رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة الفريق احمد خالد بمناسبة الإحتفال بالعيد 52 للقوات البحرية وتدمير المدمرة إيلات

الفريق أحمد خالد
الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية

أكد الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، أن ملحمة تدمير المدمرة إيلات في الحادي و العشرون من أكتوبر عام 1967 لم تكن أحد أعظم الإنتصارات فى التاريخ البحرى الحديث وأول معركة صواريخ بحرية فى تاريخ الإنسانية فحسب بل كانت إنتصاراً للأمة المصرية بأكملها ، و إمتداد لملاحم التصدى للمعتدين و الغزاة من الهكسوس و المغول والصليبيين.

 

وأشار الفريق خالد خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي عقد بقاعدة رأس التين البحرية بمناسبة عيد القوات البحرية ، ومرور 52 عاماً على تدمير المدمرة إيلات واستعادة كرامة الجيش المصري بعد هزيمة 1967، إلى أن هذا النصر بمثابة شعاع من النور فى وسط ظلام دامس، أحيت فى قلوب رجال القوات المسلحة و الشعب المصرى العظيم الأمل نحو كسر قيود الإحتلال و الظلم ، و تحرير الأرض ورد الإعتبار.

 

وقال قائد القوات البحرية: لقد كنا نمتلك الصبر و الجلد و العزيمة و رفض فرض أمر واقع على أمتنا الأبية ، ولازلنا على هذا الدرب ، فى ظل حكمة قيادة سياسية واعية أكدت مراراً أنه لن يتم أبداً فرض أمراً واقعاً ضد إرادة هذا الشعب العظيم ،و اليوم زدنا قوة إلى قوة ، و صلابة إلى صلابة ، بعد أن قامت القيادة السياسية  والقيادة العامة للقوات المسلحة ببذل أقصى الجهود لدعم القوات البحرية ، بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية من وحدات بحرية حديثة متطورة ، و نظم تسليح دقيقة و قادرة، وإليكم نص الكلمة :


"نحتفل فى هذا اليوم العظيم من أيام قواتنا البحرية و بكل الفخر و الإعتزاز  بالذكرى الثانية و الخمسين لإنتصار مبين فى وقت حرج دقيق، وهو ليس إنتصارً يخص القوات البحرية وحدها ...  فملحمة الفخر التى تحققت يوم الحادى و العشرون من أكتوبر عام 1967 لم تكن أحد أعظم الإنتصارات فى التاريخ البحرى الحديث وأول معركة صواريخ بحرية فى تاريخ الإنسانية فحسب بل كانت إنتصاراً للأمة المصرية بأكملها ، و إمتداد لملاحم التصدى للمعتدين و الغزاة من الهكسوس و المغول والصليبيين.


جاء هذا النصر بمثابة شعاع من النور فى وسط ظلام دامس  ، أحيت فى قلوب رجال القوات المسلحة و الشعب المصرى العظيم الأمل نحو كسر قيود الإحتلال و الظلم ، و تحرير الأرض ورد الإعتبار .
كانت دعائم النصر فى هذه المعركة التاريخية التى حققها شباب مصر الفتىّ  هى العزيمة و رفض الهزيمة ، و الرغبة فى تغيير الواقع الذى فـُرض على أمتنا ، و لقد كانت هذه بداية بعث روح أكتوبر فى نفوس المصريين الذين أصبحوا جميعهم جنوداً، لقد تحمل هذا الشعب الكريم ظروفاً قاسية ضحى فيها بالرفاهية بل، و أساسيات الحياة من أجل دعم جيشهم لإستعادة الكرامة ، أقولها و قد شرفت بأن عايشت تلك المرحلة ، فلقد كان خلف جيش مصر جدار منيع و صلب من الشعب المصرى العظيم يشد به أزره ويدفعه إلى تحقيق النصر.


وما أشبه الليلة بالبارحة ... ففى جل ما تتعرض له أمتنا من هجمات شرسة غيرمسبوقة ، و تحديات غير نمطية ، لم تجتمع عليها فى تاريخها الممتد لآلاف السنين ، من جميع الإتجاهات و على كافة الجبهات ، شملت إستخدام أحدث أجيال الحروب ،لم تنطفىء جذوة روح أكتوبر التى إشتعلت يوم 21 أكتوبر 1967 ـ فهى لازالت ملتهبة فى صدورنا ، تجرى فى عروقنا.


فإبان معركة إغراق المدمرة إيلات لم نكن نمتلك ما نملكه اليوم من قوة بحرية ضاربة ، لكننا كنا نمتلك الصبر و الجلد و العزيمة و رفض فرض أمر واقع على أمتنا الأبية ، ولازلنا على هذا الدرب، فى ظل حكمة قيادة سياسية واعية أكدت مراراً أنه لن يتم أبداً فرض أمراً واقعاً ضد إرادة هذا الشعب العظيم ،و اليوم زدنا قوة إلى قوة، وصلابة إلى صلابة، بعد أن قامت القيادة السياسية  والقيادة العامة للقوات المسلحة ببذل أقصى الجهود لدعم القوات البحرية، بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية من وحدات بحرية حديثة متطورة ، و نظم تسليح دقيقة و قادرة.

