شيخ الأزهر: آن الأوان أن نتبنى عولمة جديدة تتأسس على الأخوة الإنسانية
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن العالم يعيش كابوسا مرعبا بسبب وباء فيروس كورونا الذي لم يسلم منه دولة من الدول ولم ينج منه شعب دون آخر، مضيفا أن ما زاد الواقع الأليم ألما هو رؤية هؤلاء الملايين من اللاجئين والمهجرين والمشردين في مناطق النزاعات، وقد تضاعفت أوضاعهم المأساوية سوءا في ظل عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة لهم.
جاء ذلك خلال كلمة فضيلة الامام الاكبر ألقاها المستشار محمد عبد السلام، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية اليوم الثلاثاء، نيابة عن فضيلته في التجمع الدولي للصلاة من أجل السلام بين الديانات الكبرى في العالم تحت عنوان "لا أحد آمن وحده ـ السلام والأخوة"، الذي دعت له جمعية سانت إيجيديو في العاصمة الإيطالية، بحضور البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والسيد سيرجيو ماتاريلا، رئيس الجمهورية الإيطالية، وأورسولا فون دير لين، رئيس المفوضية الأوروبية، وأندريا ريكاردي، مؤسس جمعية سانت إيجيديو، وعدد من القيادات الدينية حول العالم.
أكد شيخ الأزهر أنه ورغم كل هذه المخاطر التي تسبب بها فيروس كورونا، هناك وباء آخر قديما متجددا، كنا نظنه سيتلاشى أمام خطر الجائحة الذي يهدد كل الإنسانية، وهو وباء التمييز والعنصرية ومرض الضمير الإنساني وتآكله، لدرجة أننا سمعنا عن دعوات لترك بعض الفئات لتنتظر مصيرها من أجل إعطاء الأولوية في العلاج لأشخاص آخرين، وهي دعوات لا تعبر إلا عن انعدام الإنسانية لدى أصحابها.
وأوضح الإمام الأكبر أن علاج أمراض الكراهية والعنصرية البشرية يكمن في ترياق خرج من قلب تجاربنا المريرة، وهو ترياق الأخوة الإنسانية التي أرفى فيها مناعة صلبة في مواجهة الأوبئة الفكرية والأخلاقية، مشيرًا إلى أن مفهوم الأخوة الإنسانية لا يعني فقط الاكتفاء بقبول الآخر، بل يعني أن نبذل الجهد من أجل خيره وسلامته، وأن نرفض التمييز ضده بسبب أي اختلاف من أي نوع، ولا نألوا جهدا في نشر هذه المبادئ السامية بين الناس.
وأكد شيخ الأزهر أن النظام العالمي الجديد قد روج لمفهوم العولمة، وبشرنا بأنه سيحمل للعالم كله قيما إنسانية رائعة من حرية وعدالة ومساواة، غير أن سرعان ما تبين لنا أن هذه القيم النبيلة استغلت استغلالا غير إنساني في إقصاء المختلف، وفرض نموذج حضاري واحد،
وأعلن شيخ الأزهر، في تعليق له على حادث القتل في باريس، أنه يبرأ إلى الله تعالى، ويبرئ أحكام الدين الإسلامي الحنيف، وتعاليم نبي الرحمة "محمد صلى الله عليه وسلم" من كل من ينتهج الفكر الضال المنحرف، مؤكدا أن الإساءة للأديان والنيل من رموزها المقدسة تحت شعار حرية التعبير هو إزدواجية مختلة ودعوة صريحة للكراهية، فليس هذا وأمثاله يعبرون عن الإسلام، كما أن إرهابي نيوزيلندا الذي قتل المسلمين في المسجد لا يعبر عن دين عيسى عليه السلام.