رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور.. قصة دير القديس أنطونيوس الكبير أقدم أديرة العالم

دير القديس أنطونيوس
دير القديس أنطونيوس الكبير بالبحر الاحمر.

من قلب الصعيد المصري خرج القديس الأنبا أنطونيوس الكبير ، زاهدًا تاركًا خلفة متاع الدنيا وأنار الله قلبه بحب الصلاة والنسك والعبادات، فاستقر فى الجبل ليحفر لذاته منبرًا يستطيع أن ينظر خلاله إلى السماء ورفع أجنحة وجدانه إلى العنان واعتزال الناس.

 

واجتمع خلفه الملايين ليتبع حركة الرهبنة التي اهتدى إليها القديس أنطوينوس الذي عرف بـ"أب الرهبان" وعلى الرغم من وجود من البدو والماكثين الجبال من تعبدوا إلى انه سلك طريقًا منفردًا في هذا السياق وانجرف خلفة العالم ليربط الرهبنة والفكر النسكي بهذا القديس وليصد إسم مصر المعروفة لدى مسيحي العالم بـ"أم الرهبنة" نسبةً لهذا القديس.

 

 وُلد القديس أنطونيوس بإحدى قرى بنى سويف عام 251م نزغ قلبة إلى الحياة الايمانية عام 269م، وسار على نهج هذا القديس الملايين واقيمت الكنائس والاديرة لتتبع قواعدة وحركته الرهبانية الخاصة، وتأسس أقدم دير في العالم يحمل شفاعته واسمه.

 

وبين سلسلة جبال الجلالة القبلي بصحراء العرب في البحر الأحمر وقبل الزعفرانة بحوالي 48 كم، وبين سفح جبل القلزم تحديدًا أَنشأه الأنبا أنطونيوس في نهاية القرن الرابع الميلادي حيث العين التي كان يشرب منها وقرب المغارة التي مكث بها وقد تبع ذلك انتشار نظام الرهبنة في العالم المسيحي كله.

 

إقرا أيضًا:

من صحراء مصر إلى العالم ..القديس أنطونيوس ينير المسيحية بالفكر الرهباني

 

وتبلغ مساحة الدير 18 فدانًا تم الالحاق بما يقرب من 350 أخرين لتضاف إلى أقدم الاديرة بالعالم وأعرقهم على الاطلاق ولعل لهذا الدير خصوصية روحية ما منحه الاسباب التي استقطبت إليها الزائرين ليصعدوا  بين مرتفعات جبلية وطرق ممهدة الملايين طوال العالم لمشاهدة مايحوي من كنائس أيقونات وزخائر قبطية شهدت على مرور أباطرة القديسين في التاريخ القبطي الارثوذكسي، فيتمتع هذا الدير  بكنيسة الصليب والقيامة فهى إحدى الفنون المعمارية الحديثة  المحفورة داخل صخور هذه الجبال ونقشت علاى أبوابها كلمات الكتاب المقدس "المسيح قام بالحقيقة قام"، ويعلوها أيقونة عريقة لأب الرهبان منقوشة بعض الكلمات "إن أردت أن تكون كاملًا فاتبعنى"، وهذه الكلمات هى من قادة تأسيس فكر وحركة لاتزال إلى الان منارة تشيع إلى المسيحية حول العالم مفهوم الرهبنة القبطية.

 

كما تحوي كنائس هذا الدير على أيقونات عظيمة تروي الكثير من التراث القبطي الغني بمرور القديسين ومنها

أيقونة المسيح، والايقونة الشهيرة المذكورة داخل أسفار الكتاب المقدس والتي تضم المرأة ترشم العطر على أقدام يسوع المسيح بالطيب، أيقونة للملكة هيلانة أمام المذبح كنيسة القيامة نسبة لما قامت به في التاريخ لحفظ كنيسة القيامة الكبرى بالقدس، وأيقونة واقعة صلب المسيح بوجود العذارء مريم والقديسة مريم المجدلية و القديس أخت اليعاذر.

إقرا أيضًا:

القديس تادرس المشرقي أنار المسيحية بعد رحيله وقهقهر حكام عصره

 

وشهد الدير على مر العصور تجليس وترسيم كوكبة من بابوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، ولعل لهذا السبب من أضفى إلى مايمتلكه من تراث عريق ومنهم قداسة البابا غبريال السادس البطريرك الـ 91، البابا يوأنس الخامس عشر البطريرك الـ 99، البابا مرقس السادس عشر البطريرك الـ 101، والبابا يوأنس السادس عشر البطريرك رقم 103، والبابا يوأنس السابع عشر البطريرك الـ107، و البابا بطرس الجأولي البطريرك الـ109، والبابا كيرلس الرابع المعروف كنسيًا بـ "أبى صلاح" البطريرك الـ110، والبابا يوساب الثاني البطريرك الـ115، ويرعى الدير الان ينافة الأنبا بسطس أسقف عام.

 

يزخر التراث المصري القبطي بالعديد من الشخصيات والكنوز السياحية العريقة التي تروي كل منها أساطير القديسين والاوائل الاقباط ولعل لهذا السبب ما جعل هناك خصوصية تفرد بها الكنيسة المصرية عن نظيرتها من ذات الطائفة أو المذهب حول العالم، فقد أضفى الطابع المصري الكثير إلى نسك وصلوات و تاريخ الكنائس المسيحية، ولا يزال تصفح الكتب القبطية الرتراثية ينبعث منه الكثير ليؤكد مدى عراقة هذا البلد ومكاتمتلك من تراث عظيم.