رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فوه مدينة السحر الإسلامية محاطة بالإهمال وفي طي النسيان

بوابة الوفد الإلكترونية

ياسر الكردي: فوه متحف أثري مفتوح.. وتحتاح للاهتمام من جانب المسئولين

هالة أبو السعد: لابد من استغلال آثار فوه.. واعتبارها مدينة ذات طابع خاص

ضياء زهران: نقص الخدمات بفوه السبب وراء عدم وضعها على خريطة السياحة الدينية

 

مدينة ساحرة، جمعت بين مختلف الحضارات فمرت بالعصور الفرعونية ثم انتقلت للعصور الإسلامية والتي حظيت بها باهتمام كبير فأصبحت بمثابة متحف مفتوح للآثار الإسلامية، هي مدينة "فوه" التي تقع بمحافظة كفر الشيخ، والتي تحتوي على ٣٦٥ مسجدًا، مما جعلها تُلقب بـ"مدينة المساجد"، سُميت بالعديد من الأسماء والتي منها "متليس" التي اشتهرت به في العصور الفرعونية وبالتحديد في عصر الملك ابسامتيك.

 

وهناك أقاويل كثيرة حول سبب تسميتها بهذا الأسم ولكن المُرجح والذي يؤكده أهل المدينة ومنطقة الآثار هناك إنها سُميت بهذا الاسم نسبة للعروق التي تُصبغ بها الثياب الحمر والذي يُطلق عليه "نبات الفوه عود"، وتتميز المدينة بوجود "18"مسجدًا أثريًا إسلاميًا إلى جانب الآثار الإسلامية الجنائزية والمدنية، فكانت فوه في القرن الخامس عشر أعظم مدينة بعد القاهرة.

 

إلى ما سبق ذكره، فإن الكورنيش الخاص بها يُعتبر الثاني بعد كورنيش القاهرة، وكانت المدينة قلعة الصناعة في عهد محمد علي، الذي قام ببناء مصنع للكتان، ومصنع أخر الطرابيش كأول مصنع لهذه الصناعة في مصر.

وقد ذكُرت فوه في كتاب "وصف مصر" ترجمة زهير الشآيب، من خلال صورة للمدينة في العصور القديمة، علاوة على قيام الإدريسي، مؤسس علم الجغرافيا، بوصفها في العصر الفاطمي ب"المدينة الحسنة".

وبعد جولة لمحرر "بوابة الوفد"، بالمدينة وجد أن الحالة بها ليست على ما يرام، فعلى الرغم من الروح الإسلامية التي تلمسها بمجرد دخولك للمدينة إلا أنها تعاني من الإهمال وعدم الاهتمام بالآثار الموجودة هناك، إلى جانب وجود حرف يدوية جار عليها الزمن ولكنها مازالت موجودة هناك يعاني أصحابها من مشاكل عديدة.

 ولم يتوقف الإهمال في المدينة على البنية التحتية والاهتمام بالآثار فحسب، بل انتقل لوسائل الإعلام التي تجاهلتها فلم تسلط الضوء عليها إلا في أضيق الحدود فأصبحت "فوه" كنزًا مصريًا مجهولًا لدى عدد كبير من المصريين.

وفي هذا الصدد، قال عصمت أحمد، أحد سكان المدينة، إن هناك تقصير وإهمال بالمدينة من بنية تحتية وخدمات، علاوة على عدم تسليط الضوء على المدينة بالرغم من كم الآثار الموجودة بها، مشيرًا إلى استيائه الشديد من تجاهل الإعلام للمدينة.

ورأى كريم حسني، أن الأماكن الأثرية الموجودة بالمدينة تعاني من حالة سيئة وتحتاج لترميم عاجل نظرًا لأهميتها التاريخية، قائلًا:"فوه مرت بمراحل كثيرة على مر التاريخ ويجب على الجهات المسئولة أن تولي اهتمام كبيربها أكثر من ذلك".

وبالنسبة للحرف اليدوية الموجودة بالمدينة، طالب الحاج شعبان، أحد صانعي الكليم بالمدينة، من الدولة أن تنظر إليهم بعين الرأفة والرحمة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المشكلات التي تواجههم والتي من أهمها نقص العائد المادي من هذه الوظيفة.

وأشار، إلى أن مدينة فوه هي الوحيدة التي تنفرد بالصناعة اليدوية لكلًا من: السجاد اليدوي والكليم والجوبلان، مؤكدًا أن العامل بهذه الحرفة يعمل ما يقرب من 12 ساعة والأجر الذي يتقاضاه لا يكفي لحياته اليومية.

وتابع:"العامل في هذه الحرفة طول عمره غلبان لا يشعر بأنه ينال حقه إلا في المناسبات، مطالبًا من المسئولين أن ينظرون إلى هذه الحرف من أجل تحقيق الأستفادة الكاملة منها.

