«ميرنا» الأولى على العالم في clinical skills: لم أتوقع صدى الجائزة في مصر
قبل 12 عامًا كانت الطفلة ميرنا شغوفة بحفظ أسماء الأدوية، واختيار «شنط الأطباء» كلعبة مفضلة للكشف على «عروستها الصغيرة»، ولما وصلت الصف الثالث الابتدائي رافقت جدها كطبيبة خاصة ترتب دواءه وفق جدول محدد.
ولم تتوقع طالبة الصيدلة حين قطعت المسافة من «شبرا» إلى «كيجالي» على نفقتها الخاصة الحصول على المركز الأول على مستوى العالم في مجال «clinical skills» كممثلة لـ«مصر»، ومنافسة لـ46 فرقة طلابية من جامعات مختلفة من «ألمانيا، أمريكا، اليابان، كرواتيا.. وجنسيات أخرى».
في مطلع أغسطس الجاري، وعقب انتهاء مسابقة اتحاد الطلبة المصري- حازت فيها المركز الأول على مستوى الجامعة- اتخذت «ميرنا»- الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة الجامعة البريطانية قرارًا بحجز تذكرة السفر إلى «رواندا»، وهي الرحلة التي عرفت تفاصيلها عبر اطلاع على مسابقة دولية تشارك بها 46 دولة - ممثلة في 46 جامعة حول العالم-، وقبل سفرها بيوم واحد أبلغت عميد الكلية بأنها جاهزة، واستعدت كما ينبغي.
«ميرنا حسني» التي فوجئت بشروط المسابقة المعقدة قالت: أمضيت نحو 18 ساعة في إقناع اللجنة المنظمة بضرورة تمثيل مصر بمفردي- كان الشرط الرئيسي وجود 5 أفراد كفريق عن الجامعة المشاركة - وأبلغت المسئولة عن المسابقة بأني قادمة من مصر بهدف واحد هو الاشتراك في مسابقة clinical-skills.
أضافت في تصريح لـ«الوفد» عرضت عليّ حالة لسيدة عمرها 72 عامًا تعاني من عدم وصول الدم لجزء من قلبها، الضغط، ومشاكل أخرى في القلب، كتب لها الطبيب أدوية، وطلب مني التعامل مع الحالة، ورغم أن المنافسين بدأوا العمل على الحالات المعروضة عليهم قبلي بـ18 ساعة، استطعت إنجاز حالتي في 6 ساعات، عدلت جرعة الدواء، وقلت: إن الطبيب لم ينتبه إلى أن السيدة كانت تشرب عصيرًا مع وجبة
تتذكر - ميرنا حسني - وقت إعلان الجائزة بعد انتهاء المنافسة بـ 24 ساعة، لافتة إلى أنها سألت المنسقة أكثر من مرة ما إذا كانت هي المقصودة أم لا، واستطردت قائلةً: «اتصلت بوالدتي فور إعلان فوزي بالمركز الأول على العالم».
الطالبة التي فقدت والدها قبل 12 عامًا، وهي شقيقة كبرى لأخت وحيدة وصفت تجربتها من الطفولة إلى الجامعة البريطانية بأنها مقسومة على رغبة شخصية ودعم من والدتها، ولخصت الرحلة وهي لم يصل قطارها بعد إلى نهايته «أدعو كل الطموحين لمواصلة الجهد، وأية محاولة جادة ستثمر يومًا ما».
بالنسبة لها كان رد الفعل الأول الذي تنتظره هو «تعامل الجامعة البريطانية مع الجائزة»، شغل هذا تفكيرها من «كيجالي» -لـ«القاهرة»، وحين عادت فاجأتها الجامعة بما لم تتوقع من التقدير- حسب وصفها-، وأردفت قائلة: «أستعد الآن لحفل تكريم بالجامعة البريطانية لم يتحدد موعده بعد».
طالبة الجامعة البريطانية لم تحصل فقط على المركز الأول في- كلينيكال سكيلز-، إنما حصلت على المركز الثاني عالميًا في تصنيع الدواء، لكنها اختتمت قائلةً: لم أتوقع صدى الجائزة على هذا النحو في مصر.