رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هزم الصليبيون والفرنجة.. تعرف على فتوحات ونجاحات صلاح الدين الأيوبي

صورة تخيلية لصلاح
صورة تخيلية لصلاح الدين الأيوبي

عُرف بأنه من أفضل القادة العسكريين اللذين سطر لهم التاريخ بطولاتهم بأحرف من نور ، فقد كان يميل  للفروسية والمبارزه، ولم تغره كنوز الدنيا، هو الناصر صلاح الدين الأيوبي.

 

ويحل اليوم ذكرى وفاة  سلطان مصر ومؤسس الدولة الأيوبية، الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، الذي لقب أبو المظفر الأيوبي.

 

شهد أعداءه قبل أحباءه وأصدقائه بحسن أخلاقه، وعرف فى كتب التاريخ من الشرق إلى الغرب، فهو محرر القدس من الصليبيين، وبطل موقعة حطين.

 

نسب الأيوبي ونشأته

 

ولد صلاح الدين الأيوبي بقلعة تكريت سنة 532، ولكنه لم يتربى بها وذلك لأن أبوه وعمه خرجوا منها فى أواخر سنة 532، وذهبوا للأقامة عند عماد الدين الذنكي بالموصل.

 

نشأ صلاح الدين في دمشق، ودرس الكثير من العلوم ومنها الآداب والفقة، وتأثر بعمه اسد الدين، فتعلم منه كيفية خوض المعارك بشجاعة، واشترك معه فى فتح مصر حتى يتقوا بمواردها ضد الصليبيبن بناءً على أمر من القائد المغوار نور الدين بن عماد الدين الزنكي.

 

انتصاراته

كان "فتح مصر" باب الخير على صلاح الدين الأيوبي، ومن بعدها كان النصر ينتظره بعد كل معاركة يخوضها، وتمكن من قتل  الوزير "شاور" الذي كان متواطئًا مع الصليبيين، والذي عرف بمدى ظلمه ومراوغته.

وكان "شاور" حملًا ثقيلًا أزيل من على عاتق المصريين بعد قتله، وأخذ الشعب يهلل ويحتفل بالخلاص منه والقضاء على ظلمه الذي تفشي فى الوطن.

تولى صلاح الدين الحكم بعد وفاة عمه، وأطلق عليه الملك الناصر صلاح الدنيا والدين يوسف بن أيوب، ولكنه لم يسلم من عيون حاقديه ومنافسيه، كان يملئهم الطمع حول منصبه.

دبر له الكثير من المكائد والمؤامرات، ولكنه دائمًا ما كان يختلف عن ملوك عصره، فكان صلاح الدين صاحب اخلاق عاليه وأهداف سامية وهى تحرير بيت المقدس من الصلبييين، وصمم على تحقيق أهدافه دون النظر إلى الوراء.

أكتسب صلاح الدين الايوبي حب وأحترام الشعب له، وذلك لأنه كان دومًا ما ينصف المظلومين، ويحقق العدالة، ويساعد المحتاج ويعين الفقير، أحبه جميع الطوائف.

غار وغضب منه كل من كان خائن لوطنه وحاولوا التخلص منه، ومنهم "جوهر" كبير الخصيان السود، فأرسل إلى الفرنجة يدعوهم إلى احتلال مصر بمساعدته لهم.

وعلم صلاح الدين فور أشتباه أحد رجال صلاح الدين الايوبي برسول "جوهر"، وأخذ منه الرسالة وحملها إليه.

وعندما علم أتباع جوهر بمقتله، أعلنوا التمرد والشغب، وهاجوا وقاموا بثورة، ولكن صلاح الدين قيد حركتهم، وطهر البلد من عناصر التمرد، وأبعد عنها الفاسدين.

أثناء كل هذه الأحداث هب "أموري" ملك القدس الصليبي لاحتلال مصر، وزحف بجيش كبير إلى دمياط للاستيلاء عليها، أرسل صلاح الدين السلاح والرجال بقيادة تقي الدين عمر إلى دمياط للدفاع عنها، وتمكنوا من هزيمة الطغاه رغم كل ما لديهم، وبهذا النصر زادت نفوذ صلاح الدين وتعززت مكانته.

