رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: مصطفي النحاس .. وأشهر يوم فى تاريخ مصر

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

قرأت أمس مقال الكاتب الصحفى الكبير عباس الطرابيلى الذى تحدث فيه عن أنصع أيام حزب الوفد وهو يوم 8 أكتوبر الذى ألغى فيه الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس معاهدة 1936 التى كانت تكبل النضال الوطنى والذى وجه فيه لومًا لعدم تسليط الأضواء على هذا اليوم التاريخى من عمر حزب الوفد. والحقيقة أن حزب الوفد لم ينس أبدًا هذا اليوم التاريخى الهام، ليس فقط لحزب الوفد وإنما لمصر كلها، حيث بدأت رحلة الكفاح المسلح الحقيقية لطرد المستعمر البريطانى عن البلاد وللأجيال الجديدة التى لا تعرف شيئًا عن هذا اليوم التاريخى العظيم نقول لهم إنه فى يوم الاثنين 8 أكتوبر عام 1951، وقع حادث مهم فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، بل فى تاريخها الوطنى والقومى، كان بداية مرحلة جديدة من مراحل الكفاح، ذلك هو إعلان إلغاء معاهدة 26 أغسطس عام1936.. فقد اجتمع البرلمان بمجلسيه االنواب والشيوخب مساء ذلك اليوم، وألغى الزعيم مصطفى النحاس رئيس الوزراء وقتئذ، بياناً تفصيلياً عن سياسة الحكومة، أعلن فيه قطع المفاوضات السياسية، التى كانت قائمة فى عهد وزارة الوفد بين الحكومتين المصرية والبريطانية، ابعد أن تبين عدم جدواهاب. كما أعلن إلغاء معاهدة 26 أغسطس 1936 واتفاقيتى 19 يناير و10 يوليه عام 1899 فى شأن إدارة السودان، وقدم إلى البرلمان المراسيم بمشروعات القوانين المتضمنة هذا الإلغاء. وصدر القانون الرقم 175 لعام 1951 بإنهاء العمل بأحكام معاهدة عام 1936،  مذيلا بتوقيع رئيس مجلس الوزراء، مصطفى النحاس، والملك فاروق.

واستقبل الشعب المصرى، إلغاء معاهدة 1936، بالغبطة والحماسة، وأبدى استعداده للتضحية والفداء، وتجاوب الشعب مع الحكومة فى مقاومة الاحتلال البريطانى، فى منطقة السويس.

وترتب على إلغاء المعاهدة، من ناحية الحكومة، إلغاء جميع الإعفاءات المالية، التى كانت ممنوحة للسلطات العسكرية البريطانية، بمقتضى تلك المعاهدة، وهى تشمل الرسوم الجمركية على المهمات والأسلحة والعتاد ومواد التموين وما إلى ذلك، وامتنعت الحكومة عامة عن أداء التسهيلات والخدمات، التى كانت تؤديها للسلطات العسكرية البريطانية، ومنها مواد التموين، ومنعت وصول ضباط وأفراد القوات البريطانية إلى داخل البلاد، وحرمت دخول الرعايا البريطانيين المدنيين، الذين كانوا يعملون فى خدمة القوات البريطانية، القادمين من الخارج، ما لم يكونوا حاملين جوازات سفر معتمدة من السلطات القنصلية المصرية فى البلاد القادمين منها، وأنهت تصاريح الإقامة للبريطانيين، الذين كانت إقامتهم فى البلاد لسبب الخدمة فى القوات العسكرية البريطانية أو لصالحها.

أمّا من ناحية الشعب، فقد بدأ الكفاح فى القناة. وأضرب العمال المصريون فى المعسكرات البريطانية عن العمل فيها. وانسحبوا جميعاً منها.

ويذكر خالد محيى الدين فى مذكراته معلقاً

على أحداث هذه الفترة، بقوله: بعد إلغاء معاهدة 1936، بدأت على الفور عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال، فى منطقة القناة، وتفجر الغضب الشعبى، بصورة لم يسبق لها مثيل، وتساقط الشهداء.

تطوع كثير من الشباب فى كفاح الإنجليز فى القناة وألفوا من بينهم كتائب سميت كتائب الفدائيين أو كتائب التحرير، تكونت فى القاهرة وفى المدن والقرى الواقعة فى منطقة القناة أو القريبة منها. وكان لهذه الكتائب عمل إيجابى جليل فى تنظيم حركة الكفاح وبث روح المقاومة فى نفوس المواطنين.

وفى هذا الصدد لا يمكن أبدًا أن ننسى الدور الوطنى العظيم الذى لعبه الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين الذى كان وزيرًا للداخلية وأعطى أوامره لقوات البوليس بالتصدى لقوات الاحتلال البريطانى، وكلنا يذكر معركة الإسماعيلية الشهيرة التى كانت فيها الشرطة المصرية بطلاً حقيقيًا فى مقاومة الإنجليز ومنذ هذا اليوم تتخذ وزارة الداخلية هذا اليوم عيدًا لها.

وقامت الكتائب الفدائية المشكلة من طلبة الجامعات ورجال الشرطة باغتيال كثير من العسكريين البريطانيين. وقابل الإنجليز ذلك بمنتهى العنف إلى أن أعلنوا فى أحد الأيام أنهم سيدمرون قرية اكفر عبدهب القريبة من السويس بحجة أنها تأوى الفدائيين الذين يحاولون نسف محطة المياه الموجودة بهذه القرية، التى تغذى المعسكرات البريطانية بالمياه. ولما وصل التهديد إلى الحكومة أمر وزير الداخلية فؤاد سراج الدين قوات بوليس السويس بالمقاومة والدفاع عن القرية وانضمت قوات البوليس للفدائيين ودارت معركة غير متكافئة، بين المصريين والإنجليز، ونسف الإنجليز قرية كفر عبده وأزالوها بمن فيها، ممن تبقى من الأهالى ورجال المقاومة.

هذه نبذة صغيرة عن ايوم 8 أكتوبرب المجيد فى حياة الوفد والمصريين جميعًا، يوم إلغاء معاهدة 1936 وبدء الكفاح المسلح لطرد المستعمر البريطانى.