رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

50 عامًا على مذبحة بحر البقر .. ولاتزال أحداثها عالقة في أذهان المصريين

مذبحة بحر البقر بالشرقية
مذبحة بحر البقر بالشرقية

خمسون عامًا مضت على جربمة تعد من أبشع الجرائم التي عرفتها الانسانية ألا وهي مذبحة بحر البقر، التي شن فيها الطيران الاسرائيلي هجماته على مدرسة بحر البقر الابتدائية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز.


ففي صباح الثامن من إبريل عام 1970 وتحديدًا في الساعة التاسعة وثلث شنت القوات الاسرائيلية هجومًا بإطلاق خمسة قنابل وصاروخين باستخدام طائرات من طراز "فانتوم"، التي راح ضحيتها 30 طفلًا و أصيب فيها 50 آخرين، هذا بجانب إصابة مدرس و11 عاملًا بالمدرسة وتدمير مبنى المدرسة تماما، فلم يتبقى منهم سوى أحذيتهم وشنطهم وبعض الاشلاء منهم.


 وبعد الحادث بدقائق قطعت الإذاعة المصرية بثها لتذيع بيانها العاجل: أيها الأخوة المواطنون، جاءنا البيان التالي.. أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم على جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشرة تحت جحيم من النيران.


 وقد نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، وأنه هجوم متعمد غير إنساني بهدف إجبار مصر وإخضاعها على وقف الهجمات التي تشنها خلال حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل مجزرتها بأنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية آنذاك.


هذه المجزرة المؤلمة التي ثبتت على مدار عقود أن إسرائيل تجردت  من مشاعر الرحمة وشنت هجوم غادر على التلاميذ لتكون بذلك قد لطخت أيدي القوات الإسرائيلية بدماء هؤلاء الأطفال التي سالت على الأرض، ورويت بها كتبهم و براءتهم التي دفنت معهم وضعفها وصغر سنهم.


وأرسل حسن الزيات، مندوب الجمهورية العربية المتحدة في الأمم المتحدة آنذاك،

مذكرة إلى مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة، رالف باتش عبر فيها عن غضب مصر مما فعلته إسرائيل، وطالب بعقد اجتماع عاجل للدول الاعضاء، كما قام وزير الخارجية المصري بعقد اجتماع لسفراء الدول الأجنبية.


وقد نددت العديد من الجهات والهيئات والمنظمات بالحادث ووصفته بأنه تجرد من كل معاني الإنسانية، كان واقع الهجوم عنيفاً وأليماً وأشعل حالة من الغضب والاستنكار العارم، فلم يكن أحد يتخيل أنه يمكن استهداف مدرسة أطفال بعيدة تمامًا عن الوحدات العسكرية.


 وقد عبرت قصيدة صلاح جاهين عندما قال" الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقه سال.. في قصر الأمم المتحدة مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذى.. دمها راسم زهرة، راسم راية ثورة، راسم وجه مؤامرة، راسم خلق جبابرة.. راسم نار راسم عار ع الصهيونية والاستعمار.. والدنيا عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس.. الدرس انتهى لموا الكراريس"، فعلى الرغم من مرور خمسون عامًا على مجزرة بحر البقر إلا أنها لازالت أحداثها عالقة في أذهان المصريين.

 

اقرأ أيضًا:

من العمر لحظة لـ "لموا الكراريس"| الفن يؤرخ مذبحة مدرسة بحر البقر