رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قائد القوات البحرية: ملحمة تدمير إيلات كانت انتصاراً للأمة المصرية بأكملها

الفريق أحمد خالد
الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية

أكد الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، أن ملحمة تدمير المدمرة إيلات في الحادي والعشرون من أكتوبر عام 1967 لم تكن أحد أعظم الإنتصارات فى التاريخ البحرى الحديث وأول معركة صواريخ بحرية فى تاريخ الإنسانية فحسب بل كانت إنتصاراً للأمة المصرية بأكملها ، وإمتداد لملاحم التصدى للمعتدين و الغزاة من الهكسوس و المغول والصليبيين.

وأشار الفريق خالد خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي عقد بقاعدة رأس التين البحرية بمناسبة عيد القوات البحرية، ومرور 52 عاماً على تدمير المدمرة إيلات واستعادة كرامة الجيش المصري بعد هزيمة 1967، إلى أن هذا النصر بمثابة شعاع من النور فى وسط ظلام دامس، أحيت فى قلوب رجال القوات المسلحة والشعب المصرى العظيم الأمل نحو كسر قيود الإحتلال و الظلم ، و تحرير الأرض ورد الإعتبار.

وقال قائد القوات البحرية : لقد  كنا نمتلك الصبر و الجلد و العزيمة و رفض فرض أمر واقع على أمتنا الأبية ، ولازلنا على هذا الدرب ، فى ظل حكمة قيادة سياسية واعية أكدت مراراً أنه لن يتم أبداً فرض أمراً واقعاً ضد إرادة هذا الشعب العظيم ،و اليوم زدنا قوة إلى قوة ، و صلابة إلى صلابة ، بعد أن قامت القيادة السياسية  والقيادة العامة للقوات المسلحة ببذل أقصى الجهود لدعم القوات البحرية ، بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية من وحدات بحرية حديثة متطورة ، و نظم تسليح دقيقة و قادرة، وإليكم نص الكلمة :


"نحتفل فى هذا اليوم العظيم من أيام قواتنا البحرية و بكل الفخر و الإعتزاز  بالذكرى الثانية و الخمسين لإنتصار مبين فى وقت حرج دقيق وهو ليس إنتصارً يخص القوات البحرية وحدها ...  فملحمة الفخر التى تحققت يوم الحادى و العشرون من أكتوبر عام 1967 لم تكن أحد أعظم الإنتصارات فى التاريخ البحرى الحديث وأول معركة صواريخ بحرية فى تاريخ الإنسانية فحسب بل كانت إنتصاراً للأمة المصرية بأكملها ، و إمتداد لملاحم التصدى للمعتدين و الغزاة من الهكسوس و المغول والصليبيين .
جاء هذا النصر بمثابة شعاع من النور فى وسط ظلام دامس  ، أحيت فى قلوب رجال  القوات المسلحة و الشعب المصرى العظيم الأمل نحو كسر قيود الإحتلال و الظلم ، و تحرير الأرض ورد الإعتبار .
كانت دعائم النصر فى هذه المعركة التاريخية التى حققها شباب مصر الفتىّ  هى العزيمة و رفض الهزيمة ، و الرغبة فى تغيير الواقع الذى فـُرض على أمتنا ، و لقد كانت هذه بداية بعث روح أكتوبر فى نفوس المصريين الذين أصبحوا جميعهم جنوداً، لقد تحمل هذا الشعب الكريم ظروفاً قاسية ضحى فيها بالرفاهية بل ،و أساسيات الحياة من أجل دعم جيشهم لإستعادة الكرامة ، أقولها و قد شرفت بأن عايشت تلك المرحلة ، فلقد كان خلف جيش مصر جدار منيع و صلب من الشعب  المصرى العظيم يشد به أزره ويدفعه إلى تحقيق النصر .
وما أشبه الليلة بالبارحة ... ففى جل ما تتعرض له أمتنا من هجمات شرسة غيرمسبوقة ، و تحديات غير نمطية ، لم تجتمع عليها فى تاريخها الممتد لآلاف السنين ، من جميع الإتجاهات و على كافة الجبهات ، شملت إستخدام أحدث أجيال الحروب ،لم تنطفىء جذوة روح أكتوبر التى إشتعلت يوم 21 أكتوبر 1967 ـ فهى لازالت ملتهبة فى صدورنا ، تجرى فى عروقنا .
