عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صلاح محمد.. مبخراتي "حى السيدة" وطريقه واصل "للحسين"

مبخراتي
مبخراتي

خليها على الله واذكر الله..  تلك هي نغمته المعتادة، التي يُرددها باستمرار ولا يحفظ لسانه غيرها، ويجوب بقدميه كل الأزقة والحانات والمقاهي، مُمسكًا في يمينه مبخرة قديمة متهالكة، لا ترقى لأن نسميه هكذا، وفي يساره حِفنة من البخور ذو الرائحة الفواحة.

 

هو صلاح محمد محمد، مبخراتى، اتخذ من حي السيدة مكان لأكل عيشه، حتى أصبحت عنوانه في طلب الرزق، على الأقل ولو بشكل مؤقت، فمهنته تبدو كما لو كانت سهلة يسيرة، لكنه يروى لنا صعوبتها ومعانتها فيها.

 

يقول عم صلاح، أن عمله كمبخراتي متجول، يتطلب منه السير لمدة ليست بالقليلة تصل لساعات، بشكل متواصل، لا يقطعها سوى جلسة لا تزيد مدتها عن خمس دقائق، يحتسي خلالها كوبًا من الشاي الدافئ، يعينه على برودة الطقس القارس.

 

ويضيف في حديثه لـ "بوابة الوفد"، أن مهنته تلك ليست لها مكان محدد، فحاليًا هو يعمل بمنطقة السيدة زينب، وربما في وقت لاحق يذهب للعمل في مناطق أخرى بالقاهرة، فيمكن أن تكون قبلته المقبلة حي الحسين على سبيل المثال، أو إلى أي مكان آخر قائلًا: "أهم حاجة نسترزق" .

 

وكلما هدأ دخان مبخرة "عم صلاح"، يُعيد النفخ فيه ثانية لينتعش المكان برائحة بخوره، وليس هذا فحسب ما تعكسه نفخته القوية الشديدة، حيث تعكس أيضًا أنه يستغلها كى يُخرج فيها هموم الزمن ومتاعب الحياة التي أثقلت كاهله.

 

فيحكى لنا عم صلاح أن بداية عمله كمبخراتي، بدأت منذ أكثر من 6 سنوات، بعد أن ترك العمل في لحام فرامل السيارات،

شغلته التي عهدها منذ نعومة أظافره "سيبتها رغم إني كنت بحبها، بس إيدي مبقتش تتحمل الحديد"، متابعًا "اشتغلت مبخراتى علشان ملقتش شغلانة تانية تناسبنى في سني دا".

 

والنسبية هي القانون الذي يحكم مهنة عم صلاح، فلا شيء ثابت بها، سواء مواعيد للبدء فيها أو دخل ثابت بشكل يومي، فيقول "كل يوم وله رزقه ساعات بلم 10 جنيه ، ولما ربنا بيرزقني وأروح بـ 50 جنيه ببقا راضي كدا أوي"، مشيرًا إلى أن لديه أربعة من الأبناء جميعهم صنايعية "يعنى يوم فيه وعرة مفيش".

 

وتصل إجمالي عدد الساعات التى يلف فيها شوارع السيدة بصحبة مبخرته لخمس ساعات فقط، لتقدمه في العمر وعدم استطاعته للعمل أكثر من ذلك، فعمر عم صلاح 62 عامًا، ويحاول أن يجاهد سنه بابتسامة خفيفة لإخفاء تجاعيد وجهه ومتاعب الحياة عليه.

 

ويختم عم صلاح حديثه معنا بأن اتجاهه للعمل كمبخراتي متجول ليس عيب " أنا كبرت ومفيش شغل وماليش معاش هاسرق يعني.. وبعدين الحكومة هتعملي أيه يعني".