في ذكرى تأسيس المجمع المسكوني الثالث.. تعرف على أسباب انعقاده
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الثلاثاء الموافق 12 توت بالأشهر القبطية، ذكرى إنعقاد المجمع المسكوني الثالث بمدينة أفسس بآسيا الصغرى عام 431 ميلادية.
وفي مثل هذا اليوم سنويًا تُعيد الكنيسة ذكرى تأسيس هذا المجمع بأمر من الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير للنظر في بدعة نسطور أسقف القسطنطينية، وكان الأخير أحد الآباء بسوريا و ترهب بدير أيروبيوس، ثم تتلمذ على يد المفسر الكبير ثيودوروس المصيصي، اختير بعدما تم تعليمه وبعد دراسته للكتب ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية إنطاكية، واشتهر بفصاحته وقوة عظاته، وعلى الرغم إنه اشتهر بالتكبر والغرور حسب ماورد في كتب المؤرخ الكنسي سقراط .
إقرأ أيضًا
أقدم عبادات الكنيسة وأولها.. ننشر الحقائق العقائدية عن عيد الرسل المجيد
وتروى الكتب التاريخية التي تناولت المجامع المسكونية، أن المجمع المسكوني الثالث بسبب بدعة نسطور الذي قال "إن القديسة مريم لم تلد إلهاً متجسداً بل إنساناً عادياً، حل فيه بعد ذلك ابن الله حلول المشيئة والإرادة لا حلول الاتحاد وإن للسيد المسيح طبيعتين وأقنومين "، ولذلك قال: "لا يجوز تسمية العذراء والدة الإله".
وتم تأسيس هذا المجمع برئاسة البابا القديس كيرلس الأول عمود الدين بطريرك الإسكندرية الـ24 بصحبة خمسون أسقفاً قبطيًا، بالإضافة إلى القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، والقديس الأنبا بقطر رئيس أديرة الأنبا باخوميوس "أب الشركة"، والقديس ديوسقوروس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وسكرتير البابا حينها.
إقرأ أيضًا
مالا تعرفه عن ذكرى تكريس كنيسة أب الرهبان القديس أنطونيوس الكبير
وكان نسطور مع أساقفته البالغ عددهم 16 بين الأوائل الذين وصلوا أفسس وقد انتظر الآباء وصول البطريرك يوحنا الأنطاكي لمدة ستة عشر يوماً بعد الموعد المحدد، لكنه لم يصل إلى المدينة، فبدأ المجمع برئاسة البابا كيرلس الإسكندري في يوم 22 يونيو في كاتدرائية والدة الإله بأفسس.
وبعد استدعاء نسطور ثلاث مرات رفض الحضور إلى المجمع وقُرئ خطاب القديس كيرلس الثاني إلية وقد أعلن الأساقفة الموفدين إليه للأسف بأن جميع مجهوداتهم معه كانت سدى، فأجاب نسطور حسب ما ذكرت الكتب التاريخية المسيحية قائلًا: " لن أدعو أبداً طفلاً عمره شهرين أو ثلاثة الله " وبالتالي رفض أن تُلقب السيدة العذراء بلقب " والدة الإله" فقرر المجمع
إقرأ أيضًا
على نهج المسيح صار .. القديس مقاريوس بن واسيليدس أيقونة الصبر
هذا الحكم وقَّع عليه المائتين المجتمعين بأفسس ثم نفاه الإمبراطور إلى صعيد مصر في أخميم حيث توفى ودفن هناك ثم أثبت المجمع أن العذراء هي والدة الإله الكلمة المتجسد النصوص الكتابية التي استند عليها المجمع لإثبات أن العذراء هي والدة الإله المتجسد هي: "لو 1: 35، لو 1: 43، إش 7: 14، إش 9: 6 ".
وكان لأعضاء المجمع الدور في وضع مقدمة خاصة في قانون الإيمان تنص على "نعظمك يا أم النور الحقيقي" ثم أضافت بعد ذلك 8 قوانين كنسية أخرى، لم تكن هذه البدعة هى الأولى بل تزامنت مع بدعة بيلاجيوس، الذي كان يقول أن خطية آدم كانت قاصرة عليه وحده ولم تتسرب إلى نسله من بعده ومن ثم فكل إنسان يولد يكون كآدم قبل الخطية ويمكنه أن يبلغ أسمى درجات القداسة بجهاده الطبيعي وحريته وبعد أن ناقش المجمع بيلاجيوس وأظهر بطلان تعاليمه، حرمه المجمع.
إقرأ أيضًا
عثرت الكنيسة على رفاته بعد 14 قرنا.. تعرف على رمز الرهبنة القديس بسنتاؤس
وفي هذا اليوم تحرص الكنيسة خلال برنامج النهضة الروحية والقراءات اليومية المذكورة في كتاب حفظ التراث المسيحي السنكسار، هذا الذكرى وغيرها من الأحداث التي تزامنت في التاريخ ذاته وهى مناسبة بنقل أعضار إقليمس وأصدقائه إلى مدينة الإسكندرية.