ومن جانبه، أكد ياسر الكردي، مدير منطقة آثار فوه، أن المدينة بها العديد من الآثار الإسلامية بمختلف أنواعها، مما جعلها بمثابة المتحف المفتوح، حيث الأثر يقابل مثيله، وجميعهم على الطراز الإسلامي الفريد، مشيرًا إلى أن هذه الآثار الإسلامية ترجع للعصور العثمانية والمملوكية.

وأشار "الكردي"، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، إلى أن هناك تقصير بالمدينة يتمثل في عدم وجود فندق أو مكان إقامة لاستقبال السائحين الوافدين إلى المدينة، مؤكدًا أن فوه تستحق أن توضع على خريطة السياحة الدينية نظرًا لتاريخها العظيم الذي شهد على مختلف العصور بداية من العصور الفرعونية والتي كان يُطلق عليها اسم "متليس"، حينئذاك مرورًا بالعصور العثمانية والمملوكية وعصر النهضة الحديثة في عهد محمد علي والذي أعطى لها اهتمامًا كبيرًا وجعلها قلعة للصناعة في عهده.

وأضاف مدير منطقة آثار فوه، أن محمد علي

قام ببناء مصنع للطرابيش كأول مصنع في مصر بالمدينة، ومصنع أخر للكتان، منوهًا على أن الكتب التاريخية صنفت فوه بكونها أعظم مدينة بعد القاهرة في القرن الخامس عشر الميلادي.

وبخصوص عدم معرفة عدد كبير من المصريين بالمدينة، أوضح، أن الإعلام كان في السنوات الماضية لا يسلط الضوء على المدينة لكنه في الأونة الأخيرة بدأت بعد الجهات الإعلامية في التواصل مع منطقة الآثار من أجل عرض المدينة، علاوة على قيام مجموعة من طلاب كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة عين شمس بعمل مشروع كامل عن المدينة في محاولة منهم لتعريف أبناء العاصمة ب"كنوز متليس"، كما اسموها، مؤكدًا على ترحيب منطقة الآثار وأهل المدينة بكافة الزائرين سواء من داخل أو من خارج مصر.

وطالب، المسئولين بالاهتمام بالمدينة، قائلًا:"نحن أبناء وأهل مدينة فوه نتمنى أن تنال بلدتنا ما تستحق من شهرة واهتمام وذلك لأنها مدينة جميلة وتستحق الكثير.

وبدورها، قالت الدكتورة هالة أبو السعد، عضو مجلس النواب عن دائرة فوه، إن المدينة بها تقصير شديد من بنية تحتية واهتمام بالآثار، علاوة على عدم وجود تسليط للضوء على المدينة من جانب وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن المدينة بها كنوز كثيرة والتي من ضمنها صناعة الكليم والجوبلان، حيث تنفرد فوه بهذه الصناعات اليدوية حتى الآن.

ونوهت، "أبو السعد"، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، على أن هناك أكبر كليمة في العالم موجودة في إحدى المتاحف الألمانية مكتوب عليها إنها صُنعت في مدينة فوه في محافظة كفر الشيخ بمصر، موضحة أن هذه الصناعة تواجه مشكلات كبيرة تحتاج لمساندة من جانب الجهات المعنية حتى لا تنقرض.

وتابعت عضو مجلس النواب عن دائرة فوه، أنها قد تقدمت بطلب لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، لاعتماد أن فوه مدينة ذات طابع خاص مثلها كمثل رشيد، قائلة:"مدينة فوه بها كمية آثار إسلامية كبيرة جدًا ولكنها غير مستغلة على الإطلاق.

وقال الدكتور ضياء زهران، نائب رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إن المسئول عن تحديد أن الجامع أو المكان الأثري ذلك يحتاج ترميم أم لا هو التقرير الهندسي الذي يُعده مهندس المشروعات المتواجد بكل منطقة آثار، مشيرًا إلى إنه يتم تقسيم المباني الأثرية لدرجات خطورة على حسب حالتها.

وأوضح "زهران"، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن مدينة فوه محافظة كفر الشيخ كان لها خطة ترميم انتهت منذ عامين بترميم مسجدي البرلسي وأبو موسى، مؤكدًا أن التصدع الذي تظهر عليه بعد المعالم الأثرية هناك يرجع لعدم وجود صيانة بعد عملية الترميم.

وأكد نائب رئيس قطاع الآثار الإسلامية، على ضرورة تعاون جهات مختلفة لتقديم الدعم الكامل لمدينة فوه حتى تنل ما تستحق، مشيرًا إلى أن نقص الخدمات هناك هو السبب الرئيسي في عدم وضعها على خريطة السياحة الدينية.