عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بالصور.. مكتبة مصر العامة تُحيي الذكرى الثانية لوفاة الكاتب والروائي صبري موسى

الكاتب الراحل صبري
الكاتب الراحل صبري موسى

نظمت مكتبة مصر العامة، ندوة عن الكاتب والروائي الراحل صبري موسى، وذلك لإحياء الذكرى الثانية على وفاته، وجاءت الندوة تحت عنوان " إبداع يتجدد- قراءات وذكريات"، بحضور الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان زوجة الكاتب الراحل صبري موسى، والسفير رضا الطايفي مدير صندوق مكتبات مصر العامة، والدكتور عبد البديع عبد الله أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة بور سعيد، والدكتور شريف الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة بني سويف والكاتب الصحفي ماهر حسن، وأدار الحوار الكاتب مصطفى عبدالله.

 

ومن جانبه، قال الكاتب مصطفى عبدالله، إن هناك العديد من الكُتّاب من تُتوى صفحاتهم فور رحيلهم وكأن وجودهم بالساحة كان بمثابة وطأة بسيطة، ولكن الكاتب الكبير صبري موسى لم يكن من هؤلاء فهو فنان وكاتب حقيقي وتزداد قيمته كما تزداد قيمة المعادن النفيسة.

 

وأضاف عبدالله، أن الله قدر له أن يتعرف على الراحل صبري موسى عن قرب ويتأمله جيدًا ويلمس طبيعته الحنونة، حيث علم الراحل العديد من الكتّاب كيف يتعاملون مع النص الأدبي ويحولونه إلى عمل فني.

 

وأكد أن الهدوء الشديد الذي كان يسيطر على الراحل صبري موسى كان يحوي بداخله شخصية ثائرة، فهو ولد ليكون كاتبًا ويستمع للمواهب الشابة ويساعدهم، مضيفًا أن الكاتب الراحل كتب قصته حكايات صبري موسى متأثرًا بمدرسة مجلة صباح الخير التابعة لمؤسسى روز اليوسف.

 

والتقط طرف الحديث الدكتور عبد البديع عبد الله، أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة بور سعيد، وقال إنه تعرف على الكاتب الراحل صبري موسى في شتاء عام 1968 عندما التحق بدار روز اليوسف في بداية حياته العملية، وبالتحديد في مجلة صباح الخير، التي كانت صورة لجيل جديد يتكون في مصر، فهي بالفعل كانت مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة.

 

وأضاف عبدالله، أن مكتب الراحل صبري موسى كان في واجهة السُلم وكان دائمًا يوجه المصباح الخاص بمكتبه ناحية الحائط، وعيناه دائمًا تنظران للداخل وليس للخارج، ويغلب عليه نوعًا من الصمت الحزين، موضحًا أنه عندما قرأ كتاباته فسر سر ما ظنه حزنًا فهو كان يتأمل ويغوص في رحلته الشهيرة لجنوب مصر قرب الحدود السودانية.

 

وتابع: أن تأمل صبري موسى للصحراء كان لدرجة أنه يتجلى قدرة الله في إبداع هذه الطبيعة، فهذا الرجل كان مُتعبد في هذا المكان الموحش، فالتفاني الشديد بين الإنسان والطبيعة نجد تفسيره عند صبري موسى.

 

وأوضح عبدالله، أن صبري موسى لم يكتب أدب اجتماعيًا ولا أيديولوجيًا ولا تحرريًا، وإنما كان إنسانيًا، فدائمًا همه الأول أن يكتشف ما في هذا الإنسان وما بداخله، ويتجلى ذلك في قصصه ورواياته.

 

وفي السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي ماهر حسن، إنه تعلم حرفة الصحافة من الكاتب الراحل صبري موسى في درسًا واحدًا، حيث أنه كان يكتب الصحافة بالحس الأدب، مؤكدًا أن الصحافة المصرية الآن تفتقر لرؤساء التحرير الأدباء.

 

وأضاف حسن، أن تجربته ومشواره مع الكاتب الكبير صبري موسى هو جامعته الحقيقية التي نهل منها

علمًا كثيرًا قيمًا لازال ينتفع به وسينتفع به طيلة حياته، موضحًا أن صبري موسى كان أكبر همه والقضية التي طالما شغلته هي مسألة الملكية الفكرية.

 

فيما قال الدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي بجامعة بني سويف، إن لم يكن الكاتب الراحل صبري موسى وحده الذي بدأ حياته منخرطًا بالسيناريو، بل هناك أخريين منهم نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وهذا يعني أن هذا الجيل بالتحديد كان منغمسًا في الإبداع البصري وليس الابداع السردي فقط، ولكن صبري موسى كان يمتلك معيار الكتابة التجريبية، وكتب ما يعرف بالخطاب السردي الكاشف الذي يعبر عن المكسوت عنه.

 

وأضاف الجيار، أن صبري موسى جعل المهمشين من الشعب المصري هم بؤرة سرده وكتاباته، فضلًا عن قدرته الفائقة في الكتابة بطريقة الكبسولات بمعنى أنه يحول المشكلات الكبرى إلى بنية سردية مكثفة، حيث كان يتميز بكونه كاتب استشرافي أي لديه رؤية للمستقبل.

 

وأوضح أستاذ النقد الأدبي بجامعة بني سويف، أن الكاتب الراحل كان يكتب بلغة الصحافة ولكن برمزية شفافة لألآم الشعب المصري، مؤكدًا أن كتابات صبري موسى في الأساس كانت كتابة وطن وقومية عربية.

 

واختتمت الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان، زوجة الكاتب والروائي الراحل صبري موسى، الندوة بأن زوجها كان يتمتع بقدر كبير من الإنسانة ورقة القلب فلم تفارقه ابتسامته طيلة حياته وحتى وفاته، على الرغم من مرضه الشديد.

 

وأضافت رضوان، أن الراحل صبري موسى أخذ التفرغ من وزارة الثقافة وعاش بالصحراء لمدة عامين كان رفيقه فيهم أحد الرساميين التابعيم لروز اليوسف، مؤكدة أن زوجها كان السبب الرئيسي الذي دفع الرئيس جمال عبد الناصر لإطلاق محافظتي الوادي الجديد والبحر الأحمر، فضلًا عن كونه سبب أيضًا في عدم تجفيف البحيرات .

 

وأوضح رضوان، ان رواية فساد الأمكنة هي بمثابة خلاصة رحلته في الصحراء، ولم تكن الرحلة نفسها، مناشدة المسئوليين: "اهتموا بكُتّاب مصر، نحن نصدر الإبداع للخارج وليس الخارج من يصدر إبداعه للداخل.