رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اليوم.. الأرثوذكسية تحتفل بذكرى اعتراف المجمع المقدس البابا كيرلس قديسًا

قداسة البابا كيرلس
قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، بتذكار اعتراف المجمع المقدس بقداسة البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 من تاريخ باباوات الإسكندرية على الكرسي الباباوي، ومنحة لقب "القديس".

ويعتبر مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس، والذي مُنح لقب (القديس) من قبِل المجمع المقدس للكنائس الأرثوذكسية 20 يونيو عام 2013م، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تكريما لدوره وإسهاماته وبركاته التي مازالت الكنيسة الأرثوذكسية تنعم بها، هو أحد أبرز الشخصيات القبطية تأثيرًا في حياة الكنيسة منذ تولية رعاية أبنائها، فقد احتل مكانة عظيمة في نفوسهم، ومازالت تحى تعاليمه والعظات التعليمة التى ألقاها خلال فقرات تولية رعاية البطريركية، إضافة إلى أنه أبرز الرموز الأرثوذكسية إسهاما في بناء الكنائس، وتطوير طرق إعداد خدام الكنسية.

وُلد القديس الراحل باسم "عازر يوسف عطا" 2 أغسطس عام 1902م، ببلدة طوخ النصاري بدمنهور، وولد محبا للكنيسة القبطية منذ طفولته إذ كان أبويه متعبدين مؤمنين، واشتهروا بالصلاح وحب الخير، وحرصهم الدائم على حفظ التراث القبطي الأرثوكسي، وساعدت هذه البيئة المحبة للعقيدة والإيمان في زرع محبة الكهنوت والانعزال من أجل الصلاة والإيمان وتلاوة الإنجيل، ومارس بعض الأعمال الدنياوية في بادئ الأمر، والتحق بإحدى شركات الملاحة، ثم استقال عام 1927م، وتوجهه حينها إلى الحياة الديرية، فكان يقضى أوقاته بحجر الرهبان، وظل يمارس الطقوس الأرثوذكسية للعبادات والصلوات لمدة خمس سنوات، قرر "عازر" الانخراط في سلك الرهبنة، والتحق بدير البراموس في حبرية البابا كيرلس الخامس بطريرك الكرازة المرقسية الـ112، وظل عدة أشهر ناسكا متعبدا.

ثم زكاه الرهبان ليكون راهبا، وسيّم باسم الراهب "مينا البراموسي" في 24 فبراير عام 1928م، ثم رسّم قسًا بذات الاسم 18 يوليو عام 1931م، وحرص القديس كيرلس في تطوير التعاليم المسيحية، فتوجه إلى كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان، وحين دوا سمعه بنبأ ترشيح البابا يؤانس له ليكون أسقفا، توجه إلى دير القديس الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين بسوهاج.

وحين عاد إلى البطريرك "يؤانس" كشف له رغبته بممارسة الإيمان الرهباني والتوحد، فأمر البابا يؤانس بتحقيق رغبته تحت إرشاد شيخ الرهبان، التقى القمص عبدالمسيح المسعودي، فتوحد في مغارة وعاش في طاحونة قديمة ومهجورة بمصر القديمة عام 1936م، وبدأ يصنع المعجزات لأهل المنطقة، وذكرت الكتب التراثية أنه ظل ينشر الإيمان والتعاليم حتى أحبه كل من لجأ إليه من أبناء المنطقة، وكان يقيم القداسات اليومية حتى مطلع عام 1941م، سندت إليه رئاسة دير "الأنبا صموئيل المعترف" بجبل القلمون بمغاغة، فعمره وجدد كنيسته وشيد قلالي (مساكن) الرهبان، وتتلمذ على يديه نخبة من الرهبان الأفاضل.

 

ثم انتقل إلى مصر القديمة عام 1947م، وشيد كنيسة القديس مارمينا، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال، ثم قام بتطوير المباني داخل الكنيسة، وألحق بها منزلا لإيواء الطلبة المغتربين عام 1949م، واحتلت هذه الكنيسة حينها شهرة إيمانية واسعة والصلاة الدائمة والشفاعة أى الدعاء من أجل المرضي والفقراء، فكان مقصدًا لكل من يعاني من مشكلات

من أجل نيل شفاعة صلاة هذا القديس العظيم.

ثم ترشح للباباوية في نوفمبر عام 1957م، وتم اختياره بابا الكنيسة الأرثوذكسية في أبريل عام 1959م، تميز عهد قداسته بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية، كما شارك في العديد من المحافل من أجل تحسين الأوضاع الكنسية، وترأس مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية المشرقية في أديس بابا عاصمة أثيوبيا، وهو أول مجمع مسكوني لإقامة حوار بين الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقدونية في العصور الحديثة، وناقش المؤتمر أمورا مهمة تتعلق بالخدمة والكرازة في العالم المعاصر، وعلاقة الكنائس المجتمعة بالكنائس الأخرى، كما قام بترميم الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بالقاهرة، كما ترأس عمل الميرون المقدس (أى التطيبـ بالزيت المقدس) عام 1967م، وكان حدثا تاريخيا في الكنيسة الأرثوذكسية، وفى 25 يونيو عام 1968م استقبل البابا كيرلس جسد "القديس مارمرقس"، مؤسس الكرازة المرقسية في مصر، الذي عاد بعد غياب عشرة قرون، وشيد له مذبحا مقدسا بالكاتدرائية المرقسية التى افتتاحها البابا كيرلس السادس، بحضور ومشاركة الرئيس جمال عبدالناصر والإمبراطور هيلاسلاسي الأول، حاكم أثيوبيا آنذاك، وكان أحد أهم الأحداث التاريخية التى شهدها العالم المسيحي في مصر وخارجها.

وتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس في 9 مارس عام 1971م، ونقل جثمانه في احتفال مهيب لدير مارمينا العجايبي، وفقا لما أوصى به، وفي عام 2013م أعلن المجمع المقدس عن منح البابا كيرلس لقب القديس، تكريما لدوره وإسهاماته وبركاته التي مازالت الكنيسة الأرثوذكسية تنعم بها. 

 

كان هذا القديس أحد الرموز التي حفظها التاريخ القبطي، ومازال يزين أذهان شعب الكنائس الأرثوذكسية، حتى أنه أصبح أحد الأيقونات التي تتخدها الأسر القبطية في لوح، لتتبارك بوجود قداسته داخل المنازل، فلم يكن قديسا ورجل دين فحسب، فقد أحبه الملايين من غير المسيحين، لحسن تصرفه وذكائه في مواجهة الأزمات، والدفاع عن موقف الكنيسة القبطية، ومن أكثر الأقوال التى اشتهر بها "كن مطمئنا جدا جدا ولا تفكر في الأمر كثيرا، بل دع الأمر لمن بيده الأمر".