فإبان معركة إغراق المدمرة إيلات لم نكن نمتلك ما نملكه اليوم من قوة بحرية ضاربة ، لكننا كنا نمتلك الصبر و الجلد و العزيمة و رفض فرض أمر واقع على أمتنا الأبية ، ولازلنا على هذا الدرب ، فى ظل حكمة قيادة سياسية واعية أكدت مراراً أنه لن يتم أبداً فرض أمراً واقعاً ضد إرادة هذا الشعب العظيم ،واليوم زدنا قوة إلى قوة ، و صلابة إلى صلابة ، بعد أن قامت القيادة السياسية  والقيادة العامة للقوات المسلحة ببذل أقصى الجهود لدعم القوات البحرية ، بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية من وحدات بحرية حديثة متطورة ، و نظم تسليح دقيقة و قادرة ،إضافة إلى  بنية تحتية تتواكب مع أحدث متطلبات التمركز للوحدات البحرية بكل طرازاتها و الإعاشة لجميع عناصر القوات البحرية و القوات المتعاونة وكذا برامج تصنيع وحدات بحرية من مختلف الحمولات و الإستخدامات بأيدى و سواعد و عقول مصرية ، فى ظل ثورة التطوير الشاملة غير المسبوقة التى تشهدها مصرنا الغاليه فى كل مناحي العمل بخطى واسعة ،و طبقا لتخطيط دقيق يراعي عوامل التطوير و الجودة مع زمن قياسي للتنفيذ حرصت فيها القيادة السياسية و القيادة العامة للقوات المسلحة على إعادة بناء القوات البحرية ، لتفى بمطالب الدولة المصرية لحماية حدودها و مصالحها و ثروات أجيالها القادمة لسنوات و عقود طويلة ، و لتكون القوات البحرية قادرة على مجابهة كافة التحديات التى تواجهها فى مناطق عملها الحالية و المنتظرة ، ضمن منظومة القوات المسلحة المتكاملة ، قوات بحرية مستعدة لتنفيذ كافه المهام التى توكل إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة بكل كفاءة و حرفية و إقتدار ، فى ظل تهديدات وتحديات غير مسبوقة ، و سعى قوى الشر لمحاولة النيل من تقدم و عزيمة و إصرار هذه الأمة لنيل مكانتها المستحقة بين الأمم ، كدولة كانت أماً للحضارات ومهداً للديانات و منارة للعلم و الفن و الأدب .
ومازال المقاتل المصرى هو حجر الأساس لتلك القوة ، و هو المعدن الأصيل الذى لا تصهره النيران ، و لا ينال شرفه و أمانته شائبة ، نحرص دوماً على إنتقائه و تدريبه ،و صقل مهاراته حتى يصبح مقاتلاً لا يشق له غبار ، من خلفه شعب يدعمه و يقويه  ويقدم لجيشه خيرة شبابه ، فكيف لا يخشى العدو أمة مثل أمتنا ، تجود فيها الأم بفلذة كبدها و تدفعه دفعاًَ نحو النصر أو الشهادة .
و أحب أن أستغل هذا اليوم لأبعث برسالة طمأنة لكم فالقوات البحرية تقوم بدور لا يقل أهمية عن معاركها السابقة ، فبالإضافة لقتالنا الشرس ضد قوى الإرهاب و الظلام ضمن العملية الشاملة فى سيناء الحبيبة ، نعمل على مدار الساعة لتحقيق مفهوم الأمن البحرى الشامل فى مناطق عمل القوات البحرية فى إطار توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة ، الأمر الذى يشمل كافة الإتجاهات الإستراتيجية جنبا إلى جنب مع كافة الأفرع الرئيسية و الجيوش و المناطق التعبوية ،و يكفى أن نعلم أن مساحات المناطق و الشرائح التى تقوم القوات البحرية بتأمينها تصل لآلاف الأميال البحرية المربعة ، من السلوم غرباً إلى رفح شرقا و حتى مضيق باب المندب جنوبا ، و على طول سواحلنا الممتدة نقوم بمهام تأمين الموانىء و الأهداف البحرية الحيوية و الخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية ، و يأتى على رأس تلك المهام تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس و مناطق إنتظار السفن فى إطار جهودمنظومة القوات المسلحة بالكامل ،و قد كان لتلك المهام العديد من الثمار الإيجابية الملموسة ، حيث تم تحقيق تقدمإيجابى فى مكافحة أعمال الهجرة غير الشرعية بشهادات دولية ، و مكافحة أعمال التهريب بكافة أشكالها ، و توجيه ضربات قاصمة لتجار الموت .