خرج صلاح الدين بنفسه على رأس عدد كبيرلتعقب الطغاه إلى مملكتهم، ثم استولى على ميناء العقبة في الأردن، والذي كان بمثابة مفتاح البحر الأحمر، وأول طريق الحجاج إلى الأراضي الحجازية.

صنع صلاح الدين سفنًا مسبقًا، وحملها على الجمال، وعندما وصل العقبة، أمر بتركيبها، وزحف بها مع قواته إلى القلعة وحقق نصر كبير.

 

الفاطمية

قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية التى كانت تحتضر فى ذلك الوقت، وأمر أن خطبوا فى المساجد باسم الخليفة العباسي المقيم فى بغداد.

وجد صلاح الدين فى خزائن الدولة الفاطمية ثراء لا يقع تحت حصر، فكانت مصر من أغنى ديار العرب والإسلام.

ولم يأخذ صلاح الدين لنفسه شئ من الثروة، أهدى قسمًا منها إلى الخليفة

العباسي، وقسمًا لتجهيز الجيش فى دمشق، وقسمًا على قادة وجنود الجيش، والباقي حوله إلى بيت مال المسلمين.

ظل صلاح الدين فى دار الوزارة، ولم ينتقل إلى قصر الخلافة، وبنى قلعة قوية على قمة جبل المقطم حتى تكون مقامًا ومقرًا له.

 

تقوية السلطنة

أهتم صلاح الدين بتقوية سلطانه، فأرسل أخاه ثوران شام إلى شمال افريقيا، للاستيلاء على طرابلس الغرب، وأعقبها تونس حتى مدينة قابس.

واتجه إلى بلاد النوبة فاحتل ابريم وبعدها إلى أرض الحجاز، وزار مكة المكرمة وطاف بالكعبة المشرفة بصحبة أشراف مكة، ولما استتب له الأمر في اليمن، أمر ببناء مدينة "تعز".

علم صلاح الدين بوجود مكيدة  مدبره له ولأخيه، حيث كتبوا رسالة لكلًا من راشد بن سنان رئيس الحشاشين فى الشام، وللملك أموري ملك بيت المقدس حتي يعقدوا صفقة مع الصليبيين، حتي يقوموا بثورة داخلية فى البلد، واستنجدوا بوليم الثاني ملك صقلية حتي يهاجم صلاح الدين أثناء ثورتهم.

علم الفقية زين الدين نجا، وأخبرصلاح الدين بالمكيدة المدبرة فألقى صلاح الدين القبض عليهم، ولكن رغم ذلك داهم بوليم الثاني الاسكندرية، وقابله صلاح الدين الأيوبي وأنتصر عليه.

عاد صلاح الدين من الاسكندرية بنصر كبير، ولكنه عرف بأن والي أسوان استغل وجوده فى الاسكندرية وأعلن ثورة، وسانده والي قوص ، ولكن صلاح الدين استطاع أخماد الفتنه بواسطة اخيه سيف الدين.

 

تحرير القدس

شمر صلاح الدين ساق الجد والمحاربة فى قصد القدس واجتمعت إليه الجنود منتهزا الفرصة في فتح باب الخير، وكان معه من كان مشحونا بالمقاتلة من الخيالة والرجالة، فكانوا يزيدون على ستين ألفا خارجا عن النساء والصبيان، ونصب المناجيق وضايق البلد بالزحف والقتال حتى أخذ النقب في السور، وبعدها وادي جهنم.

شعر الصليبييون بعلامات الفتح وظهور المسلمين، زاد خوفهم، خاصًة بعد تخريب وتدمير بيوتهم وحصونهم وقتل أبطالهم، مما جعلهم يطلبون الأمان، وأصبح هناك مراسلة بين الطائفتين.

تسلم المسلمون بين المقدس يوم الجمعة 27 رجب، وأذوا يهللوا ويكبروا، وصليت فيه الجمعة يوم فتحه وخطب القاضيمحيي الدين محمد بن علي المعروف بابن الزكي، وبني فيها المدارس والمستشفيات.

 

وفاته

مرض صلاح الدين الأيوبي وشعر بتعب شديد وحمى فى 16صفر عام 589، وتعاظم المرض وأصبح صلاح الدين فى غاية ضعفه.

وتوفى رحمة الله عليه فى 27 صفر، ووقع خبر وفاته كالصاعقة على الجميع، ولكن خلده التاريخ ولا يزال حيًا فى ذكرتنا بأعماله.