رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: المحلة فى وجدان الرئيس

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

من الرسائل المهمة التى وجه بها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا خلال كلمته التى ألقاها خلال افتتاح المدينة الصناعية بالروبيكى، حديثه عن مدينة المحلة الكبرى، تلك المدينة التى كانت فى يوم من الأيام قلعة صناعية، وفيما كانت تقوم به من تغطية احتياجات المصريين من الأقمشة والغزل والنسيج، وتصدير الفائض منها إلى الخارج، فلقد كانت هذه المدينة فى عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قلعة صناعية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، فلماذا إذن تدهور حالها بهذا الشكل؟

التدهور الذى حدث للقلعة الصناعية بالمحلة، هو الإدارة السيئة خلال عدة عقود زمنية، ولم تصل إليها يد الانضباط، كباقى مصالح أخرى كثيرة ضربها الروتين والبيروقراطية وتفشى فيها «التسيب» وعدم الانضباط، وسادت بها كل مظاهر الإهمال واللامبالاة وتحولت قلاع صناعية كثيرة تم إنشاؤها خلال الحقبة الناصرية إلى «خرابات» وباتت عالة علي الدولة المصرية، وتتحمل الدولة مرتبات العاملين بها بشكل دورى ومستمر، مما يرهق ميزانية الدولة، ولو تم التدقيق والنظر بعناية لحال هذه القلاع العظيمة أو لنقل ما تبقى منها، بعدما  تم بيع القطاع فى زمن الحقبة الناصرية، لوجدنا أن الإهمال الذى نتج عن سوء الإدارة، كان هو السبب الرئيسى فى هذه المسخرة التى تعرضت لها هذه القلاع الصناعية.

فى حديث الرئيس السيسى، لفت إلى أن الإدارة السيئة كانت السبب الرئيسى الذى ضرب هذه القلاع، ومن بينها القلعة الصناعية فى مدينة المحلة، وقد تعهد الرئيس السيسى أن تعود إلى المحلة مكانتها، ما يعنى أن الإنجازات التى تحققت على الأرض ليست جديدة فحسب، وإنما هناك اهتمام بالغ وشديد بالمشروعات الكبرى القديمة التى تم إنشاؤها من ذى قبل، لقد ركز الرئيس على أن القضية التى تواجه أى صناعة ومن بينها الغزل والنسيج هو كيفية إدارتها؛ لأن الإدارة هى أهم حاجة أو كما قال الرئيس «الإدارة أهم حاجة ومفيش هزار ومفيش دلع»، وأن الهدف من التواصل هو تحقيق النجاح، لأن التواصل المستمر مع القائمين على هذه المصانع يحقق النجاح وحتى يعرف كل فرد دوره وحتى لا تفشل هذه المؤسسات كما كان يحدث من قبل.

الرئيس السيسى ركز على أهمية معرفة سبب تراجع هذه المصانع خلال السنوات الماضية، والنجاح يحتاج إلى جهد ووقت والتزام، وهنا وجب تأهيل العمالة وتدريبها لتحقيق الأهداف على

كافة المستويات وكل القطاعات داخل المصانع، وهذا سيتم كما قال الرئيس من خلال الخطة التى تعدها الدولة المصرية من أجل النهوض بصناعة الغزل والنسيج. لقد كان حديث الرئيس موجهًا لأهالى المحلة عندما قال: «أهلنا فى المحلة لن نتخلى عن إعادة المحلة إلى مكانتها التى تستحقها وسيتم افتتاح مصانع جديدة حديثة بها خلال عامين، ولذلك لم تتخل الدولة عن الاهتمام وتحديث القلاع الصناعية القديمة لتتواكب مع الإنجازات الجديدة، وطبقًا لما يتناسب مع العصر الجديد الذى نحياه الآن؛ ولذلك فإن خطة مصر الجديدة قائمة أيضًا على تجديد وتحديث كل المنشآت القديمة، وكل القلاع الصناعية التى كانت تعتمد الدولة عليها اعتمادًا كبيرًا.

اهتمام الدولة بالقلاع القديمة يعنى أنها تواصل البناء والإصلاح، وهذا يعنى أن الدولة المصرية ماضية فى تقدمها وماضية نحو تحقيق كل أهداف المشروع الوطنى المصرى الذى يؤسس للدولة العصرية الحديثة التى يحلم بها المصريون والتى يحيا فيها المواطن آمنًا مستقرًا ومتمتعًا بحياة كريمة.

إن اهتمام الرئيس السيسى بصناعة الغزل والنسيج فى المحلة الكبرى، يعنى أن هناك خطة طموح لهذه الصناعة خاصة فى أماكن أخرى مثل كفر الدوار ونجع حمادى وسمنود وخلافها من المدن الكبرى أقيمت بها مشروعات عملاقة من ذى قبل، حتى تتكاتف هذه القلاع مع القلاع الجديدة التى أنشأتها مصر مؤخرًا فى المدن الصناعية المصرية، والتى وصلت تقريبًا إلى كل محافظات الجمهورية، فلا توجد محافظة حاليًا إلا وبها منطقة صناعية جديدة.. وتلك هى سياسة المشروع الوطنى المصرى الموضوع بعد ثورة 30 يونية.