وختاما، وبهذه المناسبة أرسل تحية فخر و إعزاز و عرفان لرواد القوات البحرية ،و قادتها المخلصين ، لما بذلوه من جهد و عمل مخلص دؤوب طوال رحلة عطائهم بالقوات البحرية ، كما أحيى أسر و أرواح شهدائنا الأبرار  ، و من واراهم التراب ،و غطتهم الأمواج من أبطالنا ... فى قبور مجهولة للناس و معلومة لرب العالمين ، الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة و دمائهم العطرة ، فى سبيل إعلاء و رفعة هذا الوطن المفدى ، فتركوا لنا أمانة الحفاظ على راياتنا المنصورة المخضبة بدمائهم الزكية مرفوعة خفاقة ، تشهد على تاريخ أمة يشرف و يفخر به كل مصرى أصيل ونعاهد الله و الوطن أن يظل أبطال القوات البحرية أوفياء مخلصين مدافعين  عن سواحلنا و مياهنا الطاهرة رافعين علم مصر خفاقاً عالياً بكل فخر و كرامة ،حفظ الله مصر ، وحفظ الله جيشها الأبى المجتمع على كلمة الحق و قلب رجل واحد ،و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ".

وبمناسبة الإحتفال بالعيد الثانى و الخمسون للقوات البحرية، أجرينا هذا الحوار مع الفريق احمد خالد قائد القوات البحرية والذي تحدث عن ملحمة النصر ، والتحديات الحقيقية التى تواجه مصر ، وحرص القيادة السياسية ، والقيادة العامة على تسليح القوات البحرية بأحدث نظم التسليح العالمية ، وجاء الحوار كالتالي :
 
▪▪يتضمن تاريخ القوات البحرية سجل وافر من التضحيات والبطولات في سبيل مصر وشعبها العظيم ، ما هى أسباب إختيار هذا اليوم عيدًا للقواتنا البحرية ؟
▪إن يوم 21 أكتوبر عام 1967 يعتبر يوم العزة والكرامة وإستعادة الثقة ليس للقوات البحرية فقط ولكن للقوات المسلحة ككل وكسر صلف وغرور العدو حيث قامت فيه القوات البحرية بأول عمل عسكرى مصرى  بعد نكسة 1967 يعتبر معجزة عسكرية بكافة المقاييس فى ذلك الوقت إذ تم فيه  تنفيذ هجمة بعدد (2) لنش صواريخ من قوة قاعدة بورسعيد البحرية بإستخدام الصواريخ البحرية سطح/سطح على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهى المدمرة (إيلات) التي أخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري ونجحت في إغراقها ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم من تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرت مما أدى إلى تغير في الفكر الإستراتيجي العالمي وبناءً على هذا الحدث التاريخى فقد تم إختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية.
▪▪حرصت مصر على تطوير قدراتها العسكرية في كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية ، هل تم التعاقد على أنظمة جديدة في ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح ؟ ومامدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية بالبحر المتوسط والبحر الأحمر ؟
▪فى ظل تدهور الأوضاع الأمنية فى منطقة الشرق الأوسط وكثرة الصراعات وتأثر الأمن القومي المصري والعربي بتلك الأوضاع الأمنية سعت القيادة العامة للقوات المسلحة من خلال خطط التسليح إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث النظم القتالية والفنية وكان آخرها إمتلاك مصر لحاملات المروحيات طراز (ميسترال) والفرقاطات الحديثة طراز (فريم وجوويند)  ولنش الصواريخ الروسى طراز (مولينيا) و الغواصات طراز 209/1400 ، مما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية  الأمر الذى جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط ذات ذراع طويل قادرةً على حماية مصالحنا القومية فى الداخل والخارج وتمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية.