 

إضافة إلى بنية تحتية تتواكب مع أحدث متطلبات التمركز للوحدات البحرية بكل طرازاتها و الإعاشة لجميع عناصر القوات البحرية و القوات المتعاونة وكذا برامج تصنيع وحدات بحرية من مختلف الحمولات، والإستخدامات بأيدى وسواعد وعقول مصرية ، فى ظل ثورة التطوير الشاملة غير المسبوقة التى تشهدها مصرنا الغاليه فى كل مناحي العمل بخطى واسعة ،و طبقا لتخطيط دقيق يراعي عوامل التطوير و الجودة مع زمن قياسي للتنفيذ.


حيث حرصت فيها القيادة السياسية و القيادة العامة للقوات المسلحة على إعادة بناء القوات البحرية ، لتفى بمطالب الدولة المصرية لحماية حدودها و مصالحها و ثروات أجيالها القادمة لسنوات و عقود طويلة، ولتكون القوات البحرية قادرة على مجابهة كافة التحديات التى تواجهها فى مناطق عملها الحالية

و المنتظرة، ضمن منظومة القوات المسلحة المتكاملة ، قوات بحرية مستعدة لتنفيذ كافه المهام التى توكل إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة بكل كفاءة و حرفية و إقتدار، فى ظل تهديدات وتحديات غير مسبوقة، وسعى قوى الشر لمحاولة النيل من تقدم و عزيمة و إصرار هذه الأمة لنيل مكانتها المستحقة بين الأمم ، كدولة كانت أماً للحضارات ومهداً للديانات و منارة للعلم و الفن و الأدب.


ومازال المقاتل المصرى هو حجر الأساس لتلك القوة ، و هو المعدن الأصيل الذى لا تصهره النيران ، و لا ينال شرفه و أمانته شائبة ، نحرص دوماً على إنتقائه و تدريبه ،و صقل مهاراته حتى يصبح مقاتلاً لا يشق له غبار ، من خلفه شعب يدعمه و يقويه، ويقدم لجيشه خيرة شبابه ، فكيف لا يخشى العدو أمة مثل أمتنا ، تجود فيها الأم بفلذة كبدها و تدفعه دفعاًَ نحو النصر أو الشهادة.


و أحب أن أستغل هذا اليوم لأبعث برسالة طمأنة لكم فالقوات البحرية تقوم بدور لا يقل أهمية عن معاركها السابقة ، فبالإضافة لقتالنا الشرس ضد قوى الإرهاب و الظلام ضمن العملية الشاملة فى سيناء الحبيبة، نعمل على مدار الساعة لتحقيق مفهوم الأمن البحرى الشامل في مناطق عمل القوات البحرية فى إطار توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، الأمر الذى يشمل كافة الإتجاهات الإستراتيجية جنباً إلى جنب مع كافة الأفرع الرئيسية و الجيوش و المناطق التعبوية.

 

ويكفى أن نعلم أن مساحات المناطق و الشرائح التى تقوم القوات البحرية بتأمينها تصل لآلاف الأميال البحرية المربعة ، من السلوم غرباً إلى رفح شرقا و حتى مضيق باب المندب جنوبا ، و على طول سواحلنا الممتدة نقوم بمهام تأمين الموانىء و الأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية، ويأتى على رأس تلك المهام تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس ومناطق إنتظار السفن فى إطار جهودمنظومة القوات المسلحة بالكامل ،و قد كان لتلك المهام العديد من الثمار الإيجابية الملموسة ، حيث تم تحقيق تقدماً إيجابى فى مكافحة أعمال الهجرة غير الشرعية بشهادات دولية ، و مكافحة أعمال التهريب بكافة أشكالها ، و توجيه ضربات قاصمة لتجار الموت.


و ختاماً، وبهذه المناسبة أرسل تحية فخر و إعزاز و عرفان لرواد القوات البحرية ،و قادتها المخلصين ، لما بذلوه من جهد و عمل مخلص دؤوب طوال رحلة عطائهم بالقوات البحرية ، كما أحيى أسر و أرواح شهدائنا الأبرار  ، و من واراهم التراب ،و غطتهم الأمواج من أبطالنا ... فى قبور مجهولة للناس و معلومة لرب العالمين.


الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة و دمائهم العطرة ، فى سبيل إعلاء و رفعة هذا الوطن المفدى ، فتركوا لنا أمانة الحفاظ على راياتنا المنصورة المخضبة بدمائهم الزكية مرفوعة خفاقة ، تشهد على تاريخ أمة يشرف و يفخر به كل مصرى أصيل.

 

ونعاهد الله والوطن أن يظل أبطال القوات البحرية أوفياء مخلصين مدافعين عن سواحلنا و مياهنا الطاهرة رافعين علم مصر خفاقاً عالياً بكل فخر و كرامة ،حفظ الله مصر، وحفظ الله جيشها الأبى المجتمع على كلمة الحق وقلب رجل واحد، والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته".