عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ساعات من الرعب والفزع.. القصة الكاملة لطالبة كفر الشيخ التي حُبست في المدرسة

الطفلة هيام عصام
الطفلة هيام عصام

عاشت الطفلة هيام عصام، الطالبة بالصف الخامس الإبتدائي، ساعات من الرعب والفزع اللذان كانا يسيطران عليها طوال فترة احتباسها مابين الأبواب الحديد وجدران المدرسة، التي ارتكبت جريمة بشعة في حق الطفولة والإنسانية، حيث ضربت مدرسة غرب تيرة للتعليم الأساسي التابعة لمركز الحامول في كفر الشيخ، مثالًا بشعًا للإهمال والتسيب، بترك طفلة لم يبلغ عمرها الـ11 عامًا وحيدة بين الجدران.

 

بدأت القصة بتذكر هيام أثناء نزولها على سلم المدرسة للإنصراف إلى منزلها، أنها نسيت كتبها بالفصل، وعلى الفور عادت مسرعة إلى للبحث عن كتبها، ويبدو أن خلال ذلك الوقت انفض الزحام من المدرسة وخلت الفصول والسلالم من الطلاب والمدرسين، الأمر الذي دفع العامل إلى غلق الأبواب بالأقفال دون الإشراف على الأدوار والفصول، وهو أمر بديهي يجب أن تقوم به كل المدارس، خاصة وأنها مدرسة إبتدائي.

 

وبعد ىحصول هيام على ما فقدت، عادت للرجوع إلى منزلها، وحينها أدركت أن المكان خالي ولا يوجد به أحد سواها، الأمر الذي أثار الفزع بداخلها وبدأت تنهمر في البكاء وصراخها يدوي بأرجاء المدرسة، وكاد أن يخترق الجدران طالبة العون والمساعدة من أحد.

 

حوالي ساعة ونصف من الزمن، مرت على طالبة كفر الشيخ وكأنها سنين من الهلع والارتياع، قضت الطفلة وقت وكأنها تعيش كابوس في الواقع وليس بالمنام، تجري هنا وهناك، وتدعو الله، وتنادي على أمها ووالدها اللذان يعدان مصدر الأمان والطمأنينة بالنسبة لها، حتى سمعها أحد المارة بالشارع، والذي حاول أن ينصت أكثر فأكثر لمصدر الصراخ والبكاء حتى أيقن أنه من داخل المدرسة.

 

حاول المنقذ المدعو "عادل عبد الحي" في التواصل مع الطفلة، وطمأنتها والتحدث إليها لبعث الراحة والسكون بداخلها، وهو في محاولة لدخول المدرسة، ولم يجد أمامه سوى القفز من فوق الجدران، وعندما دخل وجد

الطفلة محبوسة خلف قضبان من الحديد، وكأن المدرسة لوهلة تحولت إلى سجن.

 

وحينها تم التواصل مع عامل المدرسة، الذي جاء ليحل الأمر، وكانت المفاجأة إذ به يشتبك مع المواطن "عادل" الذي حاول إنقاذ الطالبة ويتهمه بمحاولة اقتحام المدرسة، ولم يأنبه ضميره لما ارتكبه من جريمة، وكأن الإنسانية انتزعت من قلبه الذي يعد حجرًا لا يشعر ولا يتألم، لذا قام المواطنين المتواجدين بكسر الأقفال وإخراج الطفلة وإنقاذها من الهلع الذي عاشته.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن تلك الواقعة ستترك أثر نفسي سيء على الطالبة، بسبب الرعب والخوف، وستسبب لها نوعًا من القلق الدائم الذي قد يصيبها بصدمة نفسية وعصبية.

 

وأضاف هاني في تصريحه لـ"بوابة الوفد"، أن المدرسة لها دور كبير وهام في دعم الطفلة نفسيًا ومعنويًا، حتى تعود لحالتها الطبيعية، لأن تلك الواقعة قد تجعلها غير راغبة في الذهاب للمدرسة، لذا يجب على المعلمين في دعمها وإعادة ثقتها في نفسها من جديد، فضلًا عن أهمية دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمدرسة، الذين عليهم الإشراف على الطفلة ومتابعتها، وهذا لا يقلل من دور الأسرة في احتضانها وإغراقها بجرعات من الحنان والاهتمام.