▪▪ في ظل قيام القوات البحرية بالتصنيع المشترك لعدد من القطع البحرية مثل الفرقاطة "الفاتح" والفرقاطة "المعز" من طراز ( جوويند ) والتي تم بناءها في شركة ترسانة الأسكندرية واللنشات( 28 متر  ) التي تم بناءها في ترسانة القوات البحرية ، كيف ترى مستقبل هذه الصناعات وكيف يمكن أن تضيف هذه القطع البحرية لقواتنا البحرية  ؟
▪إن التصنيع المشترك التي تقوم به القوات البحرية ساهم بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل في المياه العميقة والإستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية مما يساهم في دعم الأمن القومي المصري في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا ويعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح حيث تتمكن الأيدى العاملة المصرية من إكتساب الخبرات والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبى حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدى مصرية بنسبة 100٪ .
 
▪▪ يقاس تقدم الشعوب بمدى إمتلاكها لمنظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنيات القادرة على الإبتكار والتطوير والبحث وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفني والصيانة والإصلاح ، كيف يترجم هذا داخل قواتنا البحرية ؟
▪تصلنا يوماً بعد يوماً رسائل من كبرى بحريات دول العالم  تنم عن الإشادة بالتطور الهائل والمتنامى للقوات البحرية والعمل الجاد والدؤوب والدعم اللامتناهى من القيادة السياسية والعسكرية بالدولة  بالتركيز على أهم مكونات القوة البحرية وهى أولا العنصر البشرى والذى يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءً من الجندى المقاتل وإنتهاءً بقادة الوحدات  والتشكيلات على أحدث ما وصل

إليه العلم العسكرى البحرى  وبإستخدام مناهج مطورة ومحاكيات تدريب ووسائل تعليمية على مستوى عالمى ، بالإضافة إلى أكتساب الخبرات مع بحريات الدول المتقدمة من خلال الدورات المنعقد بالخارج أو المشاركة فى التدريبات المشتركة ، وثانيامنظومة تأمين فنى على أعلى مستوى حيث تمتلك القوات البحرية ثلاثة قلاع صناعية تتمثل فى كل من ( ترسانة القوات البحرية - الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن - شركة ترسانة الأسكندرية ) ، وهى تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفني وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة .
وقد بدأت بالفعل في تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (جوويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسي ، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.
▪▪على مدار الفترة الماضية تم تسليح قواتنا البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية، هل لذلك ارتباط بينه و بين تطوير البنية التحتية والإنشائية التي تشهدها القوات البحرية حاليًا ؟ وماهو الغرض من إنشاء قواعد جديدة ؟
إتساقاً مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها  فى مجال الوحدات البحرية عن طريق تدبير وحدات جديدة , تصنيع مشترك , زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح يتم  على التوازى  إنشاء قواعد جديدة لاستيعاب أكبر عدد من القطع كذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق إرتكاز لوحدات قواتنا البحريثة توفر الإنتشار المناسب والمتوازن بكلا مسرحى العمليات البحرى(المتوسط/الأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى إتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن .
▪▪ في ظل التقدم المستمر في تكنولوجيا التسليح العالمية والمنظومات الحديثة التي زُوِدت بها القوات البحرية ، كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلي قواتنا البحرية وكذا طلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات ؟
▪سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الإرتقاء بالفرد المقاتل بإعتباره الركيزة الأساسية في منظومة الإستعداد القتالي للقوات المسلحة ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا ) ليكون قادراً على إستيعاب التطور العالمي في مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة.وتسعى القوات البحرية للإستمرار في تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف  فى جميع التخصصات والمستويات لآداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقري للقوات البحرية حيث يتم توزيع ضباط الصف المتطوعين فى مراحل التأهيل والتعليم الأساسي على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة وطبقًا لقدراتهم الشخصية ويتم التركيز خلالها على التدريب النظري والعملي من خلال المدارس المتخصصة في العلوم البحرية لتأهيلهم في المناهج التخصصية المتطورة والتي تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية إحتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور في منظومة التسليح البحري العالمي من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين في هذا المجال.
أما بالنسبة للضباط يتم تأهيلهم فى الكلية البحرية ومعهد الدراسات العليا البحرية، كما يتم إيفاد الضباط فى بعثات ومأموريات خارجية للوقوف على أحدث ما وصل
إليه العلم.
وبصفة عامة فإن الحلقة التعليمية لا تنتهي عند هذا الحد وإنما يتم نقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملي داخل التشكيلات والوحدات البحرية ونقل خبرات القادة السابقين بما يمكنهم من استلام الراية وتولي دفة القيادة فى القوات البحرية مستقبلاً .
▪▪ مع إستمرار العملية الشاملة بسيناء والذى كان الهدف منها تطهير سيناء من العناصر التكفيرية الإرهابية ما هو الدور الذي تقوم به قواتنا البحرية في هذه العملية؟
▪القوات البحرية كفرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية تقوم بتأمين الأهداف الإستراتيجية / التعبوية / التكتيكية على جميع الإتجاهات والمحاور المختلفة كما تقوم بآداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء ، هذا الدور يتلخص في عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصرالإرهابية من جهة البحر كذلك منع أي دعم يصل لهم من جهة البحر ، والإستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الإتجاه الشمالي الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أو سفينة مشتبه بها ، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية بإستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناءللحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
▪▪لقواتنا البحرية دور مهم في حماية الأمن القومي المصري ، ما هو الدور الذي تقوم به قواتنا البحرية في حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية وإحباط العديد من عمليات التهريب سواء كانت مخدرات / سلاح / بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية ؟
▪تعتبر الهجرة الغير شرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصري وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، فقد قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية ونجحت المجهودات في إلقاء القبض على العديد من البلنصات وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد هجرة غير شرعية إلى أوروبا  وإعتباراً من سبتمبر 2019لم تنجح أى عملية هجرة غير شرعية من سواحلنا طبقا لتقارير الإتحاد الأوروبى.
وفى مجال مكافحة التهريب (مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الجمارك)، ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها قامت  الوحدات البحرية فى قاعدة برنيس البحرية بأحباط أكبر عملية تهريب للمخدرات فى مطلع عام 2019 بكمية 2 طن من الهروين 99 كجم من مادة الأيس وهذة تعتبر إشارات على  عزم القوات البحرية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب.
▪▪قامت قواتنا البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة على مدار الفترة الماضية بالعديد من المهام لحماية ركائز الأمن القومي المصري والعربي ويظهر ذلك من خلال عملية ( إعادة الأمل ) ، حدثنا عن الدور الذي تشارك به قواتنا البحرية في تلك العملية ؟
▪حالياً يوجد لدينا (4) وحدة تقوم بتأمين حركة الملاحة البحرية فى جنوب البحر الأحمر وباب المندب بإعتباره المدخل الجنوبى لقناة السويس ويقوم رجال القوات البحرية بتأدية واجباتهم بكل بسالة فى ظروف صعبة للغاية فى ظل تهديدات وتحديات عديدة , وقد قامت تلك الوحدات بتأمين أكثر من 45 مليون طن من البترول الخام وحراسة أكثر من 450 سفينة و إعتراض أكثر من ألفى سفينةوتجاوزت ساعات الإبحار لتلك الوحدات 70 ألف ساعة إبحار خلال الأربع سنوات الماضية
