في اليوم العالمي.. سياسيون يوضحون كيفية مكافحة الفساد
يحيي العالم في التاسع من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لمكافحة الفساد، إذ يعد من أخطر القضايا التي تواجه أي دولة ولا يقل عن الإرهاب، فهو بمثابة أداة قد تقوض حركة التنمية الاقتصادية والسياسية ويخلق حالة من عدم الاستقرار لكافة مؤسسات الدولة، لذلك كان لابد من زيادة الوعي بخطورة الفساد من أجل مكافحته.
وقد اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة في 31 أكتوبر عام 2003م اتفاقية مكافحة الفساد ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2005م، حيث تعد هذه الاتفاقية متعددة الأطراف تتفاوض بشأنها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتضم 71 مادة مقسمة إلى 8 فصول على أن تقوم الدول الأطراف بتنفيذ عدة تدابير لمكافحة الفساد والتي قد تؤثر على القوانين والمؤسسات والممارسات.
وتهدف هذه الإجراءات إلى منع الفساد وتجريم بعض التصرفات وتعزيز إنفاذ القانون والتعاون القضائي الدولي وتوفير آليات قانونية فعالة لتبادل المعلومات وآليات تنفيذ الاتفاقية لمكافحة الفساد.
ومنذ تولي الرئيس السيسي سدة الحكم في يونيو عام 2014م، دشن نهجًا جديدًا لمكافحة الفساد، حيث يأتي ذلك في إطار سعي الدولة وجهودها الهادفة للقضاء عليه من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد فضًلا عن جهود الرقابة الادارية لمكافحته التي تقوم بها لمكافحته.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، إن هيئة الرقابة الادارية قامت بدور كبير خلال الفترة الماضية لمكافحة الفساد من خلال نشر قيم النزاهة والشفافية وتطبيق نظام الحوكمة والبرامج التخصصية لتدريب قطاعات الدولة سواء من الوزارات أو الهيئات أو الجامعات وكذلك الازهر والكنيسة في إطار استراتيجية الدولة لمكافحة الفساد.
وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن القيادة السياسية تبذل جهودًا مضنية لمكافخة الفساد من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الفساد ، وانضمام مصر لاتفاقية مكافحة الفساد، وتفعيل الادارة الرشيدة ونظام الحوكمة مما يؤكد على أن الدولة المصرية جادة في مواجهة الفساد بكافة أشكاله.
وعن كيفية مواجهة الفساد، أوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، أنه لابد من الارتقاء بمستوى الرقابة الادارية من خلال إصدار تشريعات عدة لمكافحة الفساد، وتعزيز التعاون المحلي وعمل إستراتيجية إعلامية لرفع مستوى الوعي الجماهيري لخطورة الفساد وإتباع آاليات النزاهة والشفافية في قطاعات الدولة، وتطوير الجهاز الاداري بالدولة بما يسهم في انخفاض معدلات الفساد ومواجهته بطريقة مباشرة، مشيرًا إلى أن مصر نقلت تجربتها في مكافحة الفساد لافريقيا من خلال المنتدى الافريقي الاول لمكافحة الفساد الذي عقد في يونيو الماضي.
ورأى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الفساد يعد من أهم القضايا التي تواجه أي مجتمع ولا توجد أي دولة في العالم ليس بها فساد ولكنه
وأشار بدر الدين، أن مصر برئاسة السيسي بذلت جهودًا كبيرة لمكافحة الفساد ولاسيما جهاز الرقابة الادارية وضرباته المتتالية في مجال مكافحته؛ لذلك لابد من تضافر جهود مؤسسات الدولة بأكملها مع المواطنين لمكافحة الفساد، وزيادة الوعي بخطورة الفساد وانعكاسه السييء على الدولة.
وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه يجب أيضًا على مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب والاندية الرياضية ومراكز الشباب وقصور الثقافة أن تقوم بدور لمكافحة الفساد من خلال عمل ندوات ودورات للتعريف بالفساد وخطورته على المجتمع بحيث يكون هناك ثقافة وقيم لدى المواطنيين، مما يسهم إلى حد كبير في مكافحة الفساد وتراجعه، على حد قوله.
ونوهت الدكتورة سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية ومستشار الرئيس الاسبق عدلي منصور لحقوق المرأة، إن الدولة المصرية وهيئة الرقابة الادارية تبذل جهودًا كبيرة لمحاصرة الفساد ولديها إرادة في القضاء عليه، مشيرة إلى أن دخول الدولة عصر الترقيم والتكنولوجيا بشكل جيد سيقضي على كثير مما أصاب الاجهزة والمؤسسات بالفساد.
وتابعت فؤاد، أن كثير من قضايا الفساد تفسد بسبب ثغرات القوانين وإغلاق جميع الثغرات التي سمحت بانتشار الفساد الذي دمر حياة المواطنيين في مصر، مؤكدة أن مصر تواجه فسادًا لايقل عن خطورة الارهاب حيث كان الفساد مؤسسي يعتمدعليه في إدارة الدولة، ولكن الوضع اليوم تغير كثيرًا بسبب جهود القيادة السياسية والاجهزة الرقابية.
وأوضحت الكاتبة الصحفية، أنه لابد من تشريع قوانين صارمة لمواجهة الفساد وسرعة إصدار الاحكام والعمل على جدية العقوبات وعدم الوساطة والرشوة بحيث لا يكون هناك تساهل أو تضليل فيمن يرتكب جرائم الفساد.