رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: يحيا «سعد» و«النحاس» و«سراج الدين»

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

إن تاريخ الوفد متناثر فى كتابات المؤرخين المحدثين- عرباً وأجانب- ومتداخل فى ثنايا الأحداث التى شهدتها مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، فأينما توجهت نحو أى ميدان من ميادين العمل الوطنى، فسيطالعك كفاح الوفد من أجل الاستقلال والدستور والديمقراطية، والعدل الاجتماعى.. هذا ما قاله الكاتب الكبير والمؤرخ الوفدى العظيم المرحوم جمال بدوى -طيب الله ثراه. وهو القائل أيضاً إن الزعماء الثلاثة خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، جمعتهم قضية واحدة وهى التحرير الوطنى والعدل الاجتماعى والحياة الكريمة للمواطنين من خلال القوانين التى أصدرتها حكومات الوفد المختلفة لصالح الناس مثل مجانية التعليم وفرض الضرائب على الطبقات الغنية وعقد العمل الفردى وتشكيل النقابات العمالية ونشر مياه الشرب النقية فى الريف المصرى وإقامة الوحدات الصحية فى القرى والمدن وغيرها من القوانين التى تهدف إلى توفير الحياة الكريمة للمواطنين، وهى أعمال تدحض المقولة الشائعة بأن انشغال حكومات الوفد بالقضية الوطنية كان على حساب البعد الاجتماعى. فقد كانت حكومات الوفد المختلفة بقيادة الزعماء الثلاثة سعد والنحاس وسراج الدين، كانت تحارب فى جميع الجبهات وتتصدى لثالوث الفقر والجهل والمرض.

وإذا كانت هذه الأعمال الوطنية الجليلة للزعماء الثلاثة قد جمعتهم، فإن الموت الذى غيَّبهم عن الدنيا قد جمع بينهم أيضاً، فوجدنا الزعيم سعد تصعد روحه إلى بارئها فى «23 أغسطس عام 1927» والزعيم النحاس فى «23 أغسطس عام 1965» والزعيم سراج الدين فى «9 أغسطس عام 2000»، وعندما يفعل القدر وفاتهم فى شهر واحد فكأنه يؤكد أن أعمالهم الوطنية الجليلة التى جمعتهم أصرت على صعود أرواحهم الطاهرة إلى بارئها فى شهر واحد. وهذا ما جعل الوفديين يحولون أحزانهم على هؤلاء الزعماء الثلاثة إلى عيد وطنى يحتفلون به كل عام، وتوارث الوفديون هذا الاحتفال حتى الآن، وسيقوم حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة - الذى يعد بحق الزعيم الرابع للحزب، أطال الله فى عمره ومتعه بالصحة والعافية بتنظيم احتفال بذكرى الزعماء الثلاثة بعد غد «السبت»، وبهذه المناسبة تنشر الصحيفة ملفاً كاملاً عن الزعماء الثلاثة وأدوارهم الوطنية الرائعة والعظيمة التى أدوها فى خدمة الوطن والمواطن.

كما تنشر «الوفد» حديث قيادات وأعضاء الهيئة العليا عن الزعماء الثلاثة والعظات والعبر فى الاحتفال بذكراهم الغالية على النفوس.

لا أحد يخفى عليه الدور العظيم الذى أداه الزعيم خالد الذكر سعد زغلول باعتباره مفجر أعظم ثورة فى التاريخ، ألقت بظلالها على الدنيا كلها وليس مصر وحدها.

وإذا كان اعتقال سعد ونفيه هو المفجر المباشر للثورة، فإنه يصعب تصور اندلاع الثورة الشعبية إلا إذا كانت ظروف المجتمع وتطورات الأحداث سياسياً واقتصادياً وفكرياً قد هيأت لها فرصة التخمر حتى اندلعت الثورة، ولا خلاف بين جمهور المؤرخين على أن حزب الوفد هو الابن البكر لثورة 1919، وقد اكتسب اسمه من لقاء 13 نوفمبر عام 1918 وما نجم عنه من تداعيات أدت إلى اندلاع شرارة الثورة فى 9 مارس 1919 فى اليوم التالى لاعتقال سعد وثلاثة من صحبه ونفيهم

إلى القاعدة البريطانية فى جزيرة مالطا.

أما الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس، هذا الرجل الذى استوحى كل مواقفه الوطنية من استلهام روحانى لا مثيل له فى الدنيا كلها، ولا يمكن لأى مؤرخ أن ينكر أبداً أنه أول من أطلق شرارة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطانى، فهو الذى وقَّع اتفاقية 1936، وهو الذى ألغاها إيذاناً ببداية الكفاح المسلح وطرد الإنجليز من البلاد، ومواقف الزعيم النحاس الوطنية كثيرة ومتنوعة ولا تعد ولا تحصى، ولا ينكرها إلا كل جاحد أو مغيب العقل، وكل الحكومات التى تولى رئاستها كانت تنشد العدل الاجتماعى والحياة الكريمة لمواطنى البلاد.

أما الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين فيظل يذكر له التاريخ أنه قاد بنفسه الكفاح المسلح فى معركة القناة عندما أعطى أوامره وهو وزير الداخلية لرجال البوليس فى الإسماعيلية بالتصدى لقوات الاحتلال البريطانى، وقد أبلى الضباط والجنود فى هذه المعركة بلاء حسناً سجلها التاريخ بحروف من نور، وتم اتخاذ هذا الشأن من بعدها عيداً قومياً للشرطة المصرية يتم الاحتفال به حتى الآن، إضافة إلى أدواره الوطنية الأخرى الرائعة قبل ثورة 1952 فى المناصب الوزارية العديدة التى تولاها، عندما أصدر العديد من القرارات والقوانين التى تنشد الحياة الكريمة للمواطنين، ولا يخفى على أحد دوره العظيم فى عودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية عام 1978 ثم العودة الثانية عام 1984 وإصداره صحيفة «الوفد» التى أتشرف بالانتماء إليها، وقد بدأت الصحيفة وما زلت حتى الآن تساند الدولة الوطنية المصرية وتقف إلى جوارها، وخاضت ولا تزال معارك ضارية من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحياة الكريمة للمواطنين.

فى ذكرى الزعماء الثلاثة الكبار سعد والنحاس وسراج الدين، نستلهم من سيرتهم العطرة، الوطنية الحقة والعمل بإخلاص من أجل الوطن والمواطن، وعلى دربهم سيظل حزب الوفد ينهل الوطنية ويتشبع بحب الوطن ويعمل من أجل المواطن، تحية للزعماء الثلاثة فى ذكراهم وعلى هداهم وطريقهم سنواصل العطاء من أجل تأسيس الدولة العصرية الحديثة التى يحلم بها جموع المصريين.

[email protected]