والزعيق والتحكم والإهانة، رنة تليفوني حتى لو رقم غريب بتحسسني أن روحي هتطلع، دائما تليفوني صامت، زي ما الجزء بتاع الفرحة والضحك صامت عندنا معرفش يعني أيه طعم إني أروح فرح، معرفش يعني أيه طعم إني يبقى عندي عيلة ونتجمع ونضحك بتمنى من ربنا أنه يخلصنا من الى أحنا فيه".

 

ببقى مستنية الضرب كل ما اسمع صوته
وروت فتاة أخرى عن مأساتها قائلة "الصوت ده معناه صوت كسر قلبي حرفيا والله، كنت ببقا مستنية الضرب هيكون بأنهي شكل النهاردة يا ترى هنام من غير ما أعيط يا ترى هحاول النهاردة اعمل حاجة في نفسي يا ترى قلبي هيكون سالم النهاردة ولا هتوجع زي كل يوم، مش قادرة أكمل حياتي باللي جوايا ده، ومش قادرة أسامحه، ازاي يجي قلب لناس المفروض يكون البيت والمكان الموجودين فيه هو الأمان ازاي يقدروا يشوفوا دموعي وكسرة قلبي ويعدوا فوق قلبي كده دول داسوا على قلبي".

 

أرجوكوا اختاروا صح
نصيحة وجهتها فتاة لكل امرأة مقبلة على الزواج، عبر منشور لها روت من خلاله قصتها الحزينة وحياتها مع والدها المتحرش، وقالت، إنها خلال تواجدها مع أشقائها في المنزل وسط حالة من السعادة والمزاح، بمجرد سماعهم لصوت المفتاح يحتك بباب المنزل، كانوا يسرعوا إلى غرفتهم يمثلون أنهم نيام، وتابعت "البيت كان كئيب بوجود صوته العالي والشتايم والإهانات والتقليل من الذات طول الوقت، لما كان بيهزر معايا أو يحط أيدوا عليا كنت بحس أنه غريب وجسمي بيترعش، أرجوكوا اختاروا صح متتجوزوش علشان الناس تقول انكوا اتجوزتوا في أطفال وشباب بيكبر متدمر بسبب اختياركم الغلط".
 
جوايا كتير لو كتبت مش هيكفي يومين
كشفت فتاة أخرى عن حالة الرعب التي تعيش فيها مع والدها، مؤكدة أنها كانت تنتفض من مكانها لمجرد سماعها صوت فتح باب غرفتها، متابعة "جالي حالة شبه نفسية من أية حاجة بتتخبط أو بتترزع تلقائي ، مش مسامحاه على أي أذى نفسي سببهولي ووصلني ليه، وصلت لمرحلة أني لا عايزا اشوفه ولا اسمع صوته ولا اتخيله في حياتي من كتير الجحيم اللي كان معيشني فيه، ومكنتش أحب أني أبقى من البنات

اللي بتنجز في جوازها علشان تخرج من البيت علشان ارتاح من تصرفاته، جوايا كتير ولو كتبت من النهاردة لبكرة مش هيكفي".

 

الهرب هو الحل

 

في الفترات الآخيرة توالت الأخبار حول بلاغات أولياء الأمور إلى أقسام الشرطة؛ بسبب اختفاء بناتهم، البعض اعتقد أنهم قتلوا أو تم اختطافهن أو اغتصابهن أو وقوعهن في أيدي عصابات تجار الأعضاء، ولكن السبب الرئيسي الذي انكشف بعد ظهور الفتيات المختفيات بعد العثور عليهن، هو المعاملة السيئة وافتقادهن للحنان داخل استرهم، فتبحث عن بديل لما فقدته وتلجاء إلى الشخص الخطاء الذي يشجعها على الهروب من المنزل والبقاء معه، سواء على شكل زواج رسمي أو عرفي أو بدون زواج.

 

فتاة البحيرة
تداول نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" قصة اختفاء فتاة، بعد ان تغيبت عن منزلها في إحدى القرى بكفر الدوار بمحافظة البحيرة، وكشفت الأجهزة الأمنية اليوم الأربعاء، أن الفتاة المتغيبة تركت المنزل على خلفية رغبتها فى فسخ خطبتها من نجل عمها، وتخوفت من إبلاغ والدها، وفي نفس الوقت ولم يُبلغ أهليها عن غيابها، وأكد والدها أن عدم إبلاغه بغيابها نظراً لإنشغاله فى البحث عنها.


فتاة الإسكندرية 
فرح التي هربت من منزلها؛ بسبب المعاملة السيئة من والدها، قالت عبر صفحتها على "فيسبوك" إنها كانت تشعر بالصداع عندما طالبتها والدتها بالنزول إلى التمرين، وعند رفضها المشاركة بالتدريب هددتها بأنها ستجعل والدها يضربها، مضيفة "بالفعل بابا جه ضربنى بخشبة وده خلانى اترك البيت".

 

رأي الطب النفسي
قال الدكتور أحمد محمد عبد الله، استشاري نفسي، إن أسباب العنف الأبوي بعضه بايولوجي ونفسي و اجتماعي، لافتا إلى أن العدوان أو العنف يأخذ أشكال مختلفة، مثل العنف الأسري والذي يأخذ شكل جنسي مثل التحرش، والعنف الذي يتعرض له الأبناء أو الزوجة.


وأضاف عبد الله في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن الأسباب التي تؤدي للأباء لهذه المرحلة اجتماعية ونفسية واقتصادية وهي التي تجعله يلجاء إلى العدوان، مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة يكون جاهز لاستخدام العنف، فضلًا عن عدم وجود مهارات لديه لاستخدام التربية بدون عنف، نظرًا للظروف التي تعرض لها وهو طفل والتي تكون عنيفة، لذلك هذا الأب يكون جاهز لاستخدام العنف مصاحبة لنوبة غضب.


وأوضح الاستشاري النفسي، أن العلاج يأتي بحل الأسباب التي تؤدي لتوصل الوالدين لمثل هذه الحالة، فضلًا عن تدريب الوالدين على التربية غير العنيفة، مؤكدًا أن هذه الثقافة لم تُنشر بعد في مجتمعنا وهي "التربية بدون عنف"، فهذا المصطلح جديد على المصريين، بالرغم أن العالم كله يتحدث عن هذا النوع السليم في التربية، بالإضافة إلى علاج الآباء في حالة وجود مشكلة أو مرض نفسي.


ومن جانبه أكد الدكتور إبراهيم حسين، استشاري الطب النفسي، أن العنف بكافة أشكاله مرفوض، بينما الشخص الذي يرتكب جريمة قتل في حق ابنته لأنه يعتقد أنها شؤم أو غير ذلك فهي جريمة غير تقليدية وغير مألوفة وبها خلل.


وأضاف حسين، أن قتل الأبناء راجع لعدة أمور منها الجهل بالقيم والدين، لأنه أمر كان يُمارس في فترة الجاهلية، مشيرًا إلى أنه من الضروري البحث عن كل الأطراف المسئولة عن هذه الجريمة لتحديد الدافع والمسئول عنها، متابعا "المخدرات والغياب الديني والفكر الجاهلي حول الفتيات هو السبب الرئيسي للعنف الأسري ".