رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: مؤتمر الشأن العام ثورة على الجمود

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

مؤتمر الشأن العام الذى دعا إليه أمس الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الاحتفال الذى نظمته وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوى الشريف، هو بداية حقيقية وأكثر من رائعة لتجديد المفاهيم الفكرية لكثير من الأمور التى عفا عليها الزمن ولم تعد صالحة الآن فى زماننا هذا، وفكرة هذا المؤتمر هى البداية الحقيقية والمدخل السليم لتجديد الخطاب الدينى الذى طالب به الرئيس السيسى مراراً وتكراراً، والجديد فى هذه الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى عقب كلمة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنه حدد أن يكون المؤتمر فى الشأن العام وبشراكة وطنية واسعة، وألا يقتصر فقط على علماء الدين وحدهم، وإنما يضم كل القطاعات الدعوية والإفتائية والسياسية والاجتماعية والإعلامية والأمنية، والحقيقة أن الدكتور مختار جمعة كان له باع وطنى كبير خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بضرورة تغيير الكثير من المفاهيم الجامدة والبالية، ولديه حرص شديد جداً على حتمية مواصلة مسيرة التجديد فى الفكر الدينى، وهو يذكرنى بالإمام محمد عبده والشيخ رشيد رضا والشيخ على يوسف وغيرهم الذين أعلنوا ثورة على الفكر الجامد خلال عصرهم.

نحن الآن فى شديد الحاجة إلى إعمال العقل والفكر ونسف المنظومة الجامدة الحالية التى لم تعد تتناسب إطلاقاً مع العصر الحالى الذى يأخذ بأساليب العلم والتكنولوجيا فى كافة المجالات، وهذا ليس معناه أبداً التدخل فى الثوابت الدينية الراسخة وإنما هو ثورة على الأفكار الجامدة والمتطرفة، أو ثورة على الذين يتاجرون باسم الدين ويقومون بتفسيرات خاطئة ما أنزل الله بها من سلطان، خاصة التفسيرات الخاطئة والمنحرفة لصحيح الدين التى تقوم بها  جماعات الإرهاب والتطرف، أو كما يقول مختار جمعة هى ثورة تعود بالخطاب الدينى إلى مساره الصحيح دون إفراط أو تفريط بحيث تكون المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد هى الحاكمة لمسارات الاجتهاد  والتجديد، والحقيقة أن وزير الأوقاف المهتم بهذه القضية، كان له باع طويل فى فلسفة الانتقال من فقه الجماعة النفعى إلى فقه بناء الدول، ومن فقه دولة الأغلبية

القديمة إلى دولة المواطنة المتكافئة الحديثة، وهو بذلك كما أعلن يتجاوز مصطلح الأقلية والأكثرية إلى مصطلح الدولة الوطنية ومن الثقافة المغلقة إلى آفاق الثقافة الرحبة لبناء الشخصية الواسعة الأفق القادرة على فهم التحديات ووضع الحلول المنطقية لمعالجتها.

مؤتمر الشأن العام الذى دعا إليه الرئيس بمشاركة وطنية واسعة، هو فعلاً بمثابة ثورة حقيقية على كل الأفكار الجامدة التى انحرفت بالدين عن مساره الصحيح، فلا يمكن مثلاً أن تتحدث عن مسائل عقيمة جامدة، وهناك ثورة تكنولوجية واسعة، وبالتالى البون شاسع جداً بين ما يجرى على الأرض وهذه الأفكار الجامدة المتحجرة، التى تخلق فى النهاية خوارج على الدين الصحيح الذى يدعو إلى بناء الأوطان والتسامح بين الناس جميعاً.

ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن نجد آراء وفتاوى خارجة على صحيح الدين تصطدم بالواقع والقوانين والمعاهدات الدولية وخلافها ولذلك كان الحرص الشديد على أن يكون مؤتمر الشأن العام بشراكة وطنية تضم كل الأطياف لتغيير هذه المفاهيم الجامدة التى لم تعد مناسبة لزمننا وواقعنا الحالى.

هى فعلاً ثورة حقيقية فى المقام الأول من أجل نصرة الدين ونصرة الشعب والوطن، وأعتقد أن هذا المؤتمر سيخرج بنتائج وتوصيات أقل ما فيها هو نسف الجمود والتحجر فى كل المفاهيم المغلوطة التى لا تساعد فى مشروع الدولة الوطنى الداعى إلى البناء.

[email protected]