رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين مخاطر الإشعاع والكورونا.. "تكروني" أحد أبطال جيش مصر الأبيض

مصطفى تكروني فني
مصطفى تكروني فني أشعة بمستشفى العديسات

يعتبر فنيو الأشعة من أكثر العناصر الطبية احتكاكًا بالمرضى، إذ تبدأ رحلة بعض المرضى منذ دخولهم مستشفى العزل، بالأشعة المقطعية لتشخيص الحالة الصحية للمريض وإقرار ما إن كانت  تستدعي حالته وضعه على جهاز التنفس، ويظل طوال فترة العلاج مترددًا على الأشعة حسبما يقرر الطبيب المعالج.

مصطفى عبد الحميد تكروني، أحد فنيي الأشعة بمستشفى العديسات المخصص حاليًا لعزل مصابي فيروس كورونا، أحد أبطال خط المواجهة بالمستشفى في ظل تفشي جائحة كورونا، وأحد العناصر التي تعمل على مدار الساعة، فبمجرد استقبال المستشفى لحالات تستدعي فحصها عبر الأشعة المقطعية،  تبدأ رحلة تكروني.

عادة يرتدي فني الأشعة بدلة واقية من خطر الإشعاع، بينما في ظل جائحة كورونا، وكأنه تحول لكائن فضائي يقوم مصطفى  بارتداء بدلة واقية من نقل عدوى الفيروس، وقفازات وقناعًا واقيًا على الوجه، وبدلة أخرى رصاص تقيه من خطر الإشعاع داخل غرفة الأشعة، لكن رغم ذلك يرى مصطفى أن المعاناة الحقيقية في خلع الملابس الواقية  لا في ارتدائها،  لأنه يتم وسط حذر شديد خشية أن يكون الرداء به عدوى.

 

يبدو أن فنيي الأشعة ملائكة رحمة خارج غرفة المريض؛ "في غرفة الأشعة أتحول لشخص آخر كل همه هو أن يثيرالضحك لدى المريض، حتى لا يشعر بغربة بداخل المستشفى وخاصة أن مصاب الكورونا مجرد دخوله لمستشفى عزل فإن هذا يؤثر على نفسيته، يقول تكروني؛ هذا أكثر مايسعدني عندما أشعر أنني استطعت ولو بمقدار قليل أن أتبادل  الحديث مع المصاب تخفيفًا عما يشعر به.

 

مهام فني الأشعة لم تقتصر فقط على جهاز الأشعة والأربعة حوائط بالغرفة، بل تتخطاها

لأبعد من ذلك، حتى أنهم  يمثلون رسلًا للطمأنينة، فيردون على كافة الاتصالات الواردة حتى من الأرقام غير المسجلة؛ يقول التكروني؛ خلال فترة العزل استقبل اتصالات من أرقام مختلفة وأبادر بالرد لاكتشف أن المتصل ابن أو صديق أو أحد أقارب مصاب ما، ويرغب في التواصل معه للاطمئنان على حالته، عادة هذه المكالمات تكون مثيرة حقًا للتكاتف من أجل طمأنة ذوي الحالة، فنتواصل مع أصدقائنا بداخل الأقسام المختلفة لمعرفة تشخيص الحالة ومعاودة الاتصال بذويه لطمأنتهم.

 

أحد أصعب المواقف التي واجهت مصطغى داخل العزل كان اتصالا من أحد الأشخاص متلهفًا يرغب في الاطمئنان عن إحدى أقاربه المحتجزة بغرفة العناية المركزة، مجرد دخولي القسم للاستفسار عن وضع الحالة، فوجئت أنها توفيت، كان النبأ بمثابة صدمة لي وكان صعبًا للغاية أن أعاود الاتصال لأبلغه أنه الحالة قد نفد أمر الله فيها.

اختتم مصطفى؛ خدمة أهالينا من المرضى بمثابة شفاء لنا، ودعائهم لنا خلال العزل يزيل كل الآلام والإرهاق الناتج عن العمل، وخدمة مصابي كورونا واجب علينا متمنيًا التعافي والشفاء لكل المصابين.