عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأزمات اليومية تحاصر آمال البسطاء فى مصر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عمال بناء منتشرون وسط ميدان صغير يعملون على تشييد أركان وأعمدة مبنى جديد بدأت ملامحه تتشكل وتحجب النور عن الميدان المطل على طريق مصر أسيوط الزراعي بالقرب من محافظة المنيا (250 كم جنوب العاصمة القاهرة)، لكن البناء الذي راحت طوابقه تعلو واحدا تلو الآخر وشيد على أنقاض مقهى قيادي سابق في حزب الرئيس السابق حسني مبارك، تجاهل ربما مشكلات لا تزال متراكمة أسفله قد تعرقل بناءه المنتظر.

وبدا الطريق مزدحما بجواره بينما تزاحم سائقو السيارات في انتظار انفراج أزمة الوقود المستمرة والتي لا تنتهي في هذه المناطق البعيدة عن مناطق الزخم السياسي والإعلامي بالقرب من مقر الحكم بالقاهرة.
وبينما اختفت علامات محطات الانتظار من كثرة ازدحام المواطنين، استغل سائقو المواصلات الخاصة أزمة الوقود لرفع أسعار تعريفة الركوب، مما أصاب المواطنين بضجر أعقبه قبول لأمر واقع، خاصة أن محافظات الصعيد لا توجد بها مواصلات عامة، وتكتفي الدولة هناك برقابة جزئية على المواصلات الخاصة، والتي تحتكر نقل المواطنين بين مراكزه وقراه المختلفة، لكن أزمة الوقود لم تعد ربما «أزمة» بعد أن اعتاد المواطنون عليها، بل إنهم اعتادوا على منظر السيارات اليومي وهي متراكمة أمام محطات تزود الوقود بمختلف مناطق محافظة المنيا، التي عين لها محافظ جديد قبل ثلاثة أيام.
وبينما اجتمع مرسي بمحافظيه الجدد قبل أيام، قال محمد أحمد (26 عاما) يعمل مدرسا بنظام الحصص، إن هذه المشكلات باتت عادية وكانت تحدث من قبل خاصة أزمتي الوقود والغاز. وتابع أحمد، الذي انتخب الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الماضية "يجب أن نصبر على الحكومة الجديدة فلن تستطيع حل كل المشكلات في يوم واحد".
وبينما لا يوجد رد فعل حكومي على تذبذب الأسعار، دخلت منظمات أهلية ودينية في المحافظة، التي يتقارب عدد سكانها من المسلمين والمسيحيين، على خط أزمة اسطوانات الغاز، وباشر عدد منها توزيعها على المواطنين بأسعار منخفضة مقارنة بأسعارها في السوق، لكن الأزمة استمرت دون حلول حقيقية، مما جعلها "أزمة مستقرة" في أغلب محافظات صعيد مصر، والتي لم تصل لأغلب مراكزها وقراها مشاريع توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، وهو المشروع الذي بدأته الحكومات المصرية بقوة في العاصمة وعدد من محافظات شمال الجمهورية.
ويقول محمد حسن مرسي (66 عاما)، مدير إحدى الجمعيات الأهلية التي توزع اسطوانات الغاز على المواطنين «حاولنا المساعدة في حل المشكلة، وكنا نجمع أسطوانات من المواطنين ونقوم بملئها من المستودعات وإعادة توزيعها مرة أخرى بعيدا عن غلاء التجار، لكن المستودعات

تغلق عددا من الأيام ولا نعرف السبب، وأحيانا يتجمهر المواطنين أمامها فيرفضون توزيع الاسطوانات، مما جعل المشكلة دائمة ولا حل لها لدينا خاصة مع ما نواجهه من نقص التمويل والإمكانيات".
وبينما استمع عدد من رواد أحد المقاهي بميدان بالاس وسط محافظة المنيا إلى أخبار عن زيارة وفد أميركي للقاهرة وأنباء عن رفع الحكومة للدعم عن بعض السلع، تقول سمر كمال (45 عاما) إن "الأسماء تغيرت، وتوقعنا خيرا، لكن الأمور سارت كما هي". وتابعت "نستطيع التغلب على غلاء تعريفة الركوب، لكن غلاء أسعار السلع الغذائية الأساسية يصيب منازلنا بالشلل".
وأضافت كمال، وهي ربة منزل وتبدو ملابسها ريفية بسيطة "الخضراوات الأساسية ارتفعت أسعارها جميعا في يوم واحد أكثر من ثلاثة جنيهات"، وقالت وهي تشير لخضراوات تحملها في يدها "اضطررت لشراء نصف الكمية التي كنت أريد شراءها لأن أغلب السلع زادت عن سعرها مرة واحدة ولا أعرف السبب.. كل شيء ارتفع سعره، ونحن نقترب من بداية الدراسة، ولا أعرف هل ستزيد أسعار الملابس هي الأخرى أم لا".
وبينما بدأت آمال سمر في الخفوت في ما يتعلق بإمكانية أن تصبح هناك حياة أفضل من تلك التي كانت إبان نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير  من العام الماضي، يستمر العمال في تشييد المبنى الجديد الذي بني على أنقاض مقهى كان لأحد أعضاء الحزب الوطني المنحل، والمحبوس حاليا بتهم تأجيج الفتن الطائفية، غير عابئين ربما بأن البناء الجديد يجب ألا يبنى على نفس وأنقاض المبنى القديم، وأن البناء الجديد يحتاج لأسس جديدة قبل أن يعلو شاهقا متجاهلا حوائج من شيدوه.