خبراء يكشفون أسباب تهور"اردوغان" للتنقيب عن الغاز شرق المتوسط

شهدت الأيام الماضية خطوة تصعيدية جديدة ضمن سلسلة من الخطوات التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في ظل سياساته العدائية لبعض دول الجوار، إذ جددت أنقرة رفضها الانتقادات القبرصية والأوروبية، وأعلنت أن سفينة الحفر التركية "ياووز"، قد وصلت إلى مياه شرق قبرص وتستعد للشروع في التنقيب هناك. وقالت الخارجية التركية، إن جمهورية شمال قبرص، منحت شركة النفط الوطنية التركية عام 2011 ترخيصًا للحفر، وأن تركيا ستبدأ بالتنقيب "نيابة عن المواطنين الأتراك القبارصة".

وفي ذلك الوقت، دعت تركيا الولايات المتحدة الامريكية لتجنب اتخاذ أي إجراءات تضر العلاقات الثنائية بين البلدين بعد استلامها إس 400 الروسية، اذ أكد اردوغان مؤخرًا أن بلاده من حقها استخدام هذه المنظومات في أي زمن أو مكان إن اقتضت الحاجة ذلك.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور كرم سعيد، الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الحفر قبالة قبرص للتنقيب عن الغاز شرق المتوسط، يرجع إلى أنه لديه أوراقًا للحصول على الغاز تكمن في الطعن على الاتفاقيات القانونية في الحدود البحرية سواء الثنائية أو متعددة الاطراف كما بين مصر وقبرص.

وأضاف سعيد في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن أردوغان يلجأ للمناورات العسكرية لازعاج عملية التنقيب عن الغاز في الشرق المتوسط، ومحاولة الانخراط في اتفاقيات وعلاقات مع الدول التي لم توقع على اتفاقيات بشأن الغاز سواء ليبيا أو سوريا. وأشار الخبير بالشأن التركي، إلى أنه النظام التركي بدا أكثر قربًا لروسيا والنظام السوري للتنقيب عن الغاز، مؤكدًا ان الرئيس التركي يسعى لادارة المشهد بشكل منفرد بعد تحويل النظام من برلماني إلى رئاسي في تركيا، وإقصاء الوجوه التركية التي لها

علاقات بالولايات المتحدة الامريكية.

وأكد الدكتور محمد عبدالقادر، الخبير بالشأن التركي، إن رجب طيب أردوغان الرئيس التركي يواجه أزمات على المستوى الداخلي والخارجي لذلك يلجأ للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن يعاني من أزمات اقتصادية، وخسارة حزب العدالة والتنمية المنتمي إليها في الانتخابات المحلية، فضًلا عن استقالات بعض الاعضاء داخل حزبه، وصعود المعارضة ضده.

وذكر عبدالقادر، أن أردوغان يرى أن هناك ثروات في منطقة شرق المتوسط وأن تركيا الدولة الوحيدة التي لن تستفيد منها بسبب سياساته العدائية مع دول الجوارسواء قبرص أو اليونان أو مصر. ونوه الخبير بالشأن التركي، إن هناك توترًا بين الولايات المتحدة الامريكية وتركيا بسبب شراء الاخيرة صواريخ إس 400 من روسيا، مشيرًا إلى أن تركيا قد تجاوزت كل الاعراف والقوانين الدولية المعروفة بها في حلف الناتو.

وتابع عبدالقادر، حديثه قائلا" أن أنقرة ستواجه عقوبات شديدة على المستوى الاقتصادي والعسكري والاستراتيجي من قبل الولايات المتحدة الامريكية إذا تمت صفقة اس 400 الروسية، مؤكدًا أن أنقرة ليس أمامها التراجع عن الصفقة نظرًا لانها تعزز علاقاتها مع روسيا باعتبارها الدول الاقرب لها في الوقت الراهن.