رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القديسة كاترين.. أيقونة الإيمان القبطي وكنز الكنيسة المصرية

أيقونة القديسة كاترين
أيقونة القديسة كاترين القبطية

ويصادف اليوم الاثنين 9 ديسمبر الموافق 30 هاتور بالأشهر القبطية، ذكرى إستشهاد هذه القديسة التي تعد واحده من أبرز وأشهر قديسات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والتي تحتفل بها في مثل هذا اليوم سنويًا.

 

"انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ"، هكذا أوصى الكتاب المقدس بمزمور  (عب13:7) على ذكر وإعادة تعريف الأجيال المتعاقبة عن القديسين، وتحرص الكنيسة القبطية الارثوذكسية يومًيا عن طريق كتاب السنكسار القبطي الخاص لقراءات وتذكيرهم، وتقيم القداسات الإلهية والنهضات الروحية وترديد أثنائها أبرز محطات و صلوات هؤلاء، وفي هذه المناسبة تقيم الكنائس نهضة روحية لتمجيد وصلولات هذا القديس بالإضافة إل إحياء رحيله وفاءً لما قدمته روحه إلى الكنيسة ليُهم أبنائها من الاجيال المختلفة من خلال سيرته ليتمثلوا بها كما أوصت آيات الإنجيل.

 

وًلدت فى أواخر القرن الثالث الميلادى فتاة تُدعى "ذروثيا " المعروفة بالقديسة كاترين بمدينة الاسكندرية، وكانت تعيش في منزل مصري مع أبوين وثنين من سلالة الملوك يتمتعان بثروة وشهرة واسعة بين أقطار المحافظة، وعندما بلغت عمر الـ15 استفاقت هذه الطفله على رحيل والدها " كمونستاس " حاكم الإسكندرية آنذاك.

 

وغلبت مشاعر الحزن و الأمسى على حياة هذه الطفله التي عاشت بين ربوع أمها " سابينلا " التي تولت رعايتها وتعليمها، فحرصت على تلقيهخا العلوم الفلسفية ودرست كاترين مؤلفات كبار الفلاسفة والشعراء، وعلم البلاغة والمنطق، وأيضاَ علوم الطب كما أجادت الكثير من اللغات.

 

اشتهرت هذه القديسة في سنها الصغير نسبةً إلى مسقط رأسها مدينة الإسكندرية المعروفة تاريخيًا بعلمها و حجفظها لتراث العديد من الحضارات والثقافات المتنوعة، فقد كانت هذه المدينة قبله العلماء و تحرص على تلقي و إرسالهم لمختلف المدن الثقافية الكبرى حول العالم، وجدير بالإشاره أن هذه المدينة كانت خلال عهد الرسل هى المدينة الانية فى الأمبراطورية الومانية بعد روما.

 

ولعل لشهرة و معربفة هذه القديسة الفضل في تلك المدينة التي أعدت قديمًا عاصمة العالم الثقافية والتى أطلق عليها ألقاباَ كثيرة مثل : المدينة المحبة للمسيح، مدينة العلماء والفلاسفة، مدينة المدن، وملكة الشرق، ومدينة الذهب، والجميلة جداَ، واسعيدة ، والمقدسة، وعروس البحر الأبيض المتوسط، والمدينة، وكان تحوي جاء  الأغنياء والنبلاء.

 

عُرفت كاترين بفضائلها ما جعل العددي من أثرياء قومها يتقدمون لخطبتها إلا أنها استمرت في الرفض، وروت الكتب القبطية التراثية أنها ذات ليلة قامت الأم سابينلا بإصطحاب  كاترين إلى ناسك مسيحيا لاستشارته فيما يخص زواجها، وكانت قد أمنت الأم بالمسيحية سرًا بسبب اًضطهادات التى كنت تمارس ضد المسيحيين حينها.

 

 وذكرت المدونات المسيحية أنها كانت قد تراءت القديسة البتول مريم بعد ذلك لكاترين فى رؤيا، أفاقت كاترين وكانت لهذه الارؤيا واقع الذي زرع الإيمان في نفس تلك القديسة، وقررت أن تخضع لطقس العماد "بإسم كاترين" أى دخولها المسيحية متيمنًا بتعميد السيد المسيح على يد القديس يوحنا المعمدان في نهر الأردن، الذي أصبح منذ ذلك الحين أحد أسرار الكنيسة القبطية.

 

يعود إسم كاترين إلى اللغة السريانية

 ويعني "ذات التيجان الكثيرة "، كما يحمل الإسم نفسه عدة معاني بمختلف اللغات فمثلًا باللغة اليونانية يعني الإسم " النقية "، كان ليوم عمادها وقع إيماني مختلف فقد رأت كاترين المسيح يسوع إبن مريم،مايبشرها بأستنارتها بعد نوالها المعمودية.

 

تمتعت هذه القديسة بالعديد من الصفات التي أهلتها لتكون أيقونه قبطية فقد كانت ذات مشوره مرجوه يحرص الكثير أن يتلقى منها التعاليم والكلمات التي تعكس مفاهيم المسيح وفي إحدى الليالي علم  الإمبراطور بأمر هذه القديسة وغضب كثيرين لما تحرص على نشره من حقايق الإيمان المسيحي، فأمر بإجتماع خمسين من أكابر الفلاسفة من أنحاء الأمبراطورية ليناظروا القديسة كاترين فى اجتماع حضرته الأمبراطورة " فاوستينا " زوجة الأمبراطور مكيسمانيوس، وعقب لقائها بهم فى حوار هادىء،  أفادوا الفلاسفة بصواب كلماتها وأقروا حقيقة الإيمان وأنهم لن يعبدوا الأوثان مرة أخرى.

 

كان لهذا الإجتماع اليد العظمى في نشر الإيمان المسيحي بين أبناء الإمبراطورين ماأغضبه وانقلب عليهم وتحولوا فى عينيه إلى أعداء، بعد أن كانوا أقرب الناس إليه، رافضًا فى كبرياء أن يحاورهم فى إيمانهم الجديد بالمسيح وأجمع جنوده لسجنهم وحرقهم.

 

وأما عن هذه القديسة التي أفقت الإيمان و زرعت محبة المسيح في قلوبهم جميًعا عاند هذا الإمبراطور باغض المسيح  وأمر أن تجلد بالسياط ووضعها فى السجن وتعذيبها ثم أمر بعد ذلك بأن تعذب كاترين بواسطة عجلات غرزت بدوائرها الخارجية مسامير تنهش فى لحم جسمها عندما تدار ذات اليمين واليسار، كانت لآلام القديسة كاترين صوت إستطاع أن يصل إلى قلوب كل من شاهد غذابتها، ولم تصب كاترين بأي آذى ما جعل الإمبراطور في حيره فأمر بقطع رأسها بحد السيف لتنال هذه القديسة إكليل الشهادة  عن عمر يناهز 19 عامًا وتلحق بالمسيح في السماء الذي جاء ليخلص الأمه المسيحية وتحمل عذبات قومه من أجل أبناء عقيدته،وتحرص الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مثل على إقامة الصلوات لتذكير الشعب المسيحي بقديسين التراث القبطي.