عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى ذكرى تنصيب محمد علي باشا.. هذه الضغوط التى تعرض لها حتى تم عزله

محمد علي باشا
محمد علي باشا

تحل اليوم ذكرى تنصيب محمد علي باشا واليًا على مصر رسميًا، بعد أن بايعه أعيان الشعب في دار المحكمة ليكون واليًا على مصر في 17 مايو سنة 1805، والذي أقره فيها الفرمان السلطاني الصادر في 9 يوليو من نفس العام.

 

كان المماليك بزعامة محمد بك الألفى هم الخطر الأكبر لمحمد على، والذى كان المفضل لدى الإنجليز منذ أن ساندهم عندما أخرجوا الفرنسيين من مصر، ومض 3 أشهر حتى قرر المماليك مهاجمة القاهرة، وارسلو بعض الرسائل لرؤساء الجند للنضموا إليهم لمهاجمة المدينة، وعلم محمد على بالفخ  الذى يدبر له، فطالب  من رؤساء الجند مجاراتهم واستدراجهم لدخول المدينة.

 

وفي يوم الاحتفال بوفاء النيل عام 1805، هاجم ألف من المماليك القاهرة، ليقعوا في الفخ الذي نصبه محمد علي لهم وأوقع بهم خسائر فادحة، مما اضطرهم للانسحاب حينئذ استغل محمد علي الفرصة وطاردهم حتى أجلاهم عن الجيزة، فتقهقروا إلى الصعيد الذي كان ما زال في أيديهم.

 

وفي أوائل عام 1806، أرسل محمد علي جيشًا لمحاربة المماليك في الصعيد بقيادة حسن باشا قائد الفرقة الألبانية، الذي اشتبك مع قوات محمد بك الألفي الأكثر عددًا في الفيوم، وانهزمت قوات محمد علي مما أدى إلى انسحابها إلى جنوب الجيزة، ثم فرت جنوبًا إلى بني سويف من أمام قوات محمد بك الألفي الزاحفة نحو الجيزة، وتزامن ذلك مع زحف قوات إبراهيم بك الكبير وعثمان بك البرديسي من أسيوط لاحتلال المنيا، التي كانت بها حامية تابعة لمحمد علي، إلا أن قوات حسن باشا دعمت الحامية وأوقفت زحف قوات المماليك إلى المنيا.

 

وكانت نهاية محمد على باشا عند انسحاب الجنود المصريين من بلاد الشام، وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها إلى الدولة العثمانية، وقد أعلنت فرنسا أنها ليست على إستعداد لخوض حرب فى سبيل مصر أو واليها، جن جنون محمد على وأصيب بحالة من الارتيان.

 

ما زاد حالة محمد علي باشا سوءًا كانت المصائب التي حلت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة 1844 تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن ديون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون فرنك، وأن المتأخرات الضريبية قد بلغت 14،081،500 قرشًا من الضريبة الإجمالية المقدرة بحوالي 75،227،500 قرش، وتخوف الباشا من عرض الموضوع على محمد علي لما قد يكون له من وقع شديد عليه، فعرض المسألة على إبراهيم باشا الذي اقترح أن تقوم أحب

شقيقاته إلى والده بنقل الخبر، إلا أن ذلك لم يكن له الأثر المرجو، فقد فاق غضب محمد علي ما توقعه الجميع، ولم يهدأ باله ويستكين خاطره إلا بعد مرور ستة أيام.

 

بعد عام من هذه الحادثة، أصيب إبراهيم باشا بالسل، واشتد عليه داء المفاصل، وأخذ يبصق دمًا عند السعال، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى إيطاليا للعلاج، على الرغم من أنه أدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله للسلطان عندما زار الآستانة في سنة 1846، حيث عبر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: «ولدي عجوز عليل، وعباس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟» بعد ذلك عاد محمد علي إلى مصر وبقي واليًا عليها حتى اشتدت عليه الشيخوخة، وبحلول عام 1848 كان قد أصيب بالخرف وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلًا، فعزله أبناؤه وتولى إبراهيم باشا إدارة الدولة.

 

حكم إبراهيم باشا مصر طيلة 6 أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه المرض وتوافيه المنية في 10 نوفمبر سنة 1848، فخلفه ابن أخيه طوسون، عبّاس حلمي، وبحلول هذا الوقت كان محمد علي باشا يُعاني من المرض أيضًا، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك وعاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في قصر رأس التين بالإسكندرية بتاريخ 2 أغسطس سنة 1849، وكانت جنازته معتدلة الحضور والمراسم.