رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عيد الحب.. مشاعر العشاق ترفرف حول العالم في الفالنتين

 مع إطلالة عيد الحب يتربع اللون الأحمر اليوم على عرش الألوان الذي يحتفل به العالم في يوم 14 فبراير من كل عام، معلنًا أن مسيرة القديس "فالانتين" التي بدأت قبل 1724 عامًا مازالت متدفقة ولن تتوقف رغم كل المتغيرات الزمانية والمكانية، لتنعم روح فالانتين بالراحة في مرقدها، وهي ترى المحبين حول العالم يخلدونه مقدرين انتصاره لعاطفة إنسانية نبيلة اسمها "الحب".
 ويرجع التاريخ القديم للاحتفال بعيد الحب العالمي في 14 فبراير، إلى يوم إعدام القديس فالانتين، الذي انتصر للحب والمحبين فدفع حياته ثمنًا، حيث قام بتزويج الجنود سرًا إيمانًا منه برسالة الكنيسة والإنسانية التي لا تمنع اقتران المحبين، ضاربًا عرض الحائط بقرار الإمبراطور "كلوديوس" حاكم الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث الميلادي، الذي منع الجنود من الزواج حتى لا يشغلهم عن مهامهم الحربية.

عيد الحب باللون الأحمر:

 الأصل في ارتباط عيد الحب باللون الأحمر يرجع إلى قيام الجنود بإلقاء فالانتين بزهور حمراء فرحًا بزواجهم وتقديرًا لما فعله معهم، واللون الأحمر له دلالته في كل الثقافات حول العالم، حيث يرمز في المجتمعات الشرقية إلى الرخاء وحسن الحظ والفرح، خصوصًا عند اقترانه باللون الأبيض، فيما يرمز في الغرب إلى الطاقة والعمل والحب.

عيد الحب:

 عيد الحب، هو عيد يدعو إلى التفاؤل ونشر المشاعر الإيجابية، ومناسبة تضيف الجمال والدفء والإيجابية على الحياة ، وهدنة لمدة يوم يتنفس فيه البشر المشاعر الطيبة، وهو ليس عيدًا أفلاطونيًا بين العشاق فقط ، بل إن دوائره اتسعت وامتدت لتكون تعبيرًا عن الحب للوالدين، والأخوات والأزواج، وبين تلاميذ المدارس ومدرسيهم ومدرساتهم، وعادة ما يكون مناسبة للحث على التحلي بالصفات الحميدة التي تجعل البشر يشعرون بالتقدير تجاة بعضهم البعض.
وعيد الحب بات يومًا استثنائيًا في مصر وفي أغلب دول العالم، حيث ساد تنسيق اللون الأحمر في إطلالات المحلات التجارية، التي تزينت بالدمى الحمراء والعرائس والهدايا التذكارية، وعجت محلات الزهور بأنواع الورود الحمراء كافة تعبيرًا عن عاطفة الحب، وشهدت المحال التجارية ترويجا لمنتجاتها على نطاق واسع، وبات المشهد ملونًا بالورود الحمراء، مسيلًا برسائل الحب التي لاتكاد تتوقف عن التدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وللحب سطوة غريبة على الإنسان إذ يتسلل للقلوب في غفلة من العقل فيعطل مهمته كحارس أمين للمشاعر ، ويمثل كيوبيد (الملاك المجنح) الإحساس بتصويب سهامه للقلوب فتخترق كيان الإنسان وتقلبه رأسا على عقب ، الأمر الذي ألهم الشعراء وألهب خيالهم على مر الزمان فنظموا الشعر في وصفه، وتناولوا قصصه الشهيرة في أشعارهم.
 كما أن الحب ضروري للنفس البشرية مثل الماء والهواء، والحرمان منه يؤدي إلى شعور بالألم الجسدي والنفسي ، وهو المحفز للارتباط الرومانسي ولارتباط الآباء بأبنائهم ،ولارتباط المواطن ببلده ، وهو حجر الأساس الذي تبني عليه شخصية الفرد، وهو التزام عاطفي لابد من تغذيته والعمل على الارتقاء به لاستمراره.
 والحب في عصر الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، بات سريع الإيقاع في حضوره وذهابه وخاليًا من الجروح، وتراجع بقوة تحت وطأة الانشغال بالحياة المادية، ورغم ذلك مازال هناك أشخاص يعيشون

الحب كحالة بكل مفراداتها وأدواتها يسعدون بلحظاته في حياته ويستحضرونها اشتياقًا أو احتياجًا لها، ولذلك فإن الحب ينتظر أحلامًا جديدة وقلوبًا أكثر اتساعًا وعقولًا أكثر تسامحًا حتى يعود مجددًا بنفس قوته وسموه.
 وللحب ألوان وأوجه متعددة ، فمنه الحب العملي الذي يكون منبعه العقل وليس القلب، والحب العام لكافة البشر، والحب الرومانسي، وكل تلك الأنواع تدعم الصحة العامة للإنسان، وترتقي بجودة حياته، فالحب بكافة الأنماط مطلوب كي يستطيع الإنسان أن يعيش حياة صحية، فإذا امتلك قلب الإنسان الحب والمشاعر الإيجابية، ابتعد عن الكره والكراهية في العلاقات الإنسانية التي تربطه بكل من حوله.
وقديما شغل العلماء والشعراء إشكالية مصدر مشاعر الحب ، وهل هي نابعة من القلب أم العقل ، فالقلب ما هو إلا عضلة في حجم قبضة اليد مليئة بالدم وليس لديه أي وقت للحب ، فهو يتأثر فقط بانفعالات صاحبه ولا يفهم منها أي شيء سوى أن تضخ مزيدًا أو قليلًا من الدم، أما العقل فهو يتخذ من جمجمة الرأس قصرًا منيفًا هو سلطانه، ولا يزاحمه فيه أي عضو على الإطلاق، وحوله جواريه يخدمونه بإخلاص شديد وينفذون أوامره التي يصدرها لجميع أجزاء الجسم بما فيها القلب نفسه ليتحكم في دقاته.
 وهناك غرفة العمليات الكبرى المسماة بغدة "الهايبوثلاماس والغدة النخامية والصنوبرية "، التي تتحكم في الإنسان من خلال مواد تفرزها بدقة فائقة في النوم والصحيان والحب والكره والسعادة والفرح والوحدة والانسجام والجوع والعطش والرغبات بأنواعها بما فيها الاشتياق والعشق مكوناً حالة الصراع بين الحلال والحرام التي نعيشها جميعًا.
وهرمون الحب المعروف علميا بـ(هرمون الأوكسيتوسين) هو أحد الهرمونات الرئيسية التي يفرزها المخ من منطقة الهيبوثيلاموس فيضفي الأمن والطمأنينة على الإنسان.
ورغم أن الشعراء يؤكدون مسئولية القلب عن الحب بإيعاز من عقلية المحب، إلا أنه ثبت بالدليل العلمي القاطع أن الحب مسألة عقلية بحتة، وعملية تبدأ بإفراز هرمون الدوبامين عند الوقوع في الحب فيعطي الحبيب الإحساس باللهفة والرغبة في تكرار رؤية المحبوب فيصير حبه إدمانًا.