رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء: العالم سيشهد نظام دولي جديد بعد انحسار كورونا

كورونا
كورونا

أكد عدد من الخبراء أن فيروس كورونا العالمي سيغير بشكل كبير في خريطة السياسة الدولية بعد انحساره وذلك لما أفسده من تداعيات سلبية على كافة الاصعدة، حيث ستتجه الدول إلى العمل بمفردها، والاهتمام بالأبحاث العلمية الطبية لمواجهة الكوارث قبل وقوعها، مؤكدين أن العالم سيشهد نظام عالمي جديد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وأشار الخبراء إلى أن الكوارث تخلق عالم جديدا متغير يؤثر على لعبة التوازنات الإقليمية والدولية، وسيصعد مفهوم الأمن الإنساني العالمي، مؤكدين أن العالم بعد كورونا مختلفا.
في هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، إن العالم ما بعد كورونا سيشهد العديد من التغيرات وبالفعل سيتشكل نظام جديد يعرف بالنظام الدولي الإنساني الذي كان غائبا وليس نظاما دوليا ذات قطب واحد، حيث أن الصين ومجموعة شرق آسيا ستحتل مكانة كبيرة في النظام الدولي على حساب أمريكا والاتحاد الاوروبي.
وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن كل دولة ستتجه للعمل بمفردها لحماية أمنها الخاص، ولن تهيمن السياسة ولكن يكون الاقتصاد هو المؤثر وسيصعد مفهوم الامن الإنساني العالمي، ويزداد دور الدولة الوطنية بالأساس، وستعيد أجهزة المخابرات العالمية تقييماتها الدورية بعد فشلها الذريع في التنبؤ بالأزمات غير التقليدية ومنها أزمة الفيروسات الجديدة، مؤكدا أنه ارتفعت شعبية بعض الرؤساء ورؤساء بعض الوزارات في العالم جراء التعامل مع الأزمة وتداعياتها.
وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن دور الامم المتحدة سينهار في ظل صعود دول واقتصاديات مثل الصين والهند واليابان، مؤكدا أنه ستكون هناك أولويات بصحة المواطن العالمي ولم يتم التركيز على الحروب، ولن يكون الصراع على ما يسمى بالنووي أو التسليح اوغيره، ولكن سيكون هناك اهتمام بتبادل المعلومات والبيانات العلمية وتطوير المجمعات الطبية في العالم، و سيحدث تغييرات في أجندة بعض المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، لافتا إلى أن العالم بعد كورونا سيكون مختلفا تماما في سياساته، على حد تعبيره.
ورأى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن العالم سيشهد نظام عالمي جديد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بعد انحسار فيروس كورونا، بل سيشهد نقل السلطة من الغرب إلى الشرق" الصين وروسيا" وتراجع للقوى الغربية.
وأكد غباشي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الكوارث عبر التاريخ تخلق تغيرات جديدة وعالم متغير آخر، سيؤثر بالفعل على لعبة التوازنات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن منهج الصين في مواجهة كورونا أفسح لها المجال لتكون قوة ذات شأن كبير والفائز الأكبر من التراجع الأمريكي وذلك وفقا للتقارير العالمية التي أثبت أن العالم على أعتاب ركود اقتصادي جراء الفيروس.
وتابع نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن القوى العظمى في

العالم لن تكن أمريكا بمفردها ولكن ستكون الصين بعد التراجع الأمريكي حيث أن بعض التقارير أثبت أن الصين عام 2050 ستكون القوة المنفردة على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لافتا الى أننا أمام عالم آخر بعد كورونا.
ولفت الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى إن هناك تغييرات كبيرة وجوهرية سيشهدها العالم بعد انحسار  فيروس كورونا المستجد وذلك على كافة الاصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الصحية أو الإستراتيجية، مشيرا إلى أن التحالفات ستبدأ تضعف، وقد يحدث نوع من التباعد في التحالف الغربي، نظرا لأن كل دولة تنشغل بأزماتها التي خلفها فيروس كورونا.
وأشار بدر الدين، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن العالم ما بعد كورونا سيتجه للاولويات ومزيد من الاهتمام بالأبحاث العلمية والطبية لمواجهة الكوارث قبل وقوعها، وتبادل المعلومات بين الدول نظرا لأن هذا الفيروس يهدد العالم أجمع، وبالتالي سيكون الصراع أقل حدة وسيأخذ أشكال أخرى، وستنشغل كل دولة بداخلها، وبالتالي سيكون هناك تغيير في السياسات.
ونوه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أنه سيحدث تراجع في الاهتمام بالأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية نظرا لأن هذا الوباء لا يفيد معه الاساطيل ولا الطائرات ولا السلاح النووي، مشيرا إلى أن هذا الوباء خلف وراءه خسائر اقتصادية فادحة وتأثرت البورصات العالمية وأسعار العملات وانهارت أسعار النفط، وأيضا تأثرت حركة السياحة العالمية، وبالتالي فإن كل دولة ستلجأ إلى الاهتمام بأولوياتها الداخلية وإعادة إصلاح ما أفسده فيروس كورونا.
واختتم بدر الدين، حديثه قائلا" العالم بعد كورونا سيصبح أكثر إنسانية وسيضفى الطابع الإنساني على العلاقات بين الدول، وسيكون هناك مزيد من الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والعمل عن بعد، مؤكدا أن العالم  قبل كورونا مختلف تماما عن بعد كورونا.