عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: فى ذكرى مصطفى شردى ..«الوفد» تتحدى الصعاب

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

تحل اليوم ذكرى رحيل فارس الكلمة والرأى مؤسس صحيفة «الوفد» المرحوم مصطفى شردى، الذى لقى ربه راضياً مرضياً عنه فى 30 يونية عام 1989. واليوم أتحدث عن الأستاذ الكبير والفارس الراحل وكلى مرارة وأسي، أن تبوأت مكانه فى ظل ظروف حرجة وصعبة، بعد أن ضاعت أموال الوفد الذى كان ينفق منها على إصدار الصحيفة، بسبب سوء الإدارة السابقة. وتواجه الصحيفة معاناة مالية قاسية، فقد تولى المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد رئاسة الحزب فى 30 مارس 2018، والرصيد داخل الجريدة «صفر»، ويجاهد «أبوشقة» جهاداً  مريراً للحفاظ على إصدار الصحيفة، بعدما ارتفعت أسعار الورق والأحبار وكافة متطلبات الطباعة بشكل يفوق الخيال، وباتت هناك فجوة بشعة بين الموارد والنفقات، ويقوم «أبوشقة» وقيادات الحزب بتدبيرها  كل شهر.

مصطفى شردى ليس كأى صحفى أنجبته الأمة العربية. فقد كان عملاقاً منذ نعومة أظافره، لأنه يكاد يكون الصحفى الوحيد الذى مارس المهنة وهو لا يزال طفلاً صغيراً فى مكتب جريدة المصرى الناطقة بلسان حزب الوفد عام 1952، وانتقل إلى «أخبار اليوم» عام 1954. ولا يخفى على  أحد أن هذا الصحفي، التقط صور البشاعة ضد المصريين فى مدن القناة على أيدى الاحتلال، وطاف بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ليكشف عن هذه الجرائم أمام الرأى العام العالمي. ومن يومها أدى مصطفى شردى دوراً وطنياً منقطع النظير لا يدانيه أى صحفى فى الأمة العربية، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وهو فى سن صغيرة.

مصطفى شردى الذى لا تعرفه الأجيال الجديدة، هو الذى  أسس صحيفة الوفد عام 1984 عندما أوكل  إليه هذه المهمة الزعيم  خالد الذكر فؤاد سراج الدين، والذى يعد هو الآخر مدرسة وطنية ومناضلاً عظيماً من أجل  الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأحد الفرسان الذين ندر وجودهم والمحارب  الشديد ضد الظلم  والقهر وكشف الفساد وفضح مدعى السياسة الذين اغتالوا الوطن عقودا طويلة. وخاض مصطفى شردى معارك من أجل الحرية والديمقراطية ومدافعاً عن حق المواطن فى الحياة الكريمة،  وخاض بإيمان ويقين يسجله له التاريخ فى مصر والأمة العربية وبشجاعة يفتقدها الشارع السياسي، عمليات التصدى للفساد والمفسدين.

لقد قام أستاذى ومعلمى مصطفى شردى، بترسيخ الدور المهم للرأى الآخر فى الصحافة العربية على حساب صحته وأعصابه. وأعطى زهرة شبابه مدافعاً عن القيم

والشرف والنزاهة. وكان رائداً من رواد الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان. واجه سلطة مبارك وجبروتها بقلمه، واستطاع أن يعيد للصحافة كرامتها. وأن يمارس المهنة بأسلوب راق وحضارى يدفع بصحيفة «الوفد» التى انتسب إليها إلى المقدمة، وأصبحت بفضلة منبراً حراً صادقاً لا تزال تسير عليه حتى الآن من خلال تلاميذه الذين تولوا مواقع القيادة بها حالياً.

لقد كان مصطفى شردى أستاذى ومعلمي، نموذجاً فريداً شهده عالم الصحافة ندر ما تجود به هذه المهنة الجليلة. فقد أعطى المهنة كل طاقاته وقدراته، وخاض التجربة بزخم سياسى وعزيمة لا تدانيها أية عزيمة.. ويوم وفاته المفاجئة التى كنت شاهداً عليها فى غرفته بالمستشفى مع الراحل الكريم سعيد عبدالخالق ـ طيب الله ثراه ـ اجتمع الجميع، الخصوم قبل المؤيدين يذكرون محاسنه ومواقفه الوطنية الرائعة ودوره فى تأسيس مدرسة «الوفد» الصحفية التى ما زالت تؤدى دورها الوطنى رغم الظروف الصعبة والمريرة التى تهاجم الصحيفة بين الحين والآخر. نعم كما أجمع الكتاب والصحفيون بعد وفاته أن مصطفى شردى كان بكل تأكيد من فرسان الكلمة، ومات وهو ممسك بالقلم وهذا شرف لا يدانيه أى شرف آخر.

رحم الله أستاذى ومعلمى وكل أساتذتى الذين تعلمت وما زلت أتعلم منهم فى عالم الصحافة، وطيب الله ثرى «شردي» وأدخله فسيح الجنات، وأدعو الله العلى القدير أن يلهمنى الصواب والصبر على الظروف الحالية التى تتعرض لها صحيفة «الوفد» كواحدة من ضمن الصحف الورقية التى تواجه أكبر الأزمات فى تاريخ الصحافة منذ عرفتها مصر.