▪▪ شاركت قواتنا البحرية في العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة في المنطقة ، ما هى أوجه الإستفادة من تلك التدريبات لكلا الجانبين ؟
▪إن الجهود التى تبذلها القيادة السياسية على الساحة الدولية بهدف توطيد وتعميق أواصر التعاون مع كافة الدول الصديقة والشقيقة و دول الجوار والمتزامنة مع التطور غير المسبوق (كماً ونوعاً) فى القوات البحرية وتحولها من بحرية ساحلية إلى أحد كبريات البحرية الزرقاء بالإقليم أدى إلى الرغبة الدولية المتزايدة من كافة بحريات العالم وفى مقدمتها بحريات الدول العظمى إلى تنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية وهو الأمر الذى يعود بالنفع على كلا الجانبين حيث لمواكبة التطور فى التكتيكات البحرية الحديثة بمختلف إتجاهاتها (شرقية/غربية) وتكنولوجيا التسليح البحرى، ودراسة مسارح عمليات بحرية لها تأثير على الأمن القومى المصرى وتعزيز ثقة الفرد المصرى المقاتل بنفسه وبقواته البحرية لما تتميز به من ميزات تنافس كبرى بحريات العالم وكذا تبادل الخبرات فى التدريب على عمليات الأمن البحرى وكيفية الحد من الأنشطة غير المشروعة بالبحر ترتيباً على  الإنجازات غير المسبوقة فى القضاء على الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا والإشادة الدولية بذات الشأن ، مع الإحتفاظ بعلاقات متميزة  مع كافة الأطراف الدولية ، كم أن تعايش أطقم القوات البحرية لمختلف الدول مع أطقم قواتنا البحرية خلال تلك التدريبات بما يمثل تقوية علاقات الصداقة والتعاون المشترك مستقبلاً وبما يدعم مكانة الدولة المصرية وثقلها السياسي والعسكرى على الساحة الدولية .
▪▪ في ظل رئاسة جمهورية مصر العربية للإتحاد الإفريقي ، هل هناك أوجه تعاون بين القوات البحرية المصرية وبين بحريات الدول الإفريقية الشقيقة سواء في مجال التدريب أو في مجــال التسليح ؟
▪يوجد تعاون وثيق بين القوات البحرية المصرية وبحريات دول القارة الإفريقية بإعتبار التعاون العسكرى البحرى أحد اهم أوجه التقارب المنشود مع دول القارة وبما يتماشي مع الدور التاريخى للدولة المصرية فى ريادة القارة الإفريقية وكونها على مر العصور منارة التقدم الحضارى بإفريقيا  والذى تم تتويجه بالتوجيه الرئاسي بتسخير كافة إمكانات الدولة لدعم جهود التنمية فى مختلف المجالات بدول القارة الإفريقية ، فيما يخص القوات البحرية تدعم القوات البحرية تعزيز أواصر التعاون العسكرى البحرى المشترك  ودعم بناء القدرات البحرية لدى البحريات الإفريقية من خلال  تأهيل وتدريب أطقم بحريات الدول الإفريقية (ضباط/طلبة/ضباط صف) بتقديم منح دراسية بالمعاهد العسكرية ويتم ذلك بإستخدام أحدث المناهج التعليمية المطورة وبمعرفة معلمين/مدربين أكفاء ومؤهلين على أعلى مستوى وبما يضاهى المتبع بأرقى المعاهد  البحرية العالمية كم يتم دعوة ضباط من بحريات الدول الإفريقية سنوياً للمشاركة (بصفة مراقب) فى التدريبات المشتركة التى تجرى بجمهورية مصر العربية .
كما نقدم الدعم الفنى اللازم للوحدات البحرية من خلال ترسانات إصلاح السفن للقوات البحرية والترسانات التابعة لجهاز الصناعات البحرية.
وكذا يتم تبادل تنفيذ زيارات الوفود العسكرية البحرية بغرض تبادل المعلومات والخبرات فى مكافحة ( الإرهاب/القرصنة / التهريب/ الهجرة غير الشرعية /التلوث ) والتى يتم من خلالها تحديد مطالب الدول الإفريقية فيما يتعلق ببناء القدرات من خلال إيفاد خبراء متخصصين إلى تلك الدول .
▪▪ يقام سنويًا عدد من المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية والتي يتم من خلالها إستضافة العديد من قادة البحريات العظمى و من ضمنها القوات البحرية المصرية ، كيف تحقق البحرية المصرية أقصى إستفادة من خلال مشاركتها في مثل هذه المؤتمرات؟
▪نظراً لثقل مصر السياسي والعسكرى وتصدرها المشهد السياسي بالمنطقة الناتج عن  التوجهات السياسية المعتدلة للقيادة المصرية الحالية وقدرتها على الإحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف الدولية مما ترتب عليه إهتمام الدول الكبرى بدعوة مصر للمشاركة فى كل الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية البحرية الكبرى التى تعنى بصناع القرار (قادة القوات البحرية للدول العظمى - رؤوساء المنظمات البحرية الدولية - رؤوساء ومدير ى الإتحادات والشركات الدولية العاملة فى مجال النقل البحرى)ببحريات الدول الفاعلة بالساحة الدوليةو بصفتها كأحد القوى المؤثرة فى المنطقة.
وتأتى مشاركة القوات البحرية فى تلك المحافل الدولية الكبر ى فى سياق متصل  مع جهود الدولة فى إبراز الدور المصرى فى الحفاظ على الأمن البحرى فى المنطقة ومجهودات الحد من ومكافحة الهجرة غير الشرعية والذى أدى بدورة إلى عدم وجود أى محاولة هجرة غير شرعية ناجحة من سواحلنا إعتباراً من سبتمبر 2016 أدى إلى إشادة الإتحاد الأوربى لمجهودتنا مما أنعكس بدورة على حجم التعاون الدولى مع الإتحاد الأوروبى وكما تعتبر تلك المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة حول المشكلات والتحديات التى تواجه الدول فى المجال البحرى وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون كما تعتبر أيضاً فرصة للإطلاع على ما تقوم به باقى بحريات العالم من أساليب لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجهها وأحدث ما توصلت إليه تلك الدول من تقنيات حديثة فى مجال التسليح والتدريب .
وتعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية بشأن  الموضوعات ذات الإهتمام المشترك (إقليمياً ودولياً) مما يفسح المجال للقرار المصرى بأن يمثل ضمن أى ترتيبات تجرى بشأن حل القضايا الإقليمية والدولية.
▪▪ما هي التهديدات و التحديات التى تواجهها القوات البحرية في ظل الأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية و منطقة الشرق الأوسط ؟
▪هناك العديد من التهديدات والتحديات التى تستهدف بالدرجة الأولى مصرنا الحبيبة فى ظل تنامى قوى الشر بالمنطقة والتى وتتمثل فى الهجمات الشرسة الغير مسبوقة على الجبهتين الداخلية والخارجية وما تتعرض له مصر من إرهاب فى سيناء وأعمال تهريب المخدرات والسلاح والبضائع الغير خالصة الرسوم الجمركية ومحاولات الهجرة غير الشرعية ودخول العناصر المتطرفة إلى البلاد بالإضافة إلى ما يتم إستخدامه من تكنولوجيا متطورة فى مجالات عدة أهمها مجال الإتصالات وكذا ما يتطلبة الموقف الحالى بالمنطقة من حماية لثروات شعبنا ومصالحه الإقتصادية ومواجهة مطامع دول أخرى بالمنطقة .
كل هذه التهديدات وغيرها فرضت على قواتنا البحرية تحديات عظيمه أهمها على الإطلاق مواكبة التطوير المستمر والنوعى فى التسليح بما يضمن لنا القدرة على تنفيذ العديد من المهام فى عدة إتجاهات فى نفس التوقيت ، على سبيل المثال وليس الحصر مهام تأمين حقول الغاز بما تشمله من بعد مسافاتها عن الساحل المصرى والتى تصل إلى 100 ميل بحرى وهو ما يتطلب توفير وحدات بحرية قوية بمواصفات خاصة , وكذا حماية سواحلنا ضد أعمال التهريب بأنواعه فى البحر المتوسط والبحر الأحمر وتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس وهو ما يتطلب معه الحفاظ على الحالة الفنية للمعدات والأسلحة والتطوير المستمر والتدريب الجيد للأطقم على جميع هذه المهام حتى تتمكن قواتنا البحرية من تحقيق أهدافها قى حماية وطننا العزيز ومقدرات شعبه الأبى .