عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التصدى للشائعات.. مسئولية مجتمعية

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة والدكتور بثينة عبدالرؤوف

 

«كريمة»: النبى لم يسلم من أقاويل المنافقين كل يوم

بثينة عبدالرؤوف: تربية الطفل على مراجعة المعلومات للتأكد من صحتها

«الصالحى»: وسائل الإعلام مطالبة بإقرار لوائح تتصدى للأخبار المغلوطة

 

 

وضع متخصصون روشتة علمية وشرعية، لدرء الشائعات ومواجهتها بداية من الأسرة إلى التعليم بكافة مراحله وصولاً إلى المؤسسات الصحفية والإعلامية ودورها المهم فى نقل الحقيقة إلى الناس، وتوعية الرأى العام بخطورة المؤامرات التى تحاك للوطن وتروجها بعض الجهات عبر منصات التواصل الاجتماعى.

وأكد المتخصصون، أن الرؤية تبدأ من البيت ثم المدرسة من خلال الفكر الناقد وسماع الرأى والرأى الآخر، والتأكد من صحة المعلومة وعدم الاعتماد على «السوشيال ميديا» كمصدر للمعلومة، وتنشئة الطالب على التفكير والمناقشة وعدم الأخذ بكل ما يقال من شائعات دون دليل ومراجعة، بجانب العمل بقول الله تعالى فى سورة الحجرات «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، وصولاً الى دور الإعلام والمؤسسات الإعلامية فى وضع لائحة تعاقب على نقل الأخبار من «السوشيال ميديا»، ووضع متخصصين فى البرامج الدينية والتعليمية التى تعرض على الفضائيات.

قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف: إن جريمة الشائعات والافتراءات من الجرائم القديمة فى كل زمان ومكان، ولم يسلم منها النبى صلى الله عليه وسلم ولا الشريعة الإسلامية من تقولات وتخرصات فيما يتصل بالدين الإسلامى وقد حذرنا الله تعالى فى سورة الحجرات «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ».

وأضاف «كريمة»: فى معركة أُحد أطلق المشركون شائعة مقتل النبى وأيضا المرجفون فى المدينة من المنافقين، ولا يكاد يمر يوم إلا وأطلقوا شائعة ضد الإسلام، ولم تسلم الأعراض فرمى الأفاكون السيدة عائشة بالإفك ولأجل ذلك أنزل الله تعالى آيات بينات فى سورة النور لتبرئتها «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ»، وكذلك شرع الله حد القذف وشرع عقوبة التعزير.

ولفت «كريمة» إلى أن جريمة الشائعات تحتاج الى تدابير وقائية وأخرى زجرية، وتتجسد الوقائية فى نشر الوعى الإسلامى الصحيح، على عكس ما يحدث الآن من بعض الأعمال الدعوية التى تحتوى على قصص الترهيب والترغيب وما يقدم فى الإعلام الدينى من موضوعات منفصلة تماماً عن الواقع، ويجب جعل الاهتمام بالمكون التعليمى فى المراحل التعليمية من بداياتها إلى المرحلة الجامعية والتى تعنى التنبيه على جريمة وخطر الشائعات، والعامل الثالث ضرورة المصارحة والمكاشفة من قبل النظم السياسية فى الدول حتى وإن كانت الحقائق مرة وهذا من جانب المصداقية للشعب وهذا أيضاً وعاء صحى لعدم الانصياع وراء الشائعة.

واستكمل «كريمة»: عوامل صد الشائعات من خلال التدابير الزجرية تعنى بها إقامة حد القذف لمن ينتهك الأعراض لمن يلحق الضرر بسمعة الناس وحدث ذلك فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وهى جريمة الإرجاف ويعنى بها ترويج الشائعات وذكر ذلك فى سورة الأحزاب «لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا»، مضيفاً: أن سبب نزول هاتين الآيتين أن جماعة من المنافقين كانوا يجتمعون فى دار ويطلقون الشائعات لإحباط الهمم للجيش، فأرسل النبى إليهم طلحة بن عبيدالله لإنزال أقصى العقوبات حماية للجيش، متسائلاً: لماذا لا تستعين الدولة بعلماء الأزهر لصد الشائعات بدلاً من استضافة بعض الوجوه التى لا قدر لها ولا علم فى الدفاع عن الدولة ودرء الشائعات.

وقالت الدكتور بثينة عبدالرؤوف الخبيرة التربوية: إن الشائعات قديمة قدم الإنسان نفسه وعندما نقرأ التاريخ نجد أن كثيرا من الحكام والشخصيات الشهيرة تعرضت للشائعات ونالت منهم وكانت

فى النهاية ناتجة عن كره من يطلقون الشائعات لهذه الشخصية سواء كان حاكما أو رجل دين أو غيره.

ولفتت إلى أن الطريقة السليمة لمواجهة الشائعات هى تنشئة الأجيال على التربية السليمة فى المدرسة والمنزل وتأسيس الطلاب على التفكير الناقد وسماع الرأى الآخر واحترامه ومناقشته ووزنه ومراجعة المعلومات التى يتلقونها سواء من المدرسة أو المنزل أو الشارع أو على السوشيال ميديا، للتأكد من صحتها، مضيفة أن العالم بات قرية صغيرة وهناك تدفق كبير للمعلومات وليس كل ما يقال حقيقة.

وأضافت «عبدالرؤوف»، أنه على المعلم أن يعود الطالب فى المدرسة على المناقشة والمعرفة الصادقة، وقبل الأخذ بالمعلومة التأكد من أنها منطقية أو غير ذلك حتى يترك له المجال للتفكير وهى الطريقة الوحيدة لردع الشائعات وليس الوسائل التقليدية المتبعة، وذلك لوجود مئات المصادر للمعلومة خاصة السوشيال ميديا، مشيرة إلى أن الحل فى بناء التفكير الناقد وهو التأسيس الصحيح لجعل الطالب لا يقبل ما يأخذه أو يتلقاه دون تفكير ومراجعتها ومعرفة الصواب والخطأ.

وقال الكاتب الصحفى صالح الصالحى، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام: إن المجلس حذر مراراً من تلقى المعلومات عبر «السوشيال ميديا»، لكونها ليست مصدرا صادقا للمعلومة، وهى مجرد رأى للشخص، ويجب على الصحفى عدم الاعتماد نهائياً على «السوشيال ميديا» فى تحرير الخبر الصحفى، مضيفاً أن مسئولية انتشار الشائعة هى مسئولية مجتمعية تبدأ من المنزل والمدرسة وتربية الطفل، على ألا يأخذ رأيا من السوشيال ميديا، وأن يعلم الطفل أن السوشيال ميديا ليست مصدرا للمعلومة.

وطالب «الصالحى»، وسائل الإعلام المصرية بكافة تنوعاتها المقروءة  والمسموعة والمرئية بإقرار لائحة داخلية فى كل مؤسسة والعمل بها ضمن مسئولياتها المجتمعية للتصدى للشائعة ومنع انتشار الأكاذيب والأخبار المغلوطة، مضيفاً أنه فى كبريات الصحف والمحطات العالمية مثل وكالة الأنباء العالمية «رويترز» وإذاعة الـ«BBC» البريطانية وغيرها من وسائل الإعلام المعروفة والمؤثرة دولياً توجد لائحة للعمل الداخلى فى صالات التحرير، ويلتزم بها الصحفى ولا يخرج عنها ولا يأخذ معلومة من السوشيال ميديا ولا يكتب معلومة غير موثقة أو غير حقيقية.

وأضاف «الصالحى» أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لا يألو جهداً فى محاربة الشائعات ومعاقبة المواقع والبرامج ووسائل الإعلام التى تروج للشائعة من خلال الخبر الصحفى، وقد قام المجلس مؤخراً بتحذير 13 موقعاً إخبارياً فى واقعة إغماء مدرسة بورسعيد، لذلك نطالب كافة وسائل الإعلام بضرورة تحمل المسئولية فى مواجهة الشائعة، فهى مسئولية مجتمعية تحتاج إلى مشاركة الجميع.