سماعات الهواتف متهمة بتهديد حاسة السمع

تعد مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإجراء المسح السمعى لأكثر من مليون طفل حديث الولادة، وعلاج حالات ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال، تعد خطوة مسئولة ورائعة، تضاف إلى اهتمامات الرئيس بالملف الصحى للمواطنين عامة، وللأطفال خاصة لضمان أجيال سليمة صحيًا، ورغم ما تنفقه الدولة من مليارات فى هذا الإطار لضمان سلامة حاسة السمع لدى الأطفال، إلا أن هناك حالة من الإهمال والتهاون داخل الأسرة تجاه رعاية حاسة السمع لأطفالهم، وتكاد لا ترى طفلا أو مراهقا إلا وداخل أذنه سماعة هاتف و«هيدفون»، وهو ما يؤثر سلبًا على قوة السمع، ويؤدى إلى إضعافها تدريجيًا بصورة تهدد بفقدها، بجانب تأثير هذه السماعات فى حدوث التهابات بالأذن وغيرها من الآثار الضارة، الأمر الذى يعد معه الآباء شركاء فى جريمة الإضرار بحاسة هامة لدى أطفالهم وهى السمع.

وتحذر دراسات بحثية من استخدام سماعات الهواتف وأضرارها الصحية العالمية أكثر من مليار من الشباب معرضين لخطر فقدان السمع نظرًا لاستماعهم المستمر للموسيقى عبر سماعات الأذن على هواتفهم الذكية.

وتؤكد الدراسات أنه فى حالة الاستماع للموسيقى عبر سماعات الأذن، يجب ألا تصل شدة الصوت 80 «ديسيبل»، وألا يزيد الاستماع عن ساعتين فقط يوميًا لتجنب إلحاق ضرر دائم بالأذن.

ويؤكد الأطباء المتخصصون أن إصابة الطفل بضعف السمع لا يقف أثرها عند عجز الطفل عن استخدام حاسة السمع، بل وفشله أيضاً فى إدراك ما يجرى حوله، وفشل عملية التواصل بينه وبين الآخرين وعدم قدرته على الإسهام فى الاعتماد على نفسه، فضعف

السمع يعتبر من العوامل المساهمة فى تطوير اللغة والكلام، وبالتالى فإن ضعفه له تأثيرات خطيرة على المهارات اللغوية والمستوى الدراسى.

ويكشف د. محمد حسنى عميد معهد السمع والكلام السابق عن وجود عدة أسباب قد تؤثر على صحة الجنين أثناء فترة الحمل، وتؤدى بدورها إلى الإصابة بضعف السمع منها عدم الاهتمام برعاية الأم خلال فترة الحمل والمتابعة مع الطبيب المختص، مشيرًا إلى أنه يجب خلال فترة الحمل تجنب ارتفاع درجة الحرارة للأم، وعدم تعاطى أى أدوية مخالفة دون استشارة الطبيب، خاصة فى الـ3 أشهر الأولى من الحمل.

وأشار د. محمد حسنى إلى أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإجراء المسح السمعى لمليون و39 ألفاً و446 طفلاً حديث الولادة للاكتشاف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثى الولادة، خطوة مهمة وضرورية وتعود بالنفع على ملايين الأطفال، خاصة أن الدولة أصبحت تشدد على ضرورة إجراء المسح السمعى قبل استخراج شهادات الميلاد، وأصبح يضاف فى الشهادات الحديثة نتائج هذا المسح الطبى.