رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء يؤكدون أكذوبة أردوغان : قاد الانقلاب للاستئثار بالحكم

الانقلاب المزعوم
الانقلاب المزعوم بتركيا

الغموض يسيطر على المشهد العام بتركيا خلال السنوات الأخيرة، منذ مثل هذا اليوم من عام 2016 الذي حدث فيه ما يسمى بالانقلاب المزعوم، حيث انقلب الجيش الثالث على نظام الحكم وباءت محاولتهم بالفشل، وهنا سنحت الفرصة أمام رجب طيب أردوغان للانتقام من معارضية واعتقالهم، وأصبحت الأوضاع تسوء يومًا بعد يوم وتدهورت الحالة الاقتصادية، وأصبح الوضع الآن غير مُبشر على الإطلاق خاصة عقب الانشقاق بالحزب الحاكم.

وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال أسعد، المفكر السياسي، إن الانقلاب التركي المزعوم لم يكن من فتح الله جولن ضد تلميذه أردوغان، بل كان من التلميذ ضد أستاذه، حيث أخترع اردوغان ونظامه أكذوبة الانقلاب، واتضح ذلك جليًا فيما بعد، عند اعتقال هذا الكم الغير مسبوق من المعارضين والصحفيين والموظفين والضباط.

وأضاف أسعد في تصريحه لـ"بوابة الوفد"، أن أردوغان انقلب على الدولة التركية نفسها حتى تخلو الساحة له في الاستئثار بالحكم، وتغير الدستور حتى ينصب نفسه رئيسًا للدولة ويعيد أمجاد الدولة العثمانية التي يحلم بها، خاصة عقب تدمير أحلامه في مصر عند سقوط الأخوان المسلمين.

وأكد المفكر السياسي، أن هذه الممارسات الديكتاتورية والحالة الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها تركيا الآن نِتاج ذلك الانقلاب الكاذب، وترتب عليه أن المعارضة التركية انتعشت من جديد وقويت شوكتها وأصبحت أكثر تواجدًا على الساحة، ويتجلى ذلك في اسقاط مرشح حزب اردوغان في أكبر المدن التركية منها أنقرة واسطنبول، وتمكن حزب الشعب الجمهوري من السيطرة على تلك المدن، ناهيك عن المراوغة التي اتبعها اردوغان بعقد صفقات إس 35، مؤكدًا أن الشعب التركي لم يرضى بهذا الوضع كثيرًا وسيخرج لاسقاط هذا النظام الديكتاتوري.

أوضح اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني السابق، الدليل على أن الانقلاب التركي كاذب ومزعوم، وهو أن القوات المسلحة التركية مكونة من عدة جيوش أقواها الجيش الأول المتمركز باسطنبول وشرق تركيا، وحي الحدود المتاخمة لليونان وبلغاريا أشد أعدائها.

وأضاف الغباري، أن الجيش الثاني متمركز على الحدود مع سوريا والعراق، والجيش الثالث أضعف الجيوش التركية متمركز على حدود إيران وروسيا، موضحًا أن أجهزة القيادة العامة بالدولة دائمًا تخرج من الجيش الأول، وبالتالي عندما يقوم انقلاب على الرئيس يجب أن يكون من الجيش الأول حتى يتبعه الشعب.

وأكد الغباري، ان اختيار الجيش الثالث للقيام بالانقلاب كان مقصود حتى يتم السيطرة عليه بسهولة، فضلًا

عن ضمان فشله، واستغلال الفرصة للانتقام من أعدائه واعتقالهم وفصلهم من وظائفهم بحجة تطهير الدولة، فقد قام بطرد ضباط الجيش من السلطة دون عرضهم على محاكمة عسكرية.

ولفت إلى المنشقيين عن الحزب الحاكم مما يسبب انقسام الشعب، مؤكدًا أن ذلك الانقلاب الكاذب كان له تأثير سيء جدا على معنويات الجيش، وبدأ الشعب يتمرد عليه عقب فهمهم للعبة، حيث كان يسعى اردوغان لتحويل الجيش التركي إلى ميليشيات مثل إيران حتى تكون مواليه له.

قال محمد عبد القادر، باحث في الشأن التركي، إن جماعة فتح الله هي التي وقفت وراء الانقلاب التركي، ولكن كل الحقائق تؤكد أن هناك انقلاب مضاد من الرئيس التركي على مؤسسات الدولة لتعديل الدستور وانتهاك كافة حقوق المواطنين، لتحويل نظام الدولة من برلماني لرئاسي واعتقال كافة معارضي أردوغان.

وأضاف عبد القادر، أن اردوغان كان ضد النظام الديمقراطي التركي، وتسبب ذلك في تعرض الجيش التركي لأول مرة للاتهامات والتصادم، وتعرض عناصر منه ذو خبرة وكفاءة لانتهاك حقوقهم واعتقالهم واقالتهم من مناصبهم.

وأكد الباحث في الشأن التركي، أن ذلك الانقلاب المزعوم نال كثيرًا من ثقة الجيش بنفسه، وأثر بالسلب على معنويات البعض منه، نتيجة اعتقال عدد كبير منهم بتهم مختلفة أغلبها سياسية، فضلًا عن ما تعرض له الشعب، لأن الوضع جعل اردوغان المتحكم الأول في المشهد السياسي مما أدى لمزيد من التوتر والتدهور الاقتصادي، ونتج عنه السلطة المطلقة للحاكم التي تشبه السلطان العثماني، الذي يصدر مراسيم واجبة النفاذ، لافتًا إلى الوضع الراهن الذي مازال يسيطر عليه الغموض.