عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المؤتمر العالمى للإفتاء: الجماعات المتشددة أشعلت نار الفتن

بوابة الوفد الإلكترونية

المفتى يدعو إلى برامج لانتشال الأمة الإسلامية من مخططات المتطرفين

وزير العدل: المتشددون عقبة كبيرة فى سبيل تقدم الأوطان وسلامة البلاد

الإمام الأكبر يوصى بترسيخ ثقافة التسامح الفقهى وتعزيزها فى المجتمعات الإسلامية

وزير الأوقاف يطالب بالتخلص من فقه الجماعات المعادية للإسلام

 

أكد المشاركون فى المؤتمر العالمى السنوى الخامس لأمانة الإفتاء العالمية أن التعصب والخلاف المذموم ظهرا من جماعات التشدُّد والعُنف التى أَوْقَدَت نار الفِتَن بين المسلمين. وأشاروا إلى أن الأمة تضررت كثيرًا من ممارسات تيارات التطرف والعنف إضافة إلى أنهم شكلوا خطرًا حقيقيًّا على العالم بأسره. وأكدوا ضرورة أن يتصدى العلماء والفقهاء والمجتهدون لهذه الأفكار الهدامة، وأكد أن الخلاف الفقهى لدى علماء المسلمين المعتمدين ظاهرة صحية، تعكس مدى مرونة وحيوية الفقه الإسلامى الوسيع وملاءمته لكل زمان ومكان العلماء، وأشاروا إلى أن التعامل الحضارى فى إدارة الخلاف الفقهى، أنتج ثروة فقهية عظيمة لا مثيل لها فى تاريخ البشرية، وأثمر رحمة بين العباد وتعايشًا بينهم فى جو آمن يسوده الحب والرحمة والسلام.

جاء هذا خلال المؤتمر الذى انطلق أمس تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفكرى» تحت مظلة دار الإفتاء المصرية برعاية الرئىس عبدالفتاح السيسى، وحضور «85» دولة ويختتم اليوم. وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن على مكانة مصر التاريخية والحضارية تجعلها تضطلع بالكثير من المسئوليات الجسام والأدوار والمهام التى لن تتخلى عنها يومًا ما.

وأشار فضيلة المفتى إلى أن أنظار الأمة الإسلامية تتوجه لهذا المؤتمر نظرًا لأهمية ما يُطرح فيه من قضايا ذات شأن عظيم، وانتظارًا لما يسفر عنه من نتائج وتوصيات، سرعان ما تتحول إلى برامج عمل واقعية ترتقى بواقع الأمة الإسلامية، وتنتشلها من براثن مخططات جماعات التطرف والإرهاب.

وأضاف فضيلة المفتى، أن الخلاف الفقهى الصحى كان سببًا فاعلًا فى تكوين ثروة فقهية، لافتا إلى أن معالجة قضية إدارة الخلاف لا تزال تشغل العقل الإنسانى بعد حقب تاريخية طويلة.

 قال فضيلة مفتى الجمهورية: إن علماءنا لهم جهود علمية فى وضع الضوابط والأصول التى نستطيع أن نطلق عليها مصطلح (الإدارة الحضارية للاختلاف الفقهى) فجعلوا للاجتهاد شروطًا تجعل الخلاف محصورًا بين أهل العلم المعتبرين، حتى لا يكون الاجتهاد كلًا مباحًا لكل مدَّعٍ لا أهليةَ له

وأوضح المفتى أن علماء الأصول جعلوا الاختلافَ الناشئ عن تعارض الأدلة محصورًا فيما يصح التعارض فيه، فلا تعارض بين قطعى وقطعى من كتاب أو سنة متواترة، مشيرًا إلى أن الأصوليين والفقهاء قعَّدوا بعد ذلك القواعد الذهبية المشهورة التى ترسم المعالم الحضارية للاختلاف الفقهى وتسلك به مسلك الاتساع والمرونة وتنأى به عن مسالك الجمود والفتنة والشقاق والضيق والعنت والإنكار.

وأشار إلى أن قضية الخلاف الفقهى لا تقتصر على النظر فى الجانب الأصولى والفقهى فقط، بل لا بد من النظر إلى البعد الأخلاقى والقيمى الذى كان عليه أسلافنا الكرام رضى الله عنهم فى مواطن الاختلاف، حتى تتضح أمام أعيننا معالم المنهج الحضارى فى إدارة الخلاف، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اختلاف أمتى رحمة».

وأكد المفتى أن التعامل الحضارى فى إدارة الخلاف الفقهى، أنتج ثروة فقهية عظيمة لا مثيل لها فى تاريخ البشرية، وأثمر رحمة بين العباد وتعايشًا بينهم فى جو آمن يسوده الحب والرحمة والسلام، وما زلنا نرث هذا الرقى الحضارى جيلًا بعد جيل، حتى نبتت فى أمتنا نابتة سوء انتهجت منهج الخوارج، وجعلوا من الفروع الفقهية أصولًا عقدية، كفَّروا بها كل من خالفهم.

وتابع مفتى الجمهورية: أن الأمة تضررت كثيرًا من ممارسات تيارات العنف والتكفير والتشدد التى تطورت إلى التفجير، وسفك الدماء التى حرمها الله بغير حق، وانتشرت الفتن فى كل أرض نزلوا بها، حتى شكلوا خطرًا حقيقيًّا على العالم بأسره، وتوافق هذا التعاطى الجامد المتخلف مع إدارة الخلاف الفقهى بالتزامن مع مخططات دول وجهات لا تريد ببلادنا ولا بشعوبنا الخير، فنشأ عن ذلك التخلف أخطارٌ كبيرة تحيق بديننا وبشعوبنا وبأمننا. ولفت إلى أن واجب العلماء والفقهاء والمجتهدين، التصدى لهذه الأفكار الهدامة، قائلًا: «ها هى أمة الإسلام تصغى إليكم إصغاء الأمة إلى ما يقوله الإمامُ أحمدُ فى فتنة خلق القرآن المشهورة، وتستغيث بكم استغاثة المريض بالطبيب، وتعقد العزم على نبذ هذه التيارات الفاسدة وتسير على نهجكم الأصيل الموروث، فلا نجاة لأمتنا إلا باجتماع كلمتكم على مواجهة هذه الأخطار».

وقال المستشار حسام عبدالرحيم وزير العدل إن مصرُ هى قبلةُ العلمِ والعلماءِ وموطنُ الحضارةِ والثقافةِ، فقد كانت على مرِّ العصورِ والأزمانِ وما زالت مركزَ إشعاعٍ ثقافى وحضارى أفادَ البشريةَ فى كافة العلومِ والفنونِ والثقافات، خاصةً فى مجالِ الشريعةِ الإسلاميةِ وعلومِها بما يمثلُهُ الأزهرُ الشريفُ ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف من ثقلٍ علمى وما يحملُه من سماتِ وسطيةٍ وتسامحٍ حافظتْ على رونقِ الإسلامِ وازدهارِهِ عبرَ خمسةَ عشرَ قرنًا من الزمان.

أشار وزير العدل إلى أن ممارسات الجماعاتِ المتطرفةِ ترتب عليها كثير من المفاسدِ التى وصلتْ إلى حدِّ تكفيرِ المجتمعاتِ الإسلاميةِ ثم تطورَ الأمرُ إلى ممارسةِ العنفِ الفردى والجماعى ثم إلى الحروبِ الأهلية وحروب الجيل الرابع والخامس إلى أن أصبحت هذه الجماعاتُ المتشددةُ عقبةً كبيرةً فى سبيلِ تقدمِ الأوطانِ وسلامةِ البلاد، وأصبحت أفكارُهم تمثلُ خطرًا حقيقيا على السِّلم والأمنِ العالمى.

أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د.نظير محمد عياد خلال كلمته التى ألقاها نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أننا لم نر التعصب المَقِيت، والخلاف المذموم إلا بعد ظهور جماعات التشدُّد والعُنف التى أَوْقَدَت نار الفِتَن والاحْتَراب بين المسلمين بعضهم بعضا بفُهُومها الغريبة وآرائِهَا الشاذة العجيبة، حتى بات العالم يعيش حالة مِنَ الصراع اللامُبَرر

انعكست آثاره المدمرة على الأفراد والمجتمعات، بل وامتدت آثاره لتطال الحضارة الإنسانية فى كل مكان.

وأشار الأمين العام إلى أن الاختلاف والتعدد سنة من سنن الله فى خلقِه ويجب علينا أن ننظُر إلى الاختلاف والتنوُّع نظرة حضاريَّة ترتكز على التسامح والاستثمار والإفادة، ليتحقق بذلك مقصد العُمران، وضرورة نبذِ التعصُّب المَقِيت والتقليد الأعمى المذموم حال التعامُل مع القضايا والمسائل الفقهية القديمة منها والمستحدَثَة.

وأكد الأمين العام على حتمية الاستمرار فى تجديد الفقه الإسلامى، وضرورة النظر فى قضاياه فى ضوء المعطَيات المتسارعة لعالَمِنا المعاصر، ووالوصول إلى رؤية جديدة تتوافق ومقاصد الشرع الحنيف والواقع المعاصر، وضرورة مراعاة الدرس المقاصدى فى الاجتهاد وصناعة الفتوى؛ لصياغة منظومة فقهية جديدة، تُراعَى فيها المصالح وتُحَقِّق المنافع الدُّنيويّة والأُخروية.

وأوصى الإمام الأكبر بضرورة نشر ثقافة الاختلاف والتعدّد، مؤكدا أن التسامح الفقهى لن يتحقق إلا إذا وجد سلاما نفسيا وتسامحا داخليا يعزّز هذا التسامح الفقهى ويعدّ ركيزة من أهمّ ركائزه، كما أوصى فضيلته بضرورة نبذ التعصّب المقيت والتقليد الأعمى المذموم حال التعامل مع القضايا والمسائل الفقهية القديمة منها والمستحدثة، وأكد حتميّة الاستمرار فى تجديد الفقه الإسلامى، وضرورة النظر فى قضاياه فى ضوء المعطيات المتسارعة لعالمنا المعاصر، والوصول إلى رؤية جديدة تتوافق مع مقاصد الشرع والواقع المعاصر، والتجديد الذى نسعى إليه. وأوصى بضرورة تعاون المؤسّسات المعنيّة بالشأن الدينى والإفتائى على مستوى العالم، وتضافر جهودها فى ترسيخ ثقافة التسامح الفقهى والإفتائى؛ معلنا استعداد الأزهر الشريف بكلّ قطاعاته، للتعاون مع دور الإفتاء والفتوى على مستوى العالم لنشر هذه الثقافة وترسيخها وتعزيز وجودها فى المجتمعات المسلمة.

وقال الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف إن الدولة تقوم على ثلاث مقومات هى الأرض والشعب والسلطة الحاكمة، فعلينا أن نفرق بين الدولة القديمة والدولة الحديثة مستغنين عن مصالحات الأقلية والأكثرية فنحتاج لقراءة جديدة لبعض مفاهيم الفقه دون تمييز لأبناء الوطن على أساس الدين أو اللون أو العرق أو غيرها.

وطالب وزير الأوقاف خلال كلمته نيابة عن رئيس الوزراء بضرورة الانتقال من فقه ما قبل الدولة الحديثة لما بعد الدولة الحديثة وما يقضيه من الالتزام بمعاهدات الأوطان والمعاهدات والقوانين الدولية حتى لا تصدم بعض الفتاوى بالقوانين الدولية

وأضاف فضيلته: علينا أن نتخلص من نظريات فقه الجماعات المتطرفة بأيدلوجياتها النفعية الضيقة والتى تأتى بها مصلحة الجماعة فوق مصلحة الدولة ومصلحة التنظيم فوق مصلحة الأمة

وأكد ضرورة التخلص من فقه تلك الجماعات المعادية للإسلام بتفنيد تلك الشبه التى تبنى عليها ونعتمد على فقه بناء الدولة بكل ما تعنيه من معانى ادارة الدولة وهى ليس عملية سهلة بل عملية شاقة معقدة تحتاج إلى خبرات تراكمية ورؤى ثاقبة فى مختلف المجالات والاتجاهات للحفاظ على امن الدول

وأشار الدكتور محمد الخلايلة المفتى العالم للمملكة الأردنية الهاشمية إلى أدب الاختلاف أصل عتيد فى شريعتنا الإسلامية وليس محل خلاف أو اختلاف، ولفت إلى أن المجتهد الذى يملك أدوات الاجتهاد مأجور على الاجتهاد سواء أصاب أو أخطأ.

ودعا فضيلته إلى الاجتهاد الجماعى خاصة فى القضايا التى تهم الأمة جمعيا لضبط مقاصدها، ولافتا إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم استشار الصحابه فى أكثر من واقعة.

وقال الدكتور بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامى الأعلى بالجمهورية الجزائرية إن العلماء الربانيين هم قادتها الذين يقومون فى الناس بالقسط ويبنون توجيهاتهم للأمة على الوسطية والاعتدال والسماحة واليسر، وإن الأمة ليخبو بريقها وتنكسر شوكتها ويندثر ذكرها عندما يتخلى علماؤها عن رسالتهم التى ورثوها من الأنبياء.

وشدد فضيلته على أن قوة الأمة الإسلامية فى الإسلام الذى رفع شأنها وجعلها خير أمة أخرجت للناس ولهذا كانت الحرب التى شنت عليها قد بدأت بمحاربة دينها حيث بدأ أعداء الإسلام فى بث الفرقة بين المسلمين من خلال عقيدتهم يبث الشكوك حولها.