عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأرثوذكسية تحتفل بذكرى رحيل القديس موسى الأسود

القديس موسى الأسود
القديس موسى الأسود الناسك القبطي

 

 

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأثنين 1 يوليو الموافق 24 بوؤنة بالأشهر القبطية، بذكرى  رحيل الناسك القبطي القديس موسى الأسود أحد أبرز الرموز المسيحية الأرثوذكسية التى روتها الكتب التراثية في التاريخ المسيحية.

 

يُعد القديس الراحل الأنبا موسى الأسود  قديس مسيحي ناسك وراهب قبطي مصرى عاش و استشهد بين القرنين الرابع و الخامس الميلادي، وُلد القديس عام 340م تعود جذور مولده إلى بلاد النوبة بجنوب مصر وكان يعيش بين قبائل عابدة إلى الشمس وهي العبادة الشائعة في مصر قديمًا لقب بالأسود نسبةً للون بشرته حيث تعود.

 

وتتفرد سيرة هذا القديس بعدة جوانب حياتية جعلت منه نموذجًا يتبعه جميع أبناء الكناتئس القبطية، حيث تتمتع سيرتة بالتتدرج بدايةً من الضلال إلى البحث عن يسوع في قلبة وصولًا إلى جوهر الإيمان، فقد كان لصًا قاطع الطريق يعبد الشمس، يشرب الخمر يقتل ويسرق ويمارس كافة أنواع الشرور.

 

وقد روت الكتب التراثية التي تناولت سيرة القديسين أنه كان يخاطب الشمس بصيغة الإلهه وكان يتطلع إلى الشمس ويخاطبها قائلا : " أيتها الشمس أن كنت أنت الإله فعرفيني " ثم يقول " وأنت أيها الإله الذي لا اعرفه عرفني ذاتك " وعندما سمع بوجود رهبان ومؤمنين يرفون الله و يدعوا إلى الايمان ببرية شهيت المعروفة حاليًا بوادي النطرون ذهب إليهم حتى يعرف الله عن طريقهم، فقام لوقته وتقلد سيفه وأتي إلى البرية وعند وصوله التقي بالقديس أيسيذوروس القس، وحين  رآه خاف من منظره فطمأنه موسى قائلًا أنه إنما أتي إليهم ليعرفوه الإله فأتي به إلى القديس مقاريوس الكبير واستمع إلى عظته التعليمية ولقنه الأمانة وعمده وقبله راهبًا وأسكنه في البرية فاندفع القديس موسى في عبادات كثيرة.

 

وعندما بلغ في قلبة حب الفكر الديري و الحياة الرهبانية سكن في بادئ الأمر مع باقى الرهبان في الدير، ولكنه بسبب كثرة الزائرين طلب من الأنبا مقاريوس مكانًا منعزلًا، فأرشده إلى قلاية منفردة وعاش فيها مثابرًا على الصلوات والاصوام والعبادة ليقاوم كل فكر شرير او محاربة من الشهوات تعيده لإرتكاب الشرور.

واجهه هذا القديس محاربة الشيطان الذي حاول أن يبعده عن طريق الإيمان حتى يعيده إلى طريق الظلال فقد جاهد نفسة و شيطانه الي اعتاد مواجهتة في القلالي( غرفة خاصة بالراهب) الخاصة به،وقد روت الكتب التراثية أنه عاني في بادئ الأمر في الصوم و البعد عن الشر إلال أنه استطاع أن يجاهدة بالاستعانة بحب العذراء شفعت له وحين إرتوى قلب القديس موسى الأسود بحب يسوع المسيح و حين وجد الله في قلبه بدأت تنهال عليه المعجزات ومحبة شعب الأقباط .

 

ولعل لمحاربة القديس موسى موقفًا تاريخيًا يعيد السنسكار إحيائة مع ذكر سيرتة حتى يتعظ به كل مؤمن و كل باحث عن الإيمان، وتتمثل هذا الموقف فأنه في احدى المرات ولشدة حرب الشهوات داخله خرج وأعلن هذا للأب اسيذوروس فأخذه وأصعده إلى السطح وقال له: أنظر إلى المغارب فرأى حشدًا من الشياطين بلا عدد مضطربًا جدًا يحدث شغبًا استعدادًا للمواجهه فقال له ثانية: أنظر إلى المشارق، فتطلع فرأى حشدًا من الملائكة القديسين الممجدين،

فقال الأب ايسيذوروس: أنظر، هؤلاء هم الذين يرسلهم الله لمساعدة القديسين، أما الذين في الغرب فهم الذين يحاربونهم، فعون القديسين أكثر عددًا، وهكذا شكر موسى الله وتشجّع ورجع عائدًا إلى قلايته موقنًا بوقوف الله في مواجهة الشيطان و ضعف النفس.

 

ومنذ ذلك الحين بدأ القديس موسى في وهب  حياتة إلى الصلاة، كما حرص على طلب التوبة من الله فيما فعل من معاصي و ظلم فقرر أن يقمع جسده القوي الذي استخدمة بادئ الأمرضد المؤمنين في الصلاة والصوم والمطانيات، و كان يطوف ليلًا بقلالي الرهبان الشيوخ ويأخذ جرارهم ويملأها ماءً، كما حرص على حماية أبناء القرى وز الفقراء و الدفاع عن المظلوم حتى حصل على محبة الجميع و أصبح مقصدًا يقصده كل فقير و مظلوم.

 

وعندما ذاعت محبة وإيمان وحبه للخير هذا القديس بين الشعب القبطي، أرادوا أن يرسموه قسًا، وعندما أراد البطريرك أن يمتحنه قبل رسامته أمر الكهنة أن يطردوه بمجرد دخوله الهيكل ويقولون له: "أخرج من هنا يا أسود اللون"، ولما طردوه أرسل البطريرك وراءه شماسًا فسمعه يقول لنفسه: "لقد فعلوا بك ما تستحقه لأنك لست إنسانًا" و حزن حزنًا شديًدا، ولكن حب أبناء الكنيسة  الأرثوذكسية تمم طقس رسامته قسًا بمدينة الإسكندرية بيد البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ23.

 

أما عن استشهاد هذا القديس العظيم فقد ورد أنه حين أشتدت هجمات البربر التي شنت هجومها على برية شيهيت وتحديدًا على منطقة "الاسقيط" لنهبها وقبل أن يأتوا إلى الديرعلم موسى بمجيئهم، وقال ذلك لمن معه من الرهبان وكان عددهم سبعة، وطلب إليهم أن يهربوا فلما سألوه عن نفسه وقالوا له: "وأنت ألا تهرب يا أبانا؟" قال: "منذ زمن طويل وأنا انتظر هذا اليوم لكي يتم قول السيد المسيح من يأخذ بالسيف بالسيف يُؤخَذ" (متى (26:52)، ونال موسى اكليل الشهادة عام 408م، وهو في عمر الخامسة والسبعين ، وفي يوم الرابع والعشرين من شهر بؤونة تستعيد الكنيةس القبطية ذكرى رحيل هذا القديس الذي يعد رمزًا للبحث عن التوبة و العودة عن طريق الضلال.