رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

50 عامًا على رحيل "المنشاوي".. الصوت الباكي

القارئ محمد صديق
القارئ محمد صديق المنشاوى

تمر اليوم، الذكرى الخمسون على وفاة القارئ محمد صديق المنشاوى، وهو واحد من رواد التلاوة فى عصره أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمود علي البنا وآخرين ممن أثروا الإذاعة المصرية بالتلاوات القرآنية، أتم الشيخ المنشاوي حفظ القرآن الكريم وهو في الثامن من عمره.نشأ في أسرة قرآنية عريقة.ويعد الشيخ المنشاوي من أشهر القراء في العالم الإسلامي.

ألقاب الشيخ المنشاوي:

لقب الشيخ محمد صديق المنشاوي بالصوت الباكي.

نشأته وحياته:

ولد القارئ الشيخ محمد صدِّيق المنشاوي بقرية البواريك بمدينة المنشأة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر في 20 يناير 1920م ورحل عن دنيانا 20 يونيو 1969، وما بين مولده ورحيله فقد نشأ في أسرة معظم قرائها من حملة القرآن، حيث حفظ القرآن الكريم وعمره أحد عشر عامًا على يد الشيخ محمد النمكي قبل أن يدرس أحكام التلاوة على يد الشيخ محمد أبو العلا والشيخ محمد سعودي بالقاهرة.

البلاد التي سافر إليها المنشاوي

وقد زار الشيخ المنشاوي الابن العديد من البلاد العربية والإسلامية وحظي بتكريم بعضها، حيث منحته إندونيسيا وسامًا رفيعًا في منتصف الخمسينيات، كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من سوريا عام 1965م، وزار باكستان والأردن وليبيا والجزائر والكويت والعراق والسعودية، وقد ترك الشيخ أكثر من مائة وخمسين تسجيلًا بإذاعة جمهورية مصر العربية والإذاعات الأخرى، كما سجل ختمة قرآنية مرتلة كاملة تذاع بإذاعة القرآن الكريم وتلاوته.
يقول المثل الشعبي "ابن الوز عوام" وكذلك "من شابه أباه فما ظلم"، وبالفعل فإن هذا ينطبق على الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي ورث حلاوة الصوت من أبيه، وكذلك التفرد في التلاوة والأستاذية في الأحكام، وقبل أن نتحدث عن هذا القطب الكبير نود أن نعرج وبإيجاز على قصة والده الشيخ صديق المنشاوي الذي لم ينل قارئ في عصره وفي إقليمه من الشهرة مثلما ناله.

لقد نشأ الشيخ صديق المنشاوي وعاش في صعيد مصر وذاع صيته فيها وفي الأقاليم المجاورة واتصل في شبابه بالشيخ أبو الوفا الشرقاوي فطرب بصوته وجعله من خاصته.

والغريب في قصة حياة الشيخ المنشاوي أنه رفض الاشتراك في إحياء الليالي خارج حدود مديريتي قنا وجرجا، وكذلك رفض أن يسجل له في الإذاعة أي تسجيل بالرغم من العروض المغرية إلا أنه وافق وبعد 40 عامًا من احترافه تلاوة القرآن الكريم، وقد حدث ذلك عندما سافرت بعثة من رجال الإذاعة إلى قنا لتسجيل شريط للشيخ المنشاوي وتمنَّت إذاعة هذا الشريط اليتيم له في محطة الإذاعة.

وعاش الشيخ المنشاوي حياته كلها لا يساوم على الأجر ولا يتفق عليه، وقد حدث ذات مرة أنه كان يقرأ في مأتم أحد أعيان قنا وفي آخر الليل دس شقيق المتوفى "بشيء" بجيب الشيخ المنشاوي، وانصرف الشيخ دون أن يلقي نظرة على هذا الشيء، ولكنه حين وصل إلى منزله اكتشف أن الشيء الذي دسه الرجل في جيبه مليم واحد لا غير، وكان الشيخ يتقاضى جنيهًا

عن كل ليلة، وقبل أن يفكر في هذا الذي حدث جاءه الرجل صاحب الليلة معتذرًا عما حدث من خطأ شنيع، فقد كان في جيب الرجل جنيه ذهبي ومليم وكان ينوي إعطاءه للشيخ فأخطأ وأعطاه المليم، ولكن الشيخ المنشاوي رفض أن يتقاضى شيئًا فوق المليم قائلًا: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا"

وكان للشيخ المنشاوي ولدان أكبرهما الشيخ محمد صديق المنشاوي، والثاني كان ذا صوت جميل وموهبة حسنة ولكنه مات وهو في مقتبل العمر في حادث، وظل الشيخ المنشاوي حتى مماته وفيًّا لعهده فلا يقرأ خارج حدود مديريته ولا يساوم على أجر ولا يتفق عليه، ولكنه هجر إقليمه مرتين؛ الأولى عندما جاء القاهرة ليقرأ ثلاثة أيام متتالية في مأتم الشيخ رفعت والثانية عندما أقنعه الإعلامي الكبير فهمي عمر، بلدياته بالحضور إلى القاهرة لإجراء اختبار لصوته في الميكروفون، لكن النتيجة جاءت للأسف بالسلب لأن هناك من الأصوات ولسوء الحظ كالوجوه، فبعض الوجوه الجميلة لا تصلح للتصوير وينطبق هذا على الأصوات ولسوء حظنا أن الشيخ المنشاوي من هذا النوع.
الشيخ محمد صديق المنشاوي، الابن أحد أولئك الذي وهبوا حياتهم للخدمة في دولة التلاوة، فإذا به درة متفردة لا تكاد تجد لها نظيرًا أو شبيها بين هذه الكوكبة العظيمة من قراء القرآن الكريم بداية من شيوخ دولة العلاّمة أحمد ندا، ومنصور بدار، وعلي محمود، ومرورًا بأعظم من أنجبت أرض الكنانة في دولة التلاوة الشيخ محمد رفعت ومن وقف بعده في تلاوة آيات الذكر الحكيم الشعشاعي الكبير وشعيشع والبنا والمنشاوي الكبير وعبدالعزيز علي فرج، والطوخي، والنقشبندي، والفشني، وغيرهم، وعلى الرغم من أن الشيخ محمد صديق المنشاوي هو ابن
تلميذ بار ونجيب لعلم عظيم من أعلام القرآن.

وفاته

في عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ، الموافق 20 يونيو 1969م.