رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حروف تتحدى الظلام.. آلة حادة وراء قصة اختراع طريقة برايل للمكفوفين

اليوم العالمي للغة
اليوم العالمي للغة برايل

يحيى العالم اليوم السبت 4 يناير، للمرة الثانية "اليوم العالمي للغة برايل"، ويهدف الاحتفال بها إلى تشجيع فاقدي البصر أو من يعانون من ضعف حاد به على القراءة والكتابة وتوطيد تواجدهم الفعلى فى مجتمعاتهم، بالإضافة إلى العمل على إيجاد حلول فعلية للتغلب على مشاكلهم.

 

اقرأ أيضًا: السديس: فئة ذوي الإعاقة غالية على قلوبنا

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من 1.3 مليار شخص على مستوى العالم يعيشون على شكل من أشكال إعاقة الرؤية أو قرب النظر، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في الرؤية هم أكثر عرضة من أولئك الذين لا يعانون من ارتفاع معدلات الفقر والحرمان.

ويمتد تأثير فقدان البصر إلى أبعد من انتشار العمى وضعف الرؤية، وتتوقع التقديرات أن يرتفع عدد فاقدي البصر هذا العام 2020 إلى 75 مليونًا.

 

وتم اختيار يوم 4 يناير من كل عام للإحتفال بلغة برايل، لأن هذا التاريخ يوافق يوم ميلاد لويس برايل عام 1809، مخترع "الكتابة بطريقة برايل" التي سميت على اسمه.

 

ومما لا شك فيه أن لغة برايل أحدثت ثورة كبيرة في حياة فاقدي وضعاف البصر باختراعه نظامًا للقراءة والكتابة يعتمد على فكرة الست نقاط البارزة، فهى تعد طريقة ووسيلة اتصال فعالة للأشخاص المكفوفين، فهى تعتمد على نظام الحروف البارزة وتمكينهم من القراءة والكتابة عن طريق اللمس.

 

قصة بداية الاختراع:

في 4 يناير 1809م، وفي مدينة كوبفراي شرق العاصمة الفرنسية باريس، فَقَد طفل في الثالثة من عمره إحدى عينيه بعد إصابتها بآلة حادة، وبعد عامين فَقَد عينه الأخرى بسبب مرض الرمد، هاتين الحادثتين المؤثرتين كانتا بداية إضاءة الطريق نحو اختراع عظيم للبشرية لمساعدة الكفيفين على الرؤية ومواصلة الركض في ميدان الحياة.

 

 وتَمَكن الصبي من التأقلم مع وضعه، وبدأ يتعلم السير على طرقات مدينته الصغيرة بفضل العصا التي صممها له والده، هذا الصبي هو المخترع الفرنسي "لويس برايل"، الذي درس في إحدى المدارس الفرنسية، وكان متفوقًا في دراسته، ولم يوقفه فقدان بصره عن إظهار مواهبه العلمية.

 

شاهد.. في ذكرى ميلاده.. ما لا تعرفه عن لويس برايل "واهب النور للمكفوفين"

 

وبسبب تفوقه حصل وهو في العاشرة من عمره على منحة في باريس في أحد معاهد المكفوفين المخصصة للمتفوقين، فواصَلَ تفوقه العلمي، ليس هذا فقط بل كان ذكياً وموهوباً، فقد قام بتطوير بعض الطرق البسيطة لتعليم الطلاب المكفوفين القراءة في المعهد، ليستوحي منها فكرة طريقة "كتابة برايل".

 

اعتمد "لويس" على بعض الطرق والأساليب التي كان يستعملها الجيش الفرنسي في المراسلة كنوع من الشفرات غير المفهومة،

ولم يكتفي بذلك فقط بل قام  بتعديل هذه الطرق ليصل في النهاية لطريقة "كتابة برايل" الشهيرة، مختصراً حروفها الـ12 إلى 6 حروف فقط.

 

نشرت طريقة برايل عام 1839، ولم تستخدم رسميًا إلا بعد وفاة صاحبها الفرنسي لويس برايل بـ14 عاماً في فرنسا، واستخدمتها بريطانيا بعد مرور 30 عاماً على ابتكارها، ثم استخدمتها الولايات المتحدة بعد مرور 21 عاماً على اختراعها.

 

اسس كتابة برايل:

وتقوم "كتابة برايل" على ست نقاط أساسية، ثلاثة على اليمين وثلاثة على اليسار، ومن هذه النقاط الست تتشكل جميع الأحرف والاختصارات والرموز، ومع دخول الكمبيوتر إلى عالمنا دخل نظام الثماني نقاط في نظام الكمبيوتر ليعطي مجالاً لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الإشارات والرموز، ولكن هذا النظام ظل مستخدمًا فقط في الكمبيوتر، ولم يوسع ليستعمل في غيره، وقد استفاد المختصون بطريقة "برايل" باللغة العربية من بحوث الدول العربية المتقدمة في هذا المجال من حيث جعل الكتابة البارزة سهلة.

 

حقيقة وتحذيرات:  

على الرغم من أن عالم الوسائط المعلوماتية اليوم أصبح يوفر للمكفوفين الكثير من الإمكانيات الجديدة، إلا أنه ليس هناك في الواقع بديل عن هذه الكتابة، فلغة برايل وإجادتها هي الطريق الوحيدة لاستخدام التقنية الداعمة في هذا المجال، هذا ما أكده البروفيسور توماس كاليش، رئيس المكتبة المركزية الألمانية للمكفوفين في مدينة لايبتسيج.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 161/73 في نوفمبر 2018، بإعلان يوم 4 يناير يوماً عالمياً للغة، اعترافاً بأن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق الوصول إلى اللغة المكتوبة، شرط أساسي حاسم للإعمال الكاملة لحقوق الإنسان للمكفوفين وذوي الرؤية الجزئية.

اقرأ أيضًا:

"القومي للإعاقة" يحتفل بميلاد لويس برايل مخترع الكتابة لفاقدي البصر