رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إرث الحضارة المصرية.. معلومات عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالإسكندرية

الكنيةس القبطية الارثوذكسية
الكنيةس القبطية الارثوذكسية -أرشفيفة

" مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ " ، هكذا ورد ذكر جمهورية مصر العربية داخل آيات (إشعياء 19) بالكتاب المقدس ليتلوها العالم حتى يعرف ما شهده المسيح داخل صحراء مصر الشاسعة والتي احتضنت العائلة المقدسة بصحبة القديس يوسف البار.

وذلك خلال  رحلتهم  من العاصمة الفلسطينية القدس هروبًا من بطش هيرودس الملك وعلى مر العصور وبعد عودة المسيح  إلى ديارة بالأراضي المقدسة.

 

نالت مصر ما جعلها منبرًا هامًا تاريخيًا لديانة المسيحية  من شهرة سياحيه دينية، ما جعل منها مركز يتفرد عن غيره من الديانات والطوائف،  مع العصور المسيحية الأولى ظهرت الكنيسة القبطية مع قدوم القديس مارمرقس من ليبيا لإكتشاف العام المسيحي في الشرق وحين وصلت رحلته إلى الإسكندرية مكث بها، حيث كانت تلك المدينة  آنذاك بمثابة مصدر إلهام لكثيرين عبر التاريخ نظرًا لما تمتعت به من إرث ثقافي و حضاري يقصده الغرب لتلقى العلوم المختلفه.

 

وبعد أن قرر القديس مارمرقس في منتصف القرن الأول الميلادي الإستقرار بالاسكندرية عمل على بناء كنيسة كبرى عرفت حاليًا بـ"بطريركية الكرازة المرقسية" وهى كنيسة  شرقية يتبعها الكثير حول العالم تختلف عن نظيرتها الأرثوذكسية الغربية من حيث التقاليد و الطقوس.

 

فالكنيسة الشرقية القبطية ذات مذاق خاص وحضارة ممزوجة بالتاريخ الفرعونى المصري فاللغة القبطية إرث المصرين وما منح مصر مكانة وجعل منها محط أنظار العالم حتى الأن، وبات تأثر الكنيسة القبطية بتلك الحضارة العريقة واضحًا في طرق الإحتفال و إستخدام الطبيعة في المراسم الإحتفالية والألحان واللغة وليس الصلوات فحسب.

 

فعند دخول أسراب الكنيسة القبطية تستطيع أن تقرأ عينك تلك الحضارة المغذية لتراث قبطي غني من خلال جدران منحوته بصور القديسين  وأيقونات قبطية تحمل من تقليد الفراعنة  الذين حرصوا على تدوين حضارتهم من خلال الكتاب و الرسم على الجدران.

 

يتولى  بطريركية الكرازة المرقسية بالكنيسة مايعرف بـ"بابا الإسكندرية"هو لقب يطلق على رؤساء الكنيسة القبطية فقط وكلمة "بابا" هي في الأصل

كلمة قبطية تنطق " بي آبا " وتعني الأب، وورد ذكرها كـ"لقب" يؤخذ به داخل الكنيسة المصرية حين ذكرها لأول مره  القديس إنيانوس البطريرك الثاني لكرسي الإسكندرية الرسولي.

 

ويعود تثبَّت قرار منح بابا الاسكندرية الرعاية لكل أبتاع العقيدة الارثوذكسية إلى عام 325م من خلال إصدار المجمع المسكوني الأول بنيقية قانونًا وخاصةً البند رقم 5 وهو ما ينص على منح رئيس المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أعلى سلطة في الكنيسة الإسكندرية.

وعلى الرغم أن المقر البطريركي تم نقله للقاهرة لا زال يُستعمل لاللقب التابع لمن يتولى كرسي الكرازة  بالاسكندرية ولعل لذلك دلالة على أن المسيحية في مصر بدأت من تلك المدينة.

 

لم تنشر مصر العلوم والفنون حول العالم فحسب فقد ساعدت على إثراء العالم من خلال منحهم الكنيةس القبطية العريقة وماابثق منها عبر التاريخ من تعاليم دينية فقد قامت مصر بمنح العالم الفكر الديري والحياة الرهبانية والرهبان فشهدت منطقة برية شيهيت المعروفة حاليًا بـ"وادي النطرون" مركز انبعاث الرهبان على يد القديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان والرهبنة و ناشر الفكر الديري إلى العالم.

 

ولم ينكر العالم دور مصر في بناء الحضارات من خلال الاستفاده من تاريخ المصري القديم مكتشف المهارات اليدوية كما أن العالم لن يستطيع إنكار فضلها في إثرائه بالتراث القبطي والكنيسة المصرية الارثوذكسية